الحرس الثوري والقوات المسلحة.. لماذا تمتلك إيران جيشين؟

time reading iconدقائق القراءة - 16
قوات من الحرس الثوري الإيراني تشارك في مناورة عسكرية للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني في منطقة أراس بمحافظة أذربيجان الشرقية في إيران. 17 أكتوبر 2022 - via REUTERS
قوات من الحرس الثوري الإيراني تشارك في مناورة عسكرية للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني في منطقة أراس بمحافظة أذربيجان الشرقية في إيران. 17 أكتوبر 2022 - via REUTERS
دبي -الشرق

"الحرس الثوري"، و"فيلق القدس"، و"القوة الجوفضائية" للحرس، والجيش الإيراني.. برزت مع بدء الحرب بين إسرائيل وطهران بعض المسميات لقوى عسكرية في طهران، والتي تبدو غير مألوفة لدى الكثيرين، ما يبرز أن تشكيل المؤسسات العسكرية في إيران له طابع مختلف عن الدول الأخرى.

واختلف تسلسل السلطة في إيران بشكل كبير بعد "الثورة الإسلامية" عام 1979، حيث أصبح للمرشد أعلى سلطة في طهران.

وتعتبر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ومقر "خاتم الأنبياء"، هي أعلى هيئة عسكرية في إيران، حيث تضع السياسة العسكرية والتوجيه الاستراتيجي وفقاً لتوجيهات القائد الأعلى (المرشد).

ومقر "خاتم الأنبياء" المركزي، مسؤول عن تنسيق العمليات العسكرية. وتراقب وتنسق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ومقر "خاتم الأنبياء"، أنشطة الجيشين الإيرانيين، وهما القوات المسلحة، و"الحرس الثوري".

وفي عام 2016، تم فصل مقر "خاتم الأنبياء" عن هيئة أركان الجيش كقيادة مستقلة دائمة مسؤولة عن القيادة والسيطرة العملياتية.

وفي السابق، كان مقر "خاتم الأنبياء" قائماً فقط في زمن الحرب. وفي ذلك الوقت، عين المرشد، محمد باقري، من الحرس الثوري رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وغلام علي رشيد من الحرس الثوري قائداً لجهاز الاستخبارات، ولكن العسكريين الاثنين تمكنت إسرائيل من اغتيالهما قبل أيام.

ويلعب الجيش الإيراني، دوراً جوهرياً في حماية حدود الدولة، ويقدم تقاريره إلى رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.

وتتكون القوات المسلحة الإيرانية من فرعين رئيسيين، هما: الجيش التقليدي، وقوات الحرس الثوري.

ويعتبر الدور الرئيسي للجيش الإيراني هو حماية استقلال البلاد وسلامة أراضيها، بينما يختص الحرس الثوري بالدفاع عن "نظام الجمهورية".

وأشار تقرير للاستخبارات الأميركية في العام 2022، إلى أن هناك ما بين 550 ألفاً و600 ألف جندي عامل في القوات المسلحة الإيرانية، وذلك وفقاً لموقع مجلس الهجرة واللاجئين في كندا IRB، وهي جهة رسمية حكومية.

ما صلاحيات ونفوذ الحرس الثوري الإيراني؟

ينص الدستور الإيراني في المادة 150، على أن الحرس الثوري، الذي تأسس في الأيام الأولى لانتصار الثورة، يواصل دوره في حماية الثورة ومنجزاتها.

ويُحدد القانون نطاق مهام هذا الحرس ومجالات مسؤوليته، مقارنةً بمهام ومجالات مسؤولية القوات المسلحة الأخرى، مع التركيز على "التعاون الأخوي" والتناغم فيما بينها.

وتنص الوثائق الرسمية الإيرانية، على أن الحرس الثوري مؤسسةٌ تابعةٌ للقائد الأعلى (المرشد)، وهدفها حماية الثورة الإسلامية الإيرانية ومكتسباتها.

كما تتطرق مهام الحرس الثوري أيضاً إلى اتخاذ الإجراءات تجاه نزع سلاح من يحمل أو يحتفظ بالأسلحة والمؤن دون ترخيص قانوني، والتعاون مع قوات الأمن عند الضرورة.

وتنقسم فروع الحرس الثوري إلى قوة الفضاء الجوي، التي تسيطر على قوة الصواريخ الاستراتيجية، وقوات برية وبحرية، بالإضافة إلى فيلق القدس، والقيادة الإلكترونية السيبرانية، وقوات "الباسيج" شبه العسكرية، والحرس الإقليمي، ومنظمة الاستخبارات، ومنظمة حماية الاستخبارات. 

وأشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية CFR، وهو مركز أبحاث مستقل مقره الولايات المتحدة، إلى أن الحرس الثوري تجاوزت قيادته الرئيس المنتخب لصالح المرشد الإيراني، بالإضافة إلى أنه اكتسب تدريجياً دوراً محورياً في الحكم، حتى تحول إلى "دولة فعالة داخل الدولة".

ماذا نعرف عن قوات "الباسيج"؟

ينص دستور الحرس الثوري عام 1982 على تأسيس قوات "الباسيج"، لإيجاد القدرات اللازمة لمن يؤمن بالدستور وأهداف الجمهورية للدفاع عن البلاد.

وتكون مهام "الباسيج"، إجراء تدريبات عسكرية لتعزيز الدفاع عن إيران وسلامة أراضيها، وإعداد الخطط الدفاعية بالتعاون مع الأجهزة الأخرى.

ووفقاً لمجلس العلاقات الخارجية، تولى الحرس الثوري الإيراني قيادة "الباسيج" عام 2007.

ويتواجد أعضاء "الباسيج" في الجامعات، والمدارس والمنظمات الحكومية، ولديهم "قواعد رسمية" في الأحياء المحلية.

"فيلق القدس".. مهام خارجية

تعتبر القوة الاستطلاعية الرسمية للحرس الثوري، والمكلفة بتعزيز مصالح الأمن القومي الإيراني واستراتيجيته خارج البلاد.

وتعمل الوحدة خارج إيران لدعم الحركات والحكومات الموالية لإيران. ويوجد 5 آلاف فرد نشط في "فيلق القدس".

جهاز الاستخبارات

تشير تقارير إلى أن منظمة استخبارات الحرس الثوري هي "الكيان الأمني ​​الأقوى في إيران"، و"يمكنها التأثير على أحكام المحكمة من خلال القضاة المتحالفين معها".

القوات الجوية والبحرية والبرية

تسيطر القوة الجوية الفضائية على "القوة الصاروخية الاستراتيجية أو تدير برامج صاروخية متنوعة، ولديها 15 ألف عضو نشط.

وتضم بحرية الحرس الثوري الإيراني أكثر من 20 ألف عضو نشط، منهم 5 آلاف جندي مشاة بحرية.

وتسيطر القوات البرية على قوات "الباسيج" شبه العسكرية.

الجيش الإيراني

ينص الدستور الإيراني على أن الجيش المسؤول الأول عن حماية استقلال البلاد ووحدة أراضيها، وكذلك نظام الجمهورية في إيران.

ويجب أن يكون الجيش "جيشاً إسلامياً"، أي ملتزماً بالمبادئ الإسلامية، ويجب أن يضم في خدمته أفراداً يؤمنون بأهداف الثورة، ويكرسون جهودهم لتحقيق أهدافها.

وتعتبر وزارة الدفاع الإيرانية هي الجهة الحكومية المسؤولة عن دعم القوات المسلحة.

وتخضع القوات المسلحة لقيادة القيادة العامة، ويسود مبدأ وحدة القيادة في جميع رتبها، ويمكن الوصول إلى القيادة في جميع الرتب بناءً على الجدارة والكفاءة.

ويُعد أمر القائد نافذاً ما لم يتعارض مع الأحكام الشرعية القطعية، وأوامر القائد العام، وحكم النظام وقوانين الجمهورية الإيرانية.

ويخضع أفراد القوات المسلحة للخط السياسي للقيادة، ويُحظر عليهم الانضمام إلى التنظيمات السياسية أو الانتماء إليها حظراً باتاً وفقاً لأمر القائد الأعلى (المرشد).

القوة البرية

ينص قانون القوات المسلحة الإيرانية في بنوده أن تتولى القوة البرية حماية الأراضي ضد أي عدوان أجنبي، وتنظيم القوات وتجهيزها وتدريبها وتوسيعها وإعدادها للقيام بمهامها.

كما تتولى القوات البرية مهام توفير الدفاع الجوي لكافة الوحدات والمرافق والبنية الأساسية الحيوية ذات الصلة ضمن مدى سلاحهم المضاد للطائرات بالتنسيق والسيطرة العملياتية العامة للقوات الجوية.

وتتألف القوة البرية الإيرانية من 350 ألف عضو عامل، منهم 220 ألف مجند، و130 ألف عضو غير مجند.

القوات الجوية

ينص قانون القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية، على أن تشمل مهام القوات الجوية حماية المجال الجوي الإقليمي للبلاد، ومهاجمة الأهداف العسكرية والمنشآت الحيوية للعدو، وتوفير الدفاع الجوي للبلاد.

البحرية الإيرانية

تتلخص مهام البحرية الإيرانية في حماية المياه الإقليمية، والجرف القاري، والمناطق الاقتصادية الخالصة، والجزر التابعة للبلاد من أي عدوان عسكري أجنبي، والتواجد المستمر ومراقبة وحماية أمن الخطوط البحرية الداخلية.

كما تتولى البحرية الإيرانية مهام مراقبة حركة السفن في الخليج العربي، وبحر عمان، وتفتيش السفن المشبوهة عند الحاجة.

ويوجد  18 ألف عضو نشط في البحرية و2600 عضو نشط في الطيران البحري.

أفراد الخدمة العسكرية

يُعد القائد العام للحرس الثوري أعلى منصب تنفيذي في الحرس. ويجوز للمرشد الأعلى تعيينه وعزله، وهو مسؤول أمامه في جميع الأمور التي تؤول إليه.

وتعتبر جميع رتب الحرس الثوري مسؤولة أمام القائد العام، كما أن القائد العام مسؤول عن التنفيذ الدقيق للوائح وقرارات المجلس الأعلى للحرس الثوري في نطاق القيادة.

ويعين القائد العام للحرس الثوري أو يعفي نائب القائد العام للحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان المركزية وضباط وحدات هيئة الأركان المركزية بعد موافقة القائد أو أي ممثل يعينه في الحرس الثوري.

عنصر القوة العسكرية

تُشكل الصواريخ الباليستية الإيرانية عنصراً أساسياً في رادعها الاستراتيجي، وذلك وفقا لـDIA التابع للاستخبارات الأميركية.

ونظراً لافتقارها إلى سلاح جوي حديث، اعتمدت إيران الصواريخ الباليستية كوسيلة هجومية بعيدة المدى لردع خصومها في المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل عن مهاجمتها.

وتمتلك إيران أكبر قوة صاروخية في الشرق الأوسط، بمخزون كبير من الصواريخ الباليستية قريبة المدى CRBMs، وقصيرة المدى SRBMs، ومتوسطة المدى MRBMs، القادرة على ضرب أهداف في جميع أنحاء المنطقة على بُعد يصل إلى 2000 كيلومتر من حدود إيران.

واستثمرت طهران بكثافة في بنيتها التحتية المحلية ومعداتها وخبراتها، لتطوير وإنتاج صواريخ باليستية وصواريخ كروز ذات قدرة متزايدة.

وتواصل إيران تحسين دقة وقوة بعض هذه الأنظمة وستواصل تطوير أنظمة جديدة، على الرغم من الجهود الدولية المستمرة لمكافحة الانتشار والقيود بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231. 

وتعتبر أنظمة إيران الأكثر دقة هي في المقام الأول قصيرة المدى، مثل صاروخ "فاتح -110" الباليستي ومشتقاته. 

وأنظمة إيران الأطول مدى، مثل صاروخ شهاب 3 الباليستي متوسط ​​المدى، أقل دقة بشكل عام. 

