
كشفت شركة "ميلريم روبوتيكس" Milrem Robotics عن مدرعة Havoc الروبوتية والمدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، لتقديم الدعم والحماية وتعزيز القدرات القتالية للقوات في الميدان، وذلك لأول مرة خلال فعاليات معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "آيدكس 2025" في أبوظبي.
وقال باتريك شيبرد، ممثل عن الشركة الإستونية، التابعة لمجموعة "إيدج" EDGE الإماراتية، والرائدة عالمياً ضمن مجال تطوير الروبوتات والأنظمة الذاتية، إنه يمكن السماح للمدرعة بالتنقل ذاتياً عند إعطائها الأوامر من قِبَل طاقم مستقل يتحكم فيها عن بُعد، مشيراً إلى أن المدرعة، التي تظهر لأول مرة ضمن فعاليات "آيدكس"، قادرة على اجتياز العقبات بفضل خريطة مدمجة داخلها.
وأضاف: "إذا واجهت عائقاً، مثل انهيار جسر أو سقوط مبنى، أو أي عائق يمنعها من التقدم، فإن نظام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي داخلها يحلل الخريطة، ويجد مساراً بديلاً لتحقيق الهدف المطلوب".
وأوضح أن هذا النظام يتمتع بذكاء كافٍ ليتمكن من التنقل الذاتي، والتعرف على التضاريس، وتحديد ما إذا كان يمكنه التقدم أم لا، وما إذا كان هناك سبب يمنعه من ذلك.
أنظمة اتصالات متطورة
وتحدَّث شيبرد عن ميزة أخرى فريدة في هذه المركبة، وهي أنظمة الاتصالات، قائلاً: "لدينا مجموعة متنوعة من أنظمة الاتصال المدمجة داخل المركبة، بدءاً من راديو FM بسيط، والذي نستخدمه حالياً في أوكرانيا بسبب موثوقيته وقدرته العالية على مقاومة أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، حيث يمنحنا مدى يصل إلى 3 كيلومترات".
وأضاف شيبرد في إشارة إلى إجراء الشركة اختباراً في السويد: "قمنا بفصْل المشغّل عن المركبة بمسافة تقارب 1000 كيلومتر، وتمكّنا من تشغيلها باستخدام الأنظمة المأهولة وتنفيذ المهمة بالكامل عبر الاتصال بأقمار ستارلينك (Starlink) الاصطناعية، رغم المسافة الكبيرة".
وتابع: "تتمحور فكرة هذه المركبة حول إشراك أنظمة الروبوتات في المعركة أولاً، حيث يكون الاحتكاك الأول مع العدو عبر الأنظمة غير المأهولة، ما يمنح الأنظمة المأهولة الفرصة للمناورة والوصول إلى الهدف أثناء انشغال المركبات غير المأهولة في الاشتباك. وعندما يحين الوقت، توجه الضربة القاضية للهدف".
مرونة في التسليح
أما بالنسبة للتسليح، نبَّه شيبرد إلى أن المدرعة مجهزة حالياً بمدفع عيار 30 ميلليمتر مثبت على السطح، إلى جانب نظام مضاد للطائرات المسيّرة من مجموعة "فرانكنبيرج تكنولوجيز" Frankenburg Technologies، الذي يتميز بكلفة منخفضة لكل عملية اعتراض، حيث تصل كلفة الصاروخ الواحد إلى 10 آلاف يورو فقط، وهو تطور مبتكر في تقنيات مكافحة المسيّرات.
ولفت شيبرد إلى أن المركبة تتميز أيضاً بقدرة تحميل تصل إلى 5 أطنان على سطحها، ما يمنحها مرونة كبيرة في تركيب مختلف الأنظمة مثل قذائف الهاون، ومكافحة الطائرات المسيّرة، والحرب الإلكترونية، أو أنظمة الأسلحة المباشرة، وذلك وفقاً لمتطلبات المهمة.
وسائل الحماية
وبشأن وسائل الحماية في المركبة، نوَّه شيبرد إلى أنها "تعتمد على المناورة والاستخبارات والاستطلاع (ISR) لحماية نفسها، لكنها ليست مدرعة بشكل ثقيل، نظراً لعدم وجود أفراد بداخلها. وهذا يسمح بحماية المكونات الإلكترونية والأنظمة الحيوية داخل المركبة فقط باستخدام دروع مدرعة، دون الحاجة إلى تدريع الهيكل بالكامل، ما يقلل من الكلفة، الأمر الذي يعد بالغاً في الأهمية لأنظمة الروبوتات القتالية".
وشدد شيبرد على أن المركبات غير المأهولة "لا يمكن أن تكون باهظة الثمن، خاصة أن بعضها قد لا يستمر سوى بضع دقائق في ساحة المعركة. هدفنا هو تقديم روبوتات قتالية منخفضة التكلفة لعملائنا، بحيث يمكن استخدامها في هجمات ضخمة تعتمد على أسراب من المركبات، ما يجعل فعاليتها مضمونة في أي سيناريو قتالي".
وأردف قائلاً: "هذا أول ظهور علني لمركبة Havoc. لدينا نموذج عملي قيد التشغيل في مقرنا الرئيسي، ويتم تطويره حالياً كجزء من مشروع Edge. ونتوقع الدخول في عقد إنتاج بين عاميْ 2027 و2028 هنا في الإمارات. ومع ذلك، نحن نسوّق هذا المنتج على مستوى عالمي، وليس فقط للسوق الإماراتية".