مقاتلة الجيل السادس الأكثر تطوراً.. ماذا نعرف عن F-47 الأميركية؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
الطائرة المقاتلة F-47 من الجيل السادس بعد الكشف عنها من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض. 21 مارس 2025 - Reuters
الطائرة المقاتلة F-47 من الجيل السادس بعد الكشف عنها من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض. 21 مارس 2025 - Reuters
دبي -الشرق

حسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فوز شركة "بوينج" (Boeing) بصفقة إنتاج مقاتلات الجيل السادس للقوات الجوية الأميركية، والتي حصلت على تصنيف "إف" (F)، لتحمل اسم "إف-47" (F-47).

وجاء إعلان الرئيس الأميركي عن مقاتلة الجيل السادس الشبحية، بعد أكثر من شهرين من إجراء الصين تجربة أداء لمقاتلتين من الجيل السادس، الأمر الذي أثار ضجة عالمية.

وهذا أول عقد رئيسي لبناء طائرات نفاثة يتم منحه منذ 20 عاماً، بعد العقد الذي حصلت عليه شركة "لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) العملاقة، لبناء مقاتلات "إف-35" (F-35) الشبحية من الجيل الخامس.

ويتوقع أن تبلغ القيمة الأولية للعقد المخصص لتطوير الهندسة والتصنيع (EMD)، حوالي 20 مليار دولار، وهذه مجرد تكاليف أولية. 

وبمجرد الاستقرار على المواصفات والتصميم لمقاتلة F-47، تتوقع Boeing جني مئات المليارات من الدولارات على مدار عمر المقاتلات الافتراضي.

وقد تبلغ تكلفة كل مقاتلة من طراز F-47 مئات الملايين من الدولارات، ومع ذلك، قد يتغير هذا السعر، خصوصاً وأن سلاح الجو الأميركي أوقف مؤخراً برنامج المقاتلات في محاولة لخفض تكلفة الوحدة.

عودة برنامج "NGAD" للحياة

تسبب برنامج "الهيمنة الجوية للجيل القادم" (NGAD) للقوات الجوية الأميركية، في السابق، بجدل كبير بسبب تكلفة إنتاجه وتشغيل المقاتلة، ليقرر وزير القوات الجوية السابق فرانك كيندال وقف البرنامج وإعادة تقييم المشروع. 

وظل الغموض كبيراً لعدة أشهر بشأن مستقبل الطائرة الأميركية الأحدث، بسبب ما تعلق بمصاريف الميزانية خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وفقاً لموقع Warrior Maven.

وأشار تحليلٌ أجرته دائرة أبحاث الكونجرس في يناير 2025 إلى مخاوف بشأن "الميزانية" كسببٍ رئيسي لوقف كيندال للبرنامج، إذ لم يكن واضحاً ما إذا كان بإمكان الدائرة تحمّل تكاليف برنامج B-21 بشكل كامل، وبرنامج استبدال صواريخ Sentinel الباليستية العابرة للقارات. 

وكان الاعتقاد السائد هو أن الأنظمة غير المأهولة (مثل الطائرات المسيرة) منخفضة التكلفة قد تُثبت فعاليتها في تلبية المتطلبات التشغيلية، ما أدى إلى ترك كيندال قرار مقاتلة الجيل السادس لإدارة ترمب.

وفي 27  يناير، منحت وزارة الدفاع الأميركية عقدين بقيمة 3.5 مليار دولار لتطوير محركات برنامج "NGAD" لشركة General Electric وP&W؛ ومن المقرر أن تظهر النماذج الأولية للمحركات بحلول عام 2032.

ليعلن بعدها ترمب، الجمعة، بشكل قاطع عن تطوير مقاتلة الجيل السادس، ومنح عقد التطوير لشركة Boeing.

قدرات متطورة وتشغيل عن بعد

أفادت مجلة The National Interest، بأن ما يمكن توقعه هو أن تكون طائرة الجيل السادس F-47 أكثر تطوراً من مقاتلات الجيل الخامس، التي تشمل كلاً من F-22 وF-35. 

ويرجح أن تتضمن مقاتلة الجيل السادس قدرات رقمية متطورة، مثل الشبكات عالية السعة، والذكاء الاصطناعي، ودمج البيانات، وقدرات القيادة والسيطرة والاتصالات في ساحة المعركة، والقدرة على شن حرب سيبرانية. 

وستتمتع الطائرة الأميركية الجديدة على الأرجح بخيار التشغيل المأهول أو غير المأهول، إما عن بُعد بواسطة مشغل بشري أو بشكل مستقل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وستتميز المقاتلة F-47 أيضاً بمقطع راداري منخفض للغاية (RCS)، ما يجعلها طائرة شبحية. 

وستُزود الطائرة بمحركات متغيرة الدورة قادرة على الطيران الفائق بكفاءة عالية في استهلاك الوقود، مع الحفاظ على معدل دفع يتجاوز وزن الطائرة. 

كما يتوقع أيضاً أن تعتمد طائرة F-47 على تكامل الأنظمة البشرية الذي ظهر مع برنامج F-35، ونظام العرض المُثبت على الخوذة (HMDS).

وستعمل طائرة F-47 بالتعاون مع طائرات مسيرة قتالية تعاونية "CCA". ويُعد دمج منصة المقاتلة مع "CCA" أحدث جانب في برنامج "NGAD"، لأن ذلك لم يتم تجريبه رسمياً من قبل.

السيطرة على المعركة

وقال مسؤول تنفيذي في Boeing، في تصريحات أوردها موقع Army Recognition، أن هذه المقاتلة "ليست مخصصة للهيمنة على القتال الجوي، بل للهيمنة على ساحة المعركة بأكملها". 

وأضاف أن طائرة F-47 ستكون "أكثر المقاتلات ذكاءً وترابطاً وقوة وفتكاً يتم بناؤها في الولايات المتحدة على الإطلاق".

ويُشير اختيار Boeing على حساب شركة Lockheed Martin، التي طالما اعتُبرت المرشح الأوفر حظاً بفضل عملها على طائرات F-22 وF-35 والنماذج التجريبية الأولى لـNGAD، إلى تحول في الأولويات والاستراتيجية الصناعية. 

كما يُنعش هذا التحول وحدة الطيران الدفاعي في boeing، خاصةً منشآت إنتاج المقاتلات في سانت لويس بولاية ميزوري.

وقال موقع Breaking Defense، في تقرير سابق قبل إعلان ترمب عن منح العقد لشركة Boeing، إن الشركة الأميركية تواجه مأزقاً، فالجهات التنظيمية تُدقّق في أعمالها التجارية، كما جذبت مشاكلها انتباه المدعين الفيدراليين.

ولتتغلب الشركة على مأزق التصنيع والتمويل، اتجهت Boeing "نحو المستقبل"، مُراهنةً بمليارات الدولارات على بناء منشآت تصنيع جديدة في مركز إنتاج المقاتلات التابع لها في سانت لويس، حيث يُوشك خط إنتاج طائرات F/A-18 القديم على الانتهاء.

وستحصل وحدة الدفاع في Boeing على دفعة معنوية ضرورية بعد فوزها بمنحة طائرة الجيل السادس، ما سيضمن احتفاظها بالكفاءات الهندسية اللازمة لمواكبة منافسيها الذين ينتجون الطائرات الشبحية.

وأشار مسؤولون أميركيون في السابق إلى أن هناك قلق بالغ بشأن قدرة Boeing على الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بعناصر الإدارة والإنتاج في برنامج الجيل الجديد من الطائرات، ولكن من ناحية أخرى، ستكون هناك تداعيات هائلة على Boeing إذا لم تتمكن من مواكبة احتياجات القوات الجوية الأميركية.

منافسة الصين

قال موقع Warrior Maven، إن المقاتلة الشبحية الأميركية هي طائرة مأهولة، مدعومة بالذكاء الاصطناعي من الجيل السادس، وقد تكون "أكثر المقاتلات الشبحية تطوراً في العالم".

ولعقدٍ من الزمان، شدّد كبار قادة القوات الجوية في الولايات المتحدة على الحاجة إلى قدرات الجيل السادس لمنافسة الصين.

ودعم الكونجرس بشكل واسع برنامج "NGAD"، خاصة لاستخدامه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في ظل بعض الانتقادات من أن يؤثر البرنامج على قدرة الولايات المتحدة في إنتاج مقاتلات أخرى.

ويبدو أن حسم ترمب في النهاية قرار إنتاج طائرة الجيل السادس، كان نابعاً من عدة متغيرات، مدفوعة بشكل كبير ببيئة التهديدات الحالية، حيث تُسرّع كل من روسيا والصين برامج المقاتلات الشبحية من الجيل السادس.

وفي أوائل العام الجاري، انتشرت صورٌ لطائرتين مقاتلتين صينيتين من الجيل السادس على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار تحليلات وتكهنات عالمية حول مدى التطور المُحتمل لهذه الطائرة الجديدة التي لم يسبق لها مثيل.

وسجلت الصين حدثاً استثنائياً بتحليق طائرتي الجيل السادس، خلال الاحتفالات بذكرى مؤسس الدولة ماو تسي تونج.

ورافقت هذه المقاتلة طائرة الجيل الخامس Chengdu J-20 اللتين تصنعهما مجموعة صناعة الطائرات Chengdu، فيما تبعت طائرة J-36 طائرة J-16 من شركة Shenyang Aircraft Corporation، المعروفة بمقاتلتها من الجيل الخامس J-35. 

وبناءً على ذلك، تم تسمية الطائرة الجديدة، التي ظهرت فجأة في سماء الصين على الفور بـJ-36، باعتبارها الرقم التالي في الصف، بواسطة العديد من وسائل الإعلام العالمية.

وقال الخبير في مجال الطيران العسكري بيل سويتمان، في تحليل نقله معهد royal aeronautical society، إن منح الطائرة J-36 لقب "طائرة الجيل السادس"، أمر "مضلل"، معتبراً أنها ليست نظيرة لمقاتلة الجيل السادس الأميركية، ولكنه أقر بأنها "شيء فريد من نوعه".

وتبدو J-36 أصغر كثيراً من القاذفة JH-XX، وهي مشابهة للغاية للطائرة الأولى J-20. 

ويبدو تصميم J-36 الشبحية مشابه لتصميم الطائرة J-20، حيث أن أسطحها مائلة، ولا تعتبر طائرة منخفضة الارتفاع إلى حد كبير، إلا إذا حققت الصين تقدماً هائلاً في مجال المواد، وهو ما لا يمكن استبعاده.

تصنيفات

قصص قد تهمك