بـ"ذخائر نووية".. أول مقاتلتين أميركيتين من طراز B-21 تحلقان في 2026

time reading iconدقائق القراءة - 7
تنتج شركة Northrop Grumman طائرة B-21 Raider في مصنع القوات الجوية رقم 42 في بالمديل، كاليفورنيا باستخدام منشآت بُنيت أصلاً لبرنامج B-2 في تسعينيات القرن الماضي، قاعدة إدواردز الجوية، الولايات المتحدة - Army Recognition
تنتج شركة Northrop Grumman طائرة B-21 Raider في مصنع القوات الجوية رقم 42 في بالمديل، كاليفورنيا باستخدام منشآت بُنيت أصلاً لبرنامج B-2 في تسعينيات القرن الماضي، قاعدة إدواردز الجوية، الولايات المتحدة - Army Recognition
دبي -الشرق

أعلنت القوات الجوية الأميركية، أن قاذفتين استراتيجيتين شبحيتين من طراز B-21 Raider، على الأقل، ستحلقان في السنة المالية 2026.

وأشارت إلى أن هذه الطائرات، على الرغم من تصميمها للاختبار، إلا أنها متوافقة هيكلياً مع معايير الإنتاج، ويمكن تحويلها للاستخدام القتالي بإزالة الأجهزة غير التشغيلية مثل ذراع المقدمة، بحسب موقع Army Recognition.

وأكدت القوات الجوية الأميركية أن برنامج B-21 صُمم منذ البداية لإنتاج طائرات اختبار أقرب ما يمكن إلى التكوين التشغيلي، مع الحفاظ على قابليتها للاستخدام عند الحاجة في حالات الطوارئ.

قاذفة القنابل بعيدة المدى

وكان هذا المفهوم قائماً عند منح عقد قاذفة القنابل بعيدة المدى لشركة Northrop Grumman في عام 2015، إذ صرحت القوات الجوية الأميركية بأن طائرات B-21 المبكرة ستكون "أصولاً قابلة للاستخدام". 

وأقرت القوات الجوية الأميركية بوجود أخطاء في جداول ميزانية B-21 لعام 2026، لكنها لم توضح موعد إصدار التصحيحات.

وخصصت القوات الجوية الأميركية 10.3 مليار دولار أميركي لبرنامج طائرة B-21 Raider في ميزانية السنة المالية 2026، موزعة على فئات المشتريات، والبحث والتطوير، والتحديث، والإنشاءات العسكرية. 

ويبلغ إجمالي المشتريات 5.41 مليار دولار أميركي، بينها 3.31 مليار دولار أميركي كتمويل تقديري، و2.09 مليار دولار أميركي كتمويل إلزامي، مع تخصيص 862 مليون دولار أميركي لأنشطة الشراء المسبق المرتبطة بالمكونات طويلة الأجل ودعم الإنتاج.

ويبلغ تمويل التطوير 3.98 مليار دولار أميركي، منها 1.59 مليار دولار أميركي كتمويل تقديري، و2.39 مليار دولار أميركي لتمويل التسوية، ودعم بناء طائرات الاختبار، وتوسيع البنية التحتية، وجهود التكامل.

برنامج B-21

ويعمل برنامج B-21 تحت إشراف برنامج الوصول الخاص، وأكدت القوات الجوية الأميركية أن هدف الاستحواذ طويل الأمد لا يزال يتمثل في 100 طائرة على الأقل، لتحل محل أسطولي B-1، وB-2 بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين. 

وصُممت قاعدة إلسورث الجوية لتكون موقع التدريب الأولي وموقع العمليات الأول، مع استمرار أعمال البناء العسكري المرتبطة بها منذ عام 2022.

وتنتج شركة Northrop Grumman طائرة B-21 في مصنع القوات الجوية رقم 42 في بالمديل، كاليفورنيا، باستخدام منشآت بُنيت في الأصل لبرنامج B-2. 

وقالت القوات الجوية الأميركية إنه يمكن استيعاب زيادة الإنتاج المخطط لها داخل هذا الموقع، وعبر العديد من مواقع موردي المستوى الأول. 

وتشمل هذه المواقع شركة BAE Systems في ناشوا، نيو هامبشاير، وشركة Collins Aerospace في سيدار رابيدز، أيوا، وشركة GKN Aerospace في سانت لويس، ميزوري، وشركة Janicki Industries في سيدرو-وولي، واشنطن، وشركة Spirit AeroSystems في ويتشيتا، كانساس.

وتصنع شركة Pratt & Whitney، وهي قسم من شركة RTX، محركات طائرة B-21. وتكبدت شركة Northrop Gruman تكلفة قدرها 477 مليون دولار في أوائل عام 2025 لتنفيذ تغيير في عملية التصنيع لدعم معدل إنتاج أعلى. 

وتعكس هذه الزيادة في التكلفة خسارة تراكمية أوسع نطاقاً قدرها 2 مليار دولار، تكبدتها بموجب هيكل السعر الثابت للبرنامج.

توسيع الإنتاج

وأشارت ردود القوات الجوية الأميركية إلى أن توسيع إنتاج البرنامج لا يتطلب بناء مصانع جديدة، بل سيركز على الاستثمار في الأدوات والقوى العاملة والبنية التحتية القائمة. 

ويُعتقد أن معدل الإنتاج السري يتراوح بين 7 و8 طائرات سنوياً، ولا تحدد الميزانية موعد زيادة الإنتاج، أو الكمية السنوية المتوقعة.

ورغم استعداد الصناعة لتوسيع نطاق التصنيع، لم يقدم سلاح الجو الأميركي جدولاً زمنياً مفصَّلاً، أو أهدافاً للإنتاج تتجاوز المستويات الحالية.

وتجري اختبارات الطيران لطائرة B-21 في قاعدة إدواردز الجوية تحت جناح الاختبار 412، ومركز اختبار القوات الجوية. 

واعتباراً من أوائل عام 2025، تشارك ثلاث طائرات في حملة الاختبار، إذ تقوم واحدة بعمليات طيران منتظمة، واثنتان تدعمان التقييمات الأرضية للأداء الهيكلي، وتكامل الأنظمة. 

وتقرر انضمام هياكل طائرات إضافية إلى أنشطة الاختبار في المدى القريب، وأكدت القوات الجوية الأميركية أن طائرات الاختبار هي وحدات تمثيلية للإنتاج، وليست نماذج أولية، وسيتم نقلها إلى أدوار تشغيلية بعد اكتمال التقييم. 

ووصل البرنامج إلى المرحلة C في عام 2023، ما سمح بالدخول في الإنتاج الأولي منخفض المعدل. 

وأفادت شركة Northrop Grumman بإحراز تقدم في تطوير القدرات واستعدادات الاستدامة، بما في ذلك إنشاء أنظمة التدريب وتخطيط التحديث. 

وبدأ اختبار الطيران مع أول طائرة في 10 نوفمبر 2023، واستمرت الاختبارات اللاحقة في الموعد المحدد. 

ولم تكشف الشركة عن عدد رحلات الاختبار المكتملة، لكنها أكدت الجهود المبذولة للتحقق من أداء الطائرة وجمع البيانات التشغيلية.

وتتماشى هذه الأنشطة مع الانتقال من مرحلة الهندسة والتصنيع والتطوير إلى مرحلة إعداد القدرة التشغيلية المبكرة.

منصة مزدوجة القدرة

تسلط الوثائق الاستراتيجية الضوء على دور B-21 Raider كمنصة مزدوجة القدرة مصممة لإطلاق الذخائر التقليدية والنووية، ودعم كل من مهام الضربة والردع بعيدة المدى، ويهدف تصميم أنظمتها المفتوحة إلى تسهيل الترقيات التدريجية وتكامل النظام. 

وفي يونيو الماضي، اقترحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خط مشتريات بقيمة 5.4 مليار دولار للسنة المالية 2026، ما أدى إلى تقدم مستويات تمويل B-21 لمدة عامين على الأقل مقارنة بتوقعات الإدارة السابقة. 

وتشير تعليقات الخبراء إلى أنه في حين أن القوات الجوية الأميركية لا تزال ملتزمة بشراء 100 طائرة على الأقل، فإن بعض التقييمات الداخلية توصي بأسطول من 145 إلى 200 طائرة Raider لتحل محل كل من B-1 وB-2.

وصرح رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، ديفيد ألفين، في يونيو الماضي، بأنه ينبغي على القوات الجوية تجنب الإفراط في تسريع الإنتاج، وأن الاستثمارات المستقبلية قد تُعطي الأولوية لأنظمة الجيل التالي بعد تحقيق هدف إنتاج 100 طائرة. 

وأكد توم جونز، نائب رئيس قطاع الطيران في شركة Northrop، أن التوسع المستقبلي يعتمد على الأدوات ومساحة العمل وجاهزية سلسلة التوريد، لكنه أشار إلى أن شروط العقود الحالية لا تسمح باحتساب تكاليف الإنتاج المفاجئة في التسعير، وقد يُغير هذا من نهج القطاع في التوسع.

وستعمل الطائرة Raider أيضاً كمنصة إطلاق أساسية لقنبلة الجيل التالي الخارقة NGP.

14 قنبلة GBU-57

وبدأت القوات الجوية الأميركية هذا البرنامج لاستبدال قنبلة GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة بعد أول استخدام قتالي للذخيرة خلال عملية Midnight Hammer في يونيو الماضي. 

وخلال تلك العملية، أسقطت قاذفات B-2 نحو 14 قنبلة GBU-57 على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز. 

وأشارت تقييمات الأضرار الأولية للمعركة إلى أن بعض البنية التحتية ربما تكون قد نجت، ما دفع إلى التركيز المتجدد على تحسين التوجيه والرؤوس الحربية وقدرة الاختراق. 

ويتم تصميم NGP للتوافق مع المقصورة الداخلية لطائرة B-21، وقد يشمل قدرة مواجهة مدعومة، وملاحة ذاتية محسَّنة في بيئات محرومة من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصمامات استشعار الفراغ المتقدمة.

وتهدف هذه المواصفات إلى تحسين الدقة، والقدرة على التكيف مع الأهداف المحصنة، وتتضمن خطة مشتريات القوات الجوية الأميركية تسليم ما يصل إلى خمسة نماذج أولية كاملة الحجم، وعشرة نماذج اختبار فرعية خلال عامين من منح العقد. 

ويجري تطوير برنامج NGP ضمن هيكلية "الضربة بعيدة المدى" الأوسع، والتي تشمل قاذفة B-21، وصاروخ AGM-181A بعيد المدى، وأسلحة تقليدية مستقبلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك