
اتسمت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث، بالاستخدام المكثف للطائرات المسيّرة، والأنظمة غير المأهولة، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، وبشكل أكثر تحديداً تقنيات مكافحة المسيّرات.
وتجلى ذلك مؤخراً في قرار بريطانيا بتزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي Gravehawk وصواريخ Martlet الخفيفة متعددة المهام التي تصنعها شركة Thales، فضلاً عن العرض الأخير لنظام Dronebuster، من تصنيع شركة DZYNE Technologies، من قِبَل القوات الأميركية المشاركة في المناورات العسكرية السنوية الرابعة والأربعين Cobra Gold في تايلندا، وفق مجلة The National Interest.
ومع ذلك، فإن سباق تكنولوجيا حرب المسيّرات لا تقتصر على ساحة "جو-أرض" فحسب، بل أصبحت أيضاً عاملاً متزايد الأهمية في الحرب البحرية، بما في ذلك الحرب ضد الغواصات.
مستقبل الحرب
أشارت المجلة الأميركية إلى تقرير صادر عن Navy Lookout، بعنوان "مستقبل الحرب: الطائرة المسيرة T-600 تطلق طوربيد Sting Ray".
وجرت التجارب البحرية خلال تدريبات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحت اسم "التجارب الروبوتية والنماذج الأولية للأنظمة البحرية غير المأهولة" في البرتغال. وشارك في هذه المناورة 16 شريكاً لـ"الناتو"، إلى جانب إيرلندا غير العضو في الحلف الأطلسي.
وذكرت المجلة الأميركية، أن طائرة Malloy T-600 المسيّرة "تذهب بالحرب البحرية إلى المستوى التالي"، لافتة إلى أن "طائرة T-600 وطوربيد Sting Ray يشكلان تهديداً جديداً للغواصات".
وصُممت طائرة T-600 المسيّرة بالتعاون بين شركتَي BAE Systems وMalloy Aeronautics ومقرها الرئيسي في إنجلترا.
وتعمل الطائرة T-600 بالطاقة الكهربائية، وقادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً، وتحمل حمولة وزنها 200 كجم، وتحلّق بسرعة تصل إلى 140 كم/الساعة، ويصل مداها إلى 80 كيلومتراً حسب الحمولة، ويبلغ حجمها تقريباً حجم سيارة صغيرة، وهي مصممة لسهولة تفكيكها للنقل.
فيما يُعتبر طوربيد Sting Ray خفيف الوزن ذو التوجيه الصوتي، والذي يشترك في اسمه مع سمكة قاتلة وغواصة من فئة Salmon تابعة للبحرية الأميركية في الحرب العالمية الثانية، والتي تمكنت من إغراق 4 سفن معادية.
وجرى تصنيع الطوربيد في البداية بواسطة شركة GEC-Marconi، التي استحوذت عليها لاحقاً شركة BAE Systems، ويحتوي الإصدار الحالي، Mod I، على المواصفات الفنية متميزة، حيث يبلغ طوله 2.6 متر، وبقطر 330 مم، وبوزن 267 كيلوجراماً.
فيما يبلغ وزن الرأس الحربي 45 كيلوجراماً من Torpex، وهو أقوى بنسبة 50% من مادة TNT من حيث الكتلة.
كما تبلغ سرعة الطوربيد 45 عقدة أو 83 كم/الساعة، بمدى من 8 إلى 11 كيلومتراً، ويتم دفعه ببطارية مياه البحر من المغنيسيوم/كلوريد الفضة، وتوجيه سونار نشط/سلبي.