ومع ذلك، تُطور إيران صواريخ باليستية متوسطة المدى بدقة أكبر، مثل صاروخ عماد-1، ما يُحسن قدرتها على ضرب الأهداف البعيدة بفعالية أكبر. 

أبرز المنشآت الدفاعية

تعمل في إيران عدد لا بأس به من الشركات الدفاعية، التي نجحت على مدى عقود من تطوير ترسانة إيران الصاروخية الضخمة.

وتأتي في مقدمتها، منظمة الصناعات الجوية الإيرانية، والتي تعتبر الذراع المركزي لتطوير الصواريخ الباليستية والإستراتيجية في إيران، وتتبع  لوزارة الدفاع الإيرانية. وتعمل على تطوير وتصنيع صواريخ "شهاب"، و"عماد"، و"سجيل".

وخضعت المنظمة لعقوبات أميركية وأوروبية منذ أوائل 2000، بسبب دورها في تطوير الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

وتوجد كيانات تابعة لها تشمل مجموعة الصناعات الباليستية الصلبة SBIG، ومجموعة الصناعات الباليستية السائلة SHIG.

مجموعة الصناعات الباليستية الصلبة

وتعمل على تطوير وإنتاج صواريخ الوقود الصلب. وتنتج صواريخ مثل "فاتح-110"، و"ذو الفقار"، و"شيخان"، و"خيبر"، وهي أنظمة متنقلة وصواريخ موجهة عالية الدقة قصيرة إلى متوسطة المدى.

وتعمل هذه الصواريخ بالوقود الصلب ما يمنحها سرعة نشر وقدرة تحرك أعلى، ما يجعل صواريخ SBIG خطرة على الأهداف في إسرائيل.

مجموعة الصناعات الباليستية السائلة

وتعمل على تطوير وإنتاج صواريخ الوقود السائل بعيدة المدى. وتنتج صواريخ مثل "شهاب-3"، و"قادر-110"، و"عماد"، و"سجيل".

ولعبت دوراً رئيسياً في برنامج الصواريخ بعيدة المدى.

وتعاونت مع كوريا الشمالية في تطوير برنامج "شهاب"، وصواريخ NoDong.

وتعتبر أكثر الكيانات الإيرانية تعرضاً للعقوبات، وتُصنف ضمن برنامج الصواريخ النووية.

ورغم أنها تتبع رسمياً وزارة الدفاع، إلا أن العمليات التشغيلية، خاصة في برامج الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، تُنفذ لصالح القوة الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري.

سياسياً وعسكرياً.. من صانع القرار النهائي في إيران؟

ويُعد المرشد في إيران، علي خامنئي، صانع القرار النهائي في النظام السياسي، والمسؤول عن تحديد "السياسات العامة لطهران" والإشراف عليها، وفقاً للدستور، ما يمنحه سلطة توجيه جميع سياسات إيران الداخلية والخارجية.

وقال موقع DIA إن "المرشد لديه السلطة في إعلان الحرب أو السلام، إلى جانب سلطة تعيين وعزل المسؤولين العسكريين ورئيس السلطة القضائية"، ويعين 6 من أصل 12 عضواً في المجلس الدستوري، الذي يفحص التشريعات الإيرانية والمرشحين للمناصب العامة.

فيما يعمل الرئيس الإيراني كرئيس للحكومة المنتخبة، ويشرف على الوزارات الحكومية، ويدير عملية الميزانية، ويرأس المجلس الأعلى للأمن القومي.

ومع ذلك، يحد الدستور الإيراني من سلطة الرئيس، الذي ليس لديه سيطرة "عملية" على الجيش، ولا يمكنه العمل إلا ضمن الحدود التي وضعها المرشد.

ويعتبر المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران هو الهيئة الأقدم لصياغة السياسة الخارجية والأمنية، ويشمل أعضاؤه رئيس مجلس الشورى، ورئيس السلطة القضائية، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقادة الحرس الثوري، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والاستخبارات.

وبصفته رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي، يتمتع الرئيس الإيراني ببعض النفوذ في السياسة الخارجية والدفاعية الإيرانية.

تصنيفات

قصص قد تهمك