
بعد تأكيد انتشار طائرات مقاتلة من طراز F-35A تابعة لسلاح الجو الأميركي في بورتوريكو لدعم العمليات الجارية قرب فنزويلا، تزايدت التساؤلات بشأن قدرة المقاتلات الفنزويلية على صد هجوم أميركي محتمل في ظل تصاعد التوتر.
جرى الإعلان عن نشر طائرات F-35 بعد ساعات من تحليق طائرتين مقاتلتين من طراز F-16 تابعتين لسلاح الجو الفنزويلي فوق المدمرة الأميركية من طراز Arleigh Burke Class USS Jason Dunham في البحر الكاريبي، وفي وقت تدرس فيه الولايات المتحدة خيارات تصعيد الأعمال العدائية لشن هجمات على الأراضي الفنزويلية، بحسب مجلة Military Watch.
وتعتبر F-35 فئة المقاتلة الوحيدة من الجيل الخامس التي يجري إنتاجها في أي مكان في العالم الغربي، ومنقطعة النظير في تطورها من قبل أي فئة مقاتلة غير صينية.
وجرى تحسين الطائرة بشكل كبير للعمليات ضد شبكات الدفاع الجوي المتقدمة، ما يجعلها مقاتلة مثالية لتحييد أنظمة S-300VM وBuK-M2 وS-125 التي تحرس المجال الجوي الفنزويلي، والتي تنشر بأعداد محدودة نسبياً.
ونظراً لأن طائرات F-16 الفنزويلية من بين الأقدم والأقل قدرة في العالم، فإن التحدي الأكبر لصد أي محاولات لمهاجمة البلاد عن طريق الجو سيكون مسؤولية أسطولها المكون من 22 طائرة مقاتلة من طراز Su-30MK2، والتي تعتبر حتى الآن الأكثر قدرة في أميركا اللاتينية، وبالتالي، يمكن أن توفر مقارنة قدرات فئات المقاتلات المتنافسة نظرة ثاقبة عن كيفية تطور الاشتباك المحتمل.
طائرة SU-30 ضد F-35
تُعد طائرة Su-30MK2 من بين طائرات SU-30 الأقل كفاءةً في الخدمة حاليًا، وكانت آخر طائرة مُصنعة للتصدير مزودة برادار مصفوفة مسح ميكانيكي.
وهذا الرادار ليس أقل كفاءة بكثير من رادارات المصفوفة الطورية الحديثة فحسب، بل يُحد من الوعي الظرفي، ويجعل المقاتلات أيضاً عُرضة للتشويش.
في المقابل، تتميز طائرة F-35 برادار وتبادل بيانات أكثر حداثة، بالإضافة إلى قدرات التخفي المتقدمة، ما يشير إلى وجود تفاوت في الوعي الظرفي.
وفي حين أن المقطع الراداري للطائرة F-35 هو من بين الأدنى بين أي مقاتلة مأهولة في العالم، فإن المقطع الراداري للطائرة Su-30MK2 هو من بين الأعلى وأعلى بكثير من المقاتلات الأحدث ذات الحجم المماثل مثل Su-34 وSu-35 والصينية J-15 وJ-16 والتي أعيد تشكيلها لتوفير درجة محدودة من التخفي.
وعلى الرغم من تخلفها التكنولوجي الكبير، تحتفظ طائرات Su-30 الفنزويلية بعدد من المزايا.
وعلى عكس طائرة F-35، التي تفتقر إلى قدرات جو-أرض أو قدرات مضادة للسفن تتجاوز المدى البصري، فإن طائرات SU-30MK2 الفنزويلية مجهزة تجهيزًا جيدًا لمثل هذه المهام، إذ تحمل صاروخ Kh-59M لأدوار جو-سطح، وصاروخ Kh-31M لمكافحة السفن، وصاروخ Kh-31P لقمع الدفاعات الجوية، وهي كلها أنظمة لا مثيل لها في طائرة F-35.
وتُعد طائرة Su-30 مقاتلة أسرع بكثير وأكثر قدرة على المناورة، ولها مدى أطول بكثير يسمح لها بالتحليق قبل الاشتباك والدوريات لفترات طويلة.
ويمكن لهذه المقاتلات حمل شحنات أسلحة أكبر بكثير تصل إلى 12 صاروخ جو-جو، بينما لا تستطيع طائرات F-35 الشبحية حمل سوى 4 صواريخ فقط.
ولا يمكن لطائرات F-35 ذات التكوين الشبحي حمل أي صواريخ للقتال في مدى الرؤية، ما يعني أنه إذا تمكنت المقاتلات الفنزويلية من الاقتراب من مدى الرؤية، فإن الجمع بين قدراتها العالية على الاستهداف باستخدام صواريخ R-73، والقدرة الفائقة على المناورة، ستوفر ميزة كبيرة.
وفي حالة وقوع أي اشتباك بين مقاتلة Su-30MK2 التابعة لفنزويلا ومقاتلات F-35A الأميركية، فإن الأخيرة تكون لها ميزة كبيرة.
وفي حين أن العملاء الآخرين لطائرة Su-30 مثل بيلاروسيا والجزائر وفيتنام يعتمدون بشكل كبير على نشر الطائرة للعمل جنبًا إلى جنب مع شبكات كبيرة ومتطورة للغاية من الدفاعات الجوية الأرضية، ما يسمح لهم بمعادلة الاحتمالات ضد الطائرات الأكثر تقدمًا مثل F-35، فإن القوات المسلحة الفنزويلية تفتقر إلى مثل هذه الشبكة، إذ اشترت أنظمة S-300 وBuK بأعداد محدودة فقط.
وعلى الرغم من أن طائرات Su-30 الفنزويلية تنشر صواريخ جو-جو موجهة بالرادار النشط R-77 والتي كانت تعتبر متطورة عند شرائها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أنها تعتبر قديمة اليوم، ولن تكون عرضة للتشويش فحسب، بل تترك المقاتلات أيضًا في وضع غير مؤاتٍ للمدى إذا واجهت طائرات F-35 المسلحة بصواريخ AIM-120D، والتي يبلغ مدى الاشتباك فيها الضعف تقريباً.
وفي حين أن طائرة Su-30 مُحسنة بشكل أفضل لمهام التفوق الجوي، وستكون لها ميزة كبيرة إذا كانت قادرة على الاقتراب والاشتباك ضمن نطاقات الرؤية، فإن طائرة F-35A، باعتبارها طائرة أكثر تطوراً، من المرجح للغاية أن تكون قادرة على تحقيق الهيمنة الجوية.