
في أعقاب الهجمات الإسرائيلية، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية الانتقامية مستهدفة مواقع الدفاع الجوي الرئيسية والقواعد الجوية ومباني وزارة الدفاع في العاصمة تل أبيب وومواقع عسكرية أخرى.
وأكد مسؤولون أميركيون، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه تم استخدام أنظمة صواريخ Patriot التابعة للجيش الأميركي، وأنظمة الدفاع الجوي الطرفي عالي الارتفاع THAAD لدعم الجهود المبذولة للتصدي للصواريخ القادمة، وذلك وفقاً لمجلة Military Watch.
وتشير تقارير إلى أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية من طراز Arleigh Burke في شرق البحر الأبيض المتوسط شاركت أيضاً في جهود الدفاع الجوي، وأن القوات الأميركية حولت قوات إضافية إلى المنطقة لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي المستمر.
وتم إصدار مجموعة واسعة من اللقطات من إسرائيل تؤكد نجاح الضربات الصاروخية الإيرانية، وتثير تساؤلات حول حجم الهجوم. ومارست قوات الدفاع الإسرائيلية رقابة صارمة على وسائل الإعلام التي تنشر تقييمات الأضرار.
وجرى الإبلاغ للمرة الأولى عن نشر أنظمة THAAD في إسرائيل في 13 أكتوبر 2024، بعد أن أثبتت كل من إيران واليمن قدرتها على شن ضربات صاروخية بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية حساسة في جميع أنحاء إسرائيل.
وصُمم النظام الأميركي الصنع لاعتراض مثل هذه الصواريخ في مراحلها النهائية على ارتفاعات عالية.
تساؤلات حول جدوى النظام
وجعل استنفاد دفاعات إسرائيل الصاروخية، من الحاجة لهذا النظام مهماً بشكل كبير، على الرغم من أن ترسانة الجيش الأميركي من هذه الأنظمة محدودة للغاية أيضاً.
واستخدم الجيش الإسرائيلي نظام THAAD لأول مرة في القتال في 26 ديسمبر، على الرغم من أنه فشل، وفقاً للتقارير، في إسقاط صاروخ يمني كان متجهاً نحو إسرائيل في ذلك الوقت.
وأثار ذلك تساؤلات جدية حول جدوى النظام ضد هجمات أوسع نطاقاً باستخدام ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية الأكثر تطوراً. وأثبتت الضربات الصاروخية من اليمن في مناسبات عديدة قدرتها على التهرب من شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات.
ويعاني نظام THAAD من عدد من القيود مقارنةً بالعديد من الأنظمة المنافسة المنتشرة في أماكن أخرى من العالم، مثل نظام S-500 الروسي.
ويتمثل أحد القيود الرئيسية في أنه ينشر فئة واحدة فقط من صواريخ "أرض- جو"، وبالتالي فهو غير قادر على توفير دفاع متعدد الطبقات والاشتباك مع أنواع مختلفة من الأهداف بالذخائر المثالية.
ولا تحمل الصواريخ الاعتراضية التي يطلقها نظام THAAD أي رؤوس حربية، وتقتصر على الاشتباك مع الأهداف على مدى أقصى يبلغ حوالي 200 كيلومتر، ما يعني أن نظاماً واحداً يمكنه تغطية 11% فقط من مساحة نظام S-500.
وبالرغم من أن هذه ليست مشكلة كبيرة عند نشرها للدفاع عن الأراضي الإسرائيلية بسبب صغر حجم البلاد، إلا أنها تمنع الاعتماد على النظام للدفاع عن منطقة أوسع لحماية القوات الأميركية والقوات الموالية.
وكان من المتوقع تعويض محدودية نظام THAAD بشكل كبير بنشره كجزء من شبكة مع أنظمة أخرى، مثل "مقلاع داود"، و"باراك 8"، ونظام Aegis، على السفن الحربية الأميركية القريبة، إلا أن نجاح الضربات الإيرانية الأخيرة أثار تساؤلات حول فعالية هذه الشبكة متعددة الطبقات والكثيفة للغاية.