بتقنية ثورية.. بريطانيا وأستراليا تُطلقان شراكة لتطوير أسلحة موجهة من الجيل التالي

time reading iconدقائق القراءة - 5
تقنية الصواريخ الموجهة Sharktooth التي عرضتها مجموعة العلوم والتكنولوجيا الدفاعية في معرض أستراليا الدولي للطيران. مارس 2025 - armyrecognition.com
تقنية الصواريخ الموجهة Sharktooth التي عرضتها مجموعة العلوم والتكنولوجيا الدفاعية في معرض أستراليا الدولي للطيران. مارس 2025 - armyrecognition.com
دبي -الشرق

تعمل شراكة دفاعية جديدة بين مجموعة العلوم والتكنولوجيا الدفاعية الأسترالية DSTG، ومختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع البريطاني Dstl، على تطوير مشترك لأسلحة موجهة من الجيل التالي وبكلفة منخفضة.

وبحسب موقع Army Recognition، عُرفت هذه المبادرة باسم اتفاقية Copperhead، ووقعت رسمياً في فبراير الماضي، وهي مصممة لتسريع وتيرة الابتكار في مجال الأسلحة من خلال تطبيق تقنية معيارية تُعرف بـ"التوصيل والإطلاق"، مما يسهم في تقليص التكاليف والوقت اللازمين للانتقال من مرحلة التصميم إلى ساحة المعركة.

ويعتمد برنامج Copperhead على دمج تقنية الصواريخ الموجهة Sharktooth الأسترالية، مع منصة اختبار الأسلحة البريطانية، ما يُنشئ منصة تعاونية تُمكّن من تبديل ودمج الأنظمة الفرعية، مثل أجهزة البحث، ووحدات الدفع، والرؤوس الحربية، وأنظمة التوجيه، بسرعة.

وتُشكل هذه التقنية التي لا تزال قيد التطوير في معهد DSTG، أساساً لهذا النهج المعياري، حيث تُتيح إمكانية إعادة تصميم الأسلحة لمهام محددة.

وتُعتبر هذه القدرة على التكيف "ميزة حاسمة" في الحروب الحديثة، وفق الموقع المتخصص في الصناعات الدفاعية، حيث تتطور التهديدات أسرع من دورات الاستحواذ التقليدية.

التوصيل والتشغيل الفوري

وقال مايكل شارب، رئيس قسم الأبحاث في DSTG، إن مفهوم التوصيل والتشغيل الفوري يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في طريقة استجابة القوات المسلحة للتحديات العملياتية.

ومن خلال تمكين الجنود من تصميم أنظمة الصواريخ في الميدان، تُحدث هذه التقنية "ثورة" في نماذج تصنيع الأسلحة التقليدية، ما يفتح الباب أمام حلول مرنة ومنخفضة التكلفة تمنح ميزة تنافسية.

كما تدعم هذه الوحدات النمطية، خطة الأسلحة الموجهة والذخائر المتفجرة GWEO الأوسع نطاقاً، وهي ركيزة أساسية في استراتيجية التصنيع الدفاعي السيادية الأسترالية، باستثمارات حكومية تُقارب 60 مليون دولار.

وإلى جانب الابتكار التقني، صُمم Copperhead لتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية الأسترالية من خلال تنمية قدرات جديدة في المجالات التي لا تزال الخبرة المحلية فيها محدودة.

ومن المتوقع أن يُعزز البرنامج إنتاج محركات الصواريخ، وتطوير الرؤوس الحربية المعيارية والصمامات، وتقنيات الراصد، وأنظمة التوجيه والتحكم المتقدمة.

وأكدت تانيا مونرو، كبيرة علماء الدفاع في أستراليا، الأهمية الاستراتيجية لاتفاقية Copperhead، باعتبارها تتجاوز مجرد اتفاقية لتبادل التكنولوجيا، ولكنها "جهد مدروس لتحقيق ميزة غير متكافئة" من خلال العلم والابتكار، ما يضمن بقاء قوات الدفاع الأسترالية قادرة على التفوق على خصومها في ظل تدهور المشهد الأمني ​​العالمي.

وبالنسبة لبريطانيا، يُوفر هذا التعاون منصة اختبار للتحقق من صحة هياكل الأسلحة المتقدمة التي قد تؤثر على برامجها الصاروخية المستقبلية.

تصميم الأسلحة المعيارية

وعند وضعه في سياق عالمي، يُمثل برنامج Copperhead تطوراً مهماً في تصميم الأسلحة المعيارية. وبرهنت الولايات المتحدة بالفعل على تكاملها المعياري من خلال برامج مثل الصاروخ جو-أرض المشترك JAGM، الذي يستخدم أنظمة البحث والدفع المشتركة لإنشاء عائلة من الأسلحة الدقيقة التي تُطلق جواً.

وبالمثل، كانت شركة MBDA الأوروبية في طليعة تصميمات الصواريخ المعيارية، حيث نشرت عائلات مثل نظام صواريخ الدفاع الجوي CAMM، وأسلحة SPEAR الهجومية التي تشترك في مكونات رئيسية عبر منصات مختلفة.

ومع ذلك، لا يزال النهجان الأميركي والأوروبي، مدفوعين بشكل كبير بأنظمة الدفاع الأساسية الراسخة، مع دورات تطوير طويلة وتكاليف باهظة.

ويتميز برنامج Copperhead بسعيه لتحقيق القدرة على تحمّل التكاليف وسرعة التكامل، مع إعطاء الأولوية عمداً لإعادة التشكيل السريع في الميدان بدلاً من وفورات الحجم القياسية في التصنيع.

وجعل هذا التركيز من البرنامج مُكمّلاً مُزعزعاً لبرامج الصواريخ الغربية الحالية. فبينما تُركز الجهود الأميركية والأوروبية على تكامل المنصات والمشتريات واسعة النطاق، تتبع أستراليا والمملكة المتحدة استراتيجية قائمة على مرونة ساحة المعركة والردع منخفض التكلفة.

وفي مسرح عمليات مُتنازعٍ عليه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يُوظف الخصوم أنظمة متنوعة بشكل متزايد لمنع الوصول ومنع المنطقة، فإن القدرة على تعديل جهاز البحث أو الرأس الحربي أو وحدة الدفع للسلاح المُوجه في وقت قصير يُمكن أن تُوفر ميزة عملياتية حاسمة.

وفي حال نجاحه، قد يُرسي برنامج Copperhead سابقة لجيل جديد من الأسلحة الدقيقة المعيارية التي يُمكن للدول الحليفة تصنيعه بشكل مشترك دون الاعتماد على شركات الدفاع العملاقة التقليدية.

تصنيفات

قصص قد تهمك