وسط فحص واسع النطاق.. روسيا وأميركا تختبران أنظمة "إنذار الطوارئ"

تجري روسيا والولايات المتحدة، الأربعاء، اختبارات واسعة النطاق لأنظمة الإنذار في حالات الطوارئ، في وقت يتصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022.

وفي روسيا ستدوي صفارات الإنذار، وينقطع البث التليفزيوني والإذاعي لبث معلومات أمنية، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية في بيان صحافي: "سيجرى فحص واسع النطاق لأنظمة الإنذار العام على مستوى المناطق والبلديات في جميع أنحاء روسيا".

وأضافت "نظام الإنذار مصمم لإرسال إشارة إلى السكان في الوقت المناسب في حالة وجود تهديد أو حالة طوارئ طبيعية أو من صنع الإنسان".

وأوضحت الوزارة "عندما تسمع صوت صفارة إنذار، عليك التزام الهدوء وألا تصاب بالذعر، وأن تشغل التليفزيون على أي قناة أو إذاعة متاحة للجمهور، وتنصت إلى الرسالة الإعلامية".

وكان من المقرر أن يبدأ الاختبار الساعة 10:43 صباحاً بالتوقيت المحلي (07:43 بتوقيت جرينتش)، ويستمر لمدة دقيقة واحدة. وأجري الاختبار لأول مرة في عام 2020، وهو جزء من مبادرة جديدة تلزم السلطات بإجراء اختبارات مرتين سنوياً.

وذكرت صحيفة "ميدوزا" الروسية، أنه يتم إجراء مثل هذه التدريبات في روسيا مرة واحدة على الأقل في السنة.

طوارئ أميركية

كما ستجري الولايات المتحدة أيضاً اختباراً واسع النطاق لأنظمة الإنذار العام عبر الهواتف المحمولة ومحطات التليفزيون والإذاعة.

وقالت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ (FEMA) في بيان صحافي، إن الغرض من الاختبار هو التأكد من أن الأنظمة "لا تزال فعالة في تنبيه الجمهور لحالات الطوارئ، خاصة على المستوى الوطني".

وأضافت الوكالة التابعة لوزارة الأمن الوطني، أنه "بدءاً من الساعة 2:20 مساء بالتوقيت الشرقي (18:20 بتوقيت جرينتش)، سيتم إجراء اختبار على مستوى البلاد لنظام تنبيه الطوارئ عبر أجهزة التليفزيون والراديو، وتنبيهات الطوارئ اللاسلكية للهواتف".

وستبث الأبراج الخلوية إشارة لمدة 30 دقيقة تقريباً، ما يؤدي إلى استقبال الهواتف اللاسلكية المتوافقة مع البث رسائل الاختبار.

وأشارت الوكالة الفيدرالية إلى أنه من المقرر أن يستمر جزء نظام تنبيه الطوارئ عبر أجهزة التليفزيون والراديو لمدة دقيقة واحدة تقريباً.

ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن أورلاندو أوليفيرا منسق مكتب منطقة البحر الكاريبي التابع لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية في بورتوريكو، قوله إن الوكالة تريد "التأكد من أن الأنظمة لا تزال فعالة".

وأضاف أوليفيرا في بيان، أن "الجمهور يفهم ويستخدم هذه التنبيهات والتحذيرات بشأن حالات الطوارئ، خاصة على المستوى الوطني".

تكهنات بشأن "حرب نووية"

وأشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن التدريبات الروسية، أثارت تكهنات على منصات التواصل الاجتماعي بأن موسكو ستطلق "تدريبات للتحضير لحرب نووية".

وذكرت أن منشور لحساب يحمل مسمى "تيرور ألارم" (Terror Alarm)، انتشر على منصة التواصل "إكس" (تويتر سابقاً)، بشكل موسع، وحصد أكثر من 26 ألف مشاهدة، بعدما علّق على التدريبات الروسية بأنها "تحضير نووي على المستوى الوطني في روسيا، واختبار التنبيه للطوارئ في الولايات المتحدة".

وقال الحساب إن "روسيا تبدأ أول مناورة استعدادية للحرب النووية على مستوى البلاد في 3 أكتوبر"، مقدماً موعداً خاطئاً لتدريبات الطوارئ التي تجريها موسكو.

وأضاف: "الولايات المتحدة تعلن عن اختبار تنبيه الطوارئ على المستوى الوطني غداً 4 أكتوبر الساعة 2:20 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة".

وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى أدنى المستويات منذ فترة ما بعد الحرب الباردة، خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن بعد قرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فبراير 2022 إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، ما أدّى إلى فرض عقوبات غربية شاملة على موسكو، وتقديم مساعدات عسكرية غربية لكييف.

تهديد روسي

وفي يونيو الماضي، أعلن بوتين أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الأسلحة النووية إلى بيلاروس، معتبراً، في تصريحات ندد بها البيت الأبيض، أنَّ استخدام الأسلحة النووية "ممكن" إذا كان هناك تهديد لبقاء روسيا.

وهذه هي المرة الأولى التي تحرك فيها روسيا مثل هذا العتاد، وهو أسلحة نووية أقصر مدى وأقل قوة يمكن استخدامها في ساحة المعركة، خارج حدودها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي.

وقالت الولايات المتحدة إنها لا تعتزم تغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الاستراتيجية رداً على الخطوة التي أقدمت عليها موسكو، وإنها لم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

وتراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها وكذلك الصين نشر القوات الروسية هذه الأسلحة عن كثب، وحذروا مراراً من استخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا.