دبي-الشرق
كشفت رحلة الطيران التجريبية لقاذفة القنابل النووية الشبحية الأميركية "B-21 Raider" التي أُجريت الشهر الجاري، الكثير من الأسرار عن مواصفاتها الفنية وقدراتها، حسبما أفاد موقع "إير آند سبيس فورسيس".
والتقط مصورون محترفون صوراً لاختبار الطيران للقاذفة الأميركية بعد تحليقها من مصنع القوات الجوية الأميركية 42 في بالمديل بكاليفورنيا، حيث تعمل شركة "نورثروب جرومان Northrop Grumman" على بناء القاذفة الأحدث.
وأقلعت الطائرة الأميركية فجر 10 نوفمبر الجاري، وجرى إضاءة الجانب السفلي منها فقط بزاوية مستقيمة تقريباً ما كشف عن جميع ميزاتها بوضوح.
وخاضت الطائرة رحلة دائرية مدتها 140 دقيقة تقريباً إلى الشمال الغربي قبل أن تهبط في قاعدة إدواردز الجوية.
كيف تبدو قاذفة القنابل B-21 من الخارج؟
حسمت رحلة الطيران التجريبية مسألة ما إذا كان الشكل العام لقاذفة القنابل "B-21" واقعياً بالنسبة لسلاح الجو الأميركي، أم أنه يهدف إلى خداع الخصوم المحتملين.
ويعتبر الشكل المسطح على هيئة جناح طائر بسيط يمكن تشبيهه بحرف "W" بدون الذيل المسنن الذي يظهر في القاذفة "B-2 Spirit".
وكان لقاذفة القنابل "B-2" في الأصل تصميم مماثل، ولكن في منتصف الثمانينيات، أضاف سلاح الجو الأميركي شرطاً بأن تكون قادرة على الطيران المستمر على مستوى منخفض وتتبع التضاريس، مما اضطر الشركة المصنعة إلى إضافة منطقة ذيل إضافية وتحكم.
وكلفت عملية إعادة التصميم مليارات الدولارات، وأضافت سنوات عدة إلى جدول طائرات "B-2".
ويشير الشكل "W" لقاذفة القنابل "B-21" إلى أنها ستحلق فقط على ارتفاعات أعلى. كما تشبه زاوية اكتساح جناح "B-21" تلك الموجودة في "B-2".
كما يشير لون الطائرة بالكامل باللون الرمادي الفاتح إلى أن "B-21" من المفترض أن تكون قاذفة قنابل نهارية، على عكس "B-2" التي تم طلاؤها باللون الرمادي الداكن بحيث يصعب اكتشافها بصرياً في الليل.
سيربروس الأسطوري
كما تم كتابة كلمة "سيربروس Cerberus" على مقدمة الطائرة، وهو اسم الكلب الأسطوري ذو الرؤوس الثلاثة الذي يحرس أبواب العالم السفلي في الأساطير القديمة.
كم يبلغ حجم الشبح الأميركي الجديد؟
من المرجح أن يبلغ طول جناحي الطائرة "B-21" نحو 140 قدماً، أي أصغر من جناحي "B-2" البالغ طولهما 172 قدماً، ولكنها أكبر إلى حد ما من التقديرات السابقة، بحسب موقع "إير آند سبيس فورسيس".
ويبدو أن طول القاذفة "B-21" يبلغ نحو 55 قدماً، مقابل 69 قدماً للطائرة "B-2".
وقال سلاح الجو الأميركي في أكثر من مناسبة إن القاذفة "B-21" ستكون أصغر إلى حد ما من "B-2"، كما سيكون لديها حمولة أسلحة أصغر.
كيف يبدو ذيل القاذفة الحديثة؟
تتميز عوادم "B-21" بشكل صَدَفي، مشابه لمآخذ الهواء في "B-2"، وهي مختلفة تماماً عن الفتحات البسيطة الموجودة في القاذفة الأقدم.
وترجع العوادم إلى الخلف من الذيل الذي يبدو ثابتاً، حيث تشير الألواح الداكنة إلى نوع من المعالجة بالتخفيض الحراري، وذلك على عكس "B-2"، حيث كان الجزء الخلفي من الذيل مفصلياً.
كم عدد المحركات؟
تحتوي القاذفة "B-21" على بابين مثلثين طويلين على سطحها العلوي، من كلا الجانبين، يفتحان لتوفير المزيد من الهواء للمحركات أثناء العمليات الأرضية والإقلاع والهبوط، وهو ما يشير وجود محركين فقط يشغلانها، في حين كانت القاذفة "B-2" تحتوي على 4 محركات.
ماذا يمكن أن تحمل أماكن الأسلحة؟
قد تحتوي القاذفة "B-21" على 3 أماكن للأسلحة. وتظهر اللحامات الخطوط العريضة الواضحة للأبواب الخاصة بالحجرة المركزية الرئيسