هل تستطيع روسيا إسقاط صواريخ "توماهوك" الأميركية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدمرة بحرية أميركية تطلق صاروخاً من طراز توماهوك. 14 أبريل 2018 - Reuters
مدمرة بحرية أميركية تطلق صاروخاً من طراز توماهوك. 14 أبريل 2018 - Reuters
دبي -الشرق

على الرغم من أن روسيا قادرة على إسقاط بعض صواريخ "توماهوك" (Tomahawk) الأميركية، إلا أن بعضها الآخر قد يخترق دفاعاتها الجوية، ما دفَع الكرملين للتحذير من "عواقب وخيمة" في حال زودت واشنطن أوكرانيا بهذه الصواريخ، وفق مجلة The National Interest.

يأتي هذا فيما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإشارة إلى أنه "يميل" لاتخاذ قرار بتسليم دفعة من صواريخ "توماهوك"، وهي خطوة قد تجعل أي اتفاق سلام محتمل مع موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا أكثر صعوبة.

وأكد محللون أميركيون أن من الضروري التعامل بواقعية مع فاعلية "توماهوك" في مواجهة خصم متقدم ومتكافئ تكنولوجياً مثل روسيا.

 دفاعات روسية متطورة

صواريخ "توماهوك" ليست عصيّة على منظومات الدفاع الجوي الروسية، وهو ما أثبتته التجارب قبل أكثر من 25 عاماً، بينما تطورت قدرات موسكو الدفاعية بشكل كبير منذ ذلك الحين.

تاريخياً، تمكّنت منظومات روسية الصنع من رصْد وإسقاط صواريخ "توماهوك". ففي عام 1999، وخلال عملية "القوة المتحالفة" التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد يوغوسلافيا، تمكّن الجيش الصربي من إسقاط عدد من الصواريخ الأميركية رغم ضعف إمكانياته مقارنة بروسيا.

وفي الوقت الذي تنفي فيه واشنطن رسمياً أن تكون منظومات الدفاع الجوي الصربية وراء إسقاط تلك الصواريخ، فإن تحليلات مستقلة متعددة أشارت إلى أن مزيجاً من الرادارات، وصواريخ أرض–جو، والمدفعية، والتدابير الإلكترونية، ساعدت القوات الصربية على اعتراض عدد منها.

ويمكن للمنظومات الدفاعية مثل S-125 Neva/Pechora و2K12 Kub والأنظمة القديمة، مثل أنظمة الدفاع الجوي S-75/SA-2، عند توجيهها بشكل صحيح عبر الرادار، استهداف أهداف منخفضة الارتفاع في ظروف معينة.

ومع تشغيل الرادارات بكفاءة وتغطية استشعار متداخلة، تصبح إمكانية الكشف المبكر والاعتراض واردة. كما يمكن للحرب الإلكترونية والتشويش على أنظمة التوجيه أن تتسبب بانحراف الصواريخ أو فشلها في إصابة أهدافها.

دور الحرب الإلكترونية

وفي أثناء حرب 1999، استخدمت القوات الصربية بالفعل وسائل حرب إلكترونية لتعقيد عمليات "الناتو"، ورغم الجدل بشأن مدى تأثيرها على "توماهوك"، إلا أن وجود أنظمة ملاحة بالقصور الذاتي داخل بعض الصواريخ لا يلغي تماماً قابليتها للتشويش.

وإذا كانت صربيا قد تمكنت من ذلك بتقنيات سوفييتية قديمة، فلا شك أن روسيا قادرة اليوم على إسقاط صواريخ مماثلة بسهولة أكبر، بحسب مجلة The National Interest.

 كيف تواجه روسيا "توماهوك"؟

تمتلك روسيا منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات تشمل أجهزة استشعار ورادارات متكاملة مع مستويات مختلفة من صواريخ الاعتراض.

كما تستخدم موسكو أساليب "القتل الناعم" عبر الحرب الإلكترونية، مثل التشويش والخداع، لتعطيل أنظمة التوجيه والاتصالات وإشارات الـGPS الخاصة بالصواريخ أو شبكات الاستهداف الداعمة لها.

وبالنظر إلى أن الهدف من تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" هو تمكينها من تنفيذ ضربات داخل العمق الروسي، فمن الطبيعي أن تكون موسكو قد استعدت مسبقاً لمواجهة مثل هذه الهجمات.

ومن المتوقع أن تستهدف الصواريخ مناطق استراتيجية واسعة، غير أن روسيا قادرة على توقّع اتجاه بعض تلك الضربات وتعزيز حماية أصولها الحيوية ونشر قواتها بشكل يحدّ من الخسائر المحتملة.

كما يُرجّح أن تكون قد أنشأت شبكات اتصالات ومستشعرات احتياطية للحفاظ على الوعي الميداني في حال تعطّل بعض المراكز الأساسية.

فاعلية صواريخ "توماهوك"

رغم أن "توماهوك" منظومة قديمة نسبياً، إلا أنها ما تزال سلاحاً فعالاً للغاية، فهي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتستفيد من طبيعة التضاريس لتفادي الكشف المبكر بالرادار، فيما يمنحها مقطعها الراداري الصغير وسرعتها دون الصوتية وقتاً ثميناً قبل أن تتمكن الدفاعات من رصدها واعتراضها.

كما أن إطلاقها في موجات كثيفة من اتجاهات متعددة يمكن أن يربك الدفاعات الجوية المحدودة بعدد الصواريخ الاعتراضية؛ ولأن المصممين الأميركيين يدركون قدرات روسيا الدفاعية، فقد زوّدوا "توماهوك" بأنظمة ملاحة مزدوجة GPS وINS وإجراءات مقاومة للتشويش، ما يزيد صعوبة التصدي لها إلكترونياً.

لهذا السبب، تعتبر موسكو أي قرار أميركي بتزويد كييف بصواريخ "توماهوك" تصعيداً خطيراً يستدعي "رداً مباشراً وفورياً" ضد أهداف تابعة للناتو أو للولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك