باتت الطائرات المقاتلة "كلمة السر" في سباق التسلح بين الولايات المتحدة والصين وروسيا لـ"السيطرة على السماء"، نظراً لتعدد قدراتها والأدوار التي تلعبها، بما في ذلك الإنذار المبكر، مروراً بالحرب الإلكترونية والغطاء الجوي، وصولاً لإطلاق القنابل النووية.
واستعرضت مجلة Military watch magazine سباق التسلح بين القوى العالمية التي تسعى بشكل دائم إلى التطوير والاستثمار بكثافة في إنتاج المقاتلات، إلى جانب تنوع الذخائر مثل الصواريخ وطلقات المدفعية، والمسيَّرات التي تشمل الهجوم والاستطلاع، تنحصر المنافسة في محاولة الفوز بـ"السماء المسلحة" بين 3 قوى، هي الولايات المتحدة، والصين، وروسيا.
الأكثر طلباً
استحوذت مقاتلات F-35 لسنوات عديدة، وبشكل غير مسبوق، على لقب الأكثر طلباً من القوات الجوية الأميركية وحلفائها، قبل أن تبدأ مقاتلة الجيل الرابع F-15 EX، في الصعود لتحصد سمعة جيدة وطلباً متزايداً اعتباراً من عام 2021.
وتعتبر F-35، المقاتلة الوحيدة من الجيل الخامس التي يتم إنتاجها في الغرب، ما يضعها في فئة خاصة بالنظر إلى قدراتها، خصوصاً أنها تعتبر النظير الأخف وزناً والأرخص ثمناً لمقاتلات F-22 Raptor ثنائية المحرك ذات الوزن الثقيل.
وتُعتبر مقاتلة F-35A مثالية للقرن الحادي والعشرين، عندما يتعلق الأمر باختراق الدفاعات الأرضية للعدو، وفقاً للمجلة، التي ذكرت أنه على الرغم من أن مقاتلة F-35 أقل قدرة عند مقارنتها بغيرها من المقاتلات التي تستطيع المناورة أو لديها قدرات أفضل في القتال الجوي، إلا أنها مصممة لتناسب قدرات التخفي في الميدان، ما يسمح بنشرها على نطاق واسع.
لكن مع ذلك، تبقى مكانة المقاتلة F-35 فريدة بين الطائرات العسكرية داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على الرغم من عدم جاهزيتها بعد للدخول في القتال عالي الكثافة.
"التنين الجبار"
تُعد الصين إحدى أبرز القوى المنافسة للولايات المتحدة في سباق التسلح، وفي ميدان الطائرات الحربية، تبرز مقاتلتها J-20، الوحيدة التي تنتمي إلى الجيل الخامس، ويمكن مقارنة قوتها مع نظيرتها الأميركية F-35.
وأشارت المجلة إلى أن تصميم J-20 التي تُسمى "التنين الجبار" ينتمي إلى هيكل المقاتلات الثقيلة ذات المحرك المزدوج، كما أنها غير مصممة لمهام التفوق الجوي، على الرغم من تمتعها بقدرات كبيرة، ولا سيما في مجال التخفي.
وتمتاز أحدث طرازات المقاتلة الصينية J-20B بقدرات كبيرة، مقارنة بفئات المقاتلات المنافسة، بما في ذلك F-35، من حيث السرعة والتحليق لفترة أطول، إضافة إلى وجود ميزة كبيرة فيما يتعلق بالأسلحة، إذ تم تزويدها بالقدرة على حمل صواريخ PL15، وPL10 جو-جو.
وللصاروخ PL-15E قدرة على مهاجمة المقاتلات والمسيَّرات، وصواريخ كروز، إضافة إلى أهداف على بعد 145 كيلومتراً، وفق موقع Asia times.
في المقابل تحاول الولايات المتحدة، سد الفجوة مع هذه المقاتلة الصينية، من خلال تزويد مقاتلات F-35 بالقدرة على حمل صاروخ AIM-260.
وأوضحت المجلة، أن المقاتلة الصينية تُعتبر الأولى من نوعها من خارج الولايات المتحدة أو روسيا، التي تنافس على لقب الأكثر قدرة جوياً في العالم.
وطالبت القوات الجوية الصينية بإدخال الكثير من التغييرات على J-20، أكثر من أي مقاتلة أخرى من الجيل الخامس، بما في ذلك خط الأساس J-20، وJ-20A المزودة بمحركات WS 10C المحسّنة.
وتعتبر مقاتلة J-20AS ذات مقعدين، فيما تحظى J-20B بمزيد من قدرات التخفي ومحركات 15 WS المحسّنة.
وتُوفر محركات 15 WS قوة دفع أكبر بكثير للمقاتلة J-20 من أي فئة مقاتلة أخرى في العالم، مع زيادة مداها، وفتح إمكانات جديدة من حيث تكامل الأسلحة، والسماح برحلة فائقة السرعة، مما يمكن لمحرك WS 10C توفيره.
وبدأ تسليم مقاتلات الجيل الخامس هذه إلى جيش التحرير الشعبي الصيني في عام 2016، فيما دخلت مقاتلة J-10C الخدمة في الصين عام 2018، وهي واحدة من 3 فئات مقاتلة حصلت عليها القوات الجوية الصينية بأعداد كبيرة منذ منتصف عام 2010.
وتتميز المقاتلة بتصميم محرك واحد خفيف الوزن بقدرات الجيل الرابع، فضلاً عن كونها أقرب منافس لطائرة F-35A بين المقاتلات ذات المحرك الواحد من حيث الأداء العام.
وأشارت المجلة، إلى أن ما ينقص المقاتلة J-10C في قدرات التخفي، تعوضها معدلات التوافر، وبساطة الصيانة، وأداء الطيران، والأسلحة المتقدمة.
وجرى تصميم الطائرة مع انخفاض تكاليف التشغيل ومتطلبات الصيانة ما يسمح بإدخالها بأعداد كبيرة.
وأوضحت المجلة الأميركية، أن المقاتلة الصينية أثبتت قدرات هائلة للغاية تفوق في الأداء SU-35 الروسية، والنظير المحلي J-16، وتعتبر المقاتلة محدودة بمداها القصير نسبياً والحجم المحدود للرادار، وحمولة الأسلحة التي يمكن أن تتزود بها مقارنة بالمقاتلات الثقيلة مثل J-16 أو J-20.
وتوفر J-10 وسيلة لرفع مستوى الوحدات المقاتلة الصينية إلى أحدث المعايير من حيث إلكترونيات الطيران والأسلحة وأداء الطيران بسرعة كبيرة وبكلفة زهيدة.
أما أبرز مزايا المقاتلة J-16، فتكمن في الاستخدام الأكبر للمواد المركبة في هيكل طائرتها، وتزويدها برادار AESA، فضلاً عن قدرتها على استخدام الصواريخ المطورة مثل PL15، وPL10.
وتُصمم الطائرة في تكوين قياسي بمقعدين، ولديها أداء متوازن بشكل جيّد، بحيث تجمع بين التفوق الجوي وأدوار الهجوم.
الأسرع عالمياً
لدى روسيا، ومن قبلها الاتحاد السوفيتي، باع طويل في الصناعات الدفاعية المنافسة لنظيرتها الأميركية، بما في ذلك المقاتلات الحربية التي تنتمي إلى أجيال عديدة.
وفي تقريرها، أشارت Military watch magazine، إلى أن مقاتلة الجيل الخامس الروسية SU-57، تأتي ضمن ترتيب أفضل 5 مقاتلات على مستوى العالم.
وذكرت المجلة، أنه يُمكن تسليح هذه المقاتلة بصاروخ "كينجال" الذي تُعادل سرعته أضعاف سرعة الصوت، إلى جانب قنبلة "دريل" الموجهة، كما يُمكن للمقاتلة التحليق على ارتفاع 20 كيلومتراً.
ويأتي في الترتيب الثاني لأفضل المقاتلات داخل الجيش الروسي المقاتلة MIG-31 التي تتمتع برادار قوي، وتستطيع التحليق على ارتفاع 21 كيلومتراً، إضافة إلى سرعتها التي تصل إلى 2500 كيلومتر في الساعة، وهي السرعة الأعلى للطائرات الحربية في العالم، كما تمتاز بأنها مزودة بالإلكترونيات الحديثة وصواريخ جو - جو بعيدة المدى، وبالتالي بإمكانها مواجهة أي طائرة حديثة، وفقاً لوكالة Sputnik الروسية.