في ظل التخلف عن روسيا والصين.. هل ينشر البنتاجون أول صاروخ فرط صوتي؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
منصة إطلاق صاروخ "دارك إيجل" الفرط صوتي التابع للجيش الأميركي. - الجيش الأميركي
منصة إطلاق صاروخ "دارك إيجل" الفرط صوتي التابع للجيش الأميركي. - الجيش الأميركي
دبي-الشرق

يخطط الجيش الأميركي لنشر أول بطارية صواريخ فرط صوتية في الربع الثالث من السنة المالية 2025، وفقاً للتقييم السنوي لمنظومة الأسلحة الصادر عن مكتب المحاسبة الحكومية.  

وقالت مجلة The National Interest، إن الصاروخ Dark Eagle بعيد المدى الفرط صوتي، هو نظام يُطلق من الأرض، مصمم لاستهداف أسلحة بعيدة المدى معادية وأهداف حساسة عالية القيمة.  

ويعمل هيكله الانزلاقي الفرط صوتي بمعزز صاروخي ثنائي المراحل طورته البحرية الأميركية. 

وتُوصف الأسلحة الفرط صوتية بأنها أنظمة مناورة تنطلق بسرعات تتخطى 5 ماخ، وهي مدرجة على قائمة الأسلحة التي يرغب بها الجيش الأميركي منذ أوائل القرن الحادي والعشرين.  

ولم تتحقق جهود نشر الصواريخ الفرط صوتية فعلياً، حيث ركزت واشنطن على متطلبات أخرى، ولم تتبلور الحاجة إلى هذه الأسلحة إلا بعد أن نشرت كل من الصين وروسيا أسلحة فرط صوتية خلال السنوات القليلة الماضية.

تعثر أميركي 

وحسب مجلة The National Interest، يستخدم أخطر خصوم الولايات المتحدة، سواء روسيا أو الصين، أنظمة فرط صوتية متعددة متاحة بالفعل في الخدمة، وجرى إطلاق بعضها بواسطة موسكو في ساحة القتال بأوكرانيا. 

ويُجري الروس أبحاثاً على هذه التكنولوجيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولديهم تقدم واضح. واستخدمت روسيا بالفعل صاروخ Kinzhal، وهو صاروخ باليستي مناور يُطلق جواً ضد القوات الأوكرانية، ويبدو أنها تجهز صاروخها Oreshnik للقتال.

وتحتفظ روسيا أيضاً ببرنامجين آخرين قيد التطوير هما مركبة Avangard الانزلاقية فرط الصوتية، وصاروخ Tsirkon كروز فرط صوتي يُطلق من منصة بحرية. 

وأشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس إلى 4 برامج صينية نجحت في اختبار أو ربما نشر أسلحة فرط صوتية وهي الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-17، الذي يطلق مركبات انزلاقية فرط صوتية؛ والصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-41، الذي يمكنه حمل مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت تقليدية أو نووية؛ ومركبة الانزلاق DF-ZF الفرط صوتية؛ والنموذج الأولي للمركبة النووية فرط الصوتية Starry Sky 2. 

طموحات البنتاجون 

أشار تقرير مركز أبحاث الكونجرس نفسه أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير ونشر الأسلحة الفرط صوتية في المدى القريب، بسبب القلق بشأن القدرات الروسية والصينية. 

وأكد البنتاجون أن مشروع ميزانية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعام 2026 خصص 6.5 مليار دولار للذخائر التقليدية والفرط صوتية، و3.9 مليار دولار لأبحاث الأسلحة فائقة السرعة.  

ولا يقتصر هذا الطلب على تمويل مشروع Dark Eagle التابع للجيش، بل يُعيد أيضاً تشغيل سلاح الرد السريع المُطلق جواً (ARRW) المُعلق لدى القوات الجوية الأميركية.  

وأوقفت القوات الجوية الأميركية البرنامج في عام 2023، بعد 5 سنوات من التطوير، نظراً لأن بعض الاختبارات المبكرة لم تُحقق الأداء المأمول، رغم أنها أظهرت نتائج واعدة في المستقبل. 

واستخدم برنامج ARRW تقنية الانزلاق التكتيكي التابعة لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) لتطوير نموذج أولي لمركبة انزلاقية فرط صوتية يتم إطلاقها من الجو وقادرة على تحقيق سرعات تتراوح بين 6.5 ماخ و8 ماخ.  

وأكد رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ديفيد ألفين في يونيو الماضي، أن طلب ميزانيته سيتضمن 387.1 مليار دولار لبرنامج ARRW. 

وتعمل القوات الجوية الأميركية أيضاً على صاروخ كروز الهجومي الفرط صوتي، وهو صاروخ تقليدي يُطلق من الجو ويمكن أن تحمله مقاتلة من طراز F-15، ومن المفترض أيضاً مقاتلة F-35. 

ويُعد المُعزز الذي يُشغل Dark Eagle جزءاً من برنامج "الضربة السريعة التقليدية" التابع للبحرية الأميركية، والذي يشترك أيضاً في هيكل الانزلاق الفرط صوتي المُشترك لنظام الجيش، وسيتم نشره على السفن السطحية والغواصات.

متى سينشر Dark Eagle؟ 

يستعد الجيش الأميركي لنشر صاروخ Dark Eagle الفرط صوتي هذا العام ، وإن كان ذلك بعد 18 شهراً من الموعد المخطط له.  

وأُجريت تجربة طيران شاملة، بما في ذلك منصة الإطلاق، بنجاح في الربع الأول من السنة المالية 2025. ومن المقرر نشر البطارية الثانية المكونة من 8 صواريخ في الربع الأخير من السنة المالية 2026. 

وتبدو إعادة إطلاق برنامج ARRW التابع لسلاح الجو الأميركي، وتمويل جهود البحرية المقابلة له بشكل قوي، "خطوة واعدة"، فبعد سنوات من التردد، يبدو أن الإدارة والبنتاجون أقرا بهذا النقص الكبير في القدرات الهجومية الأميركية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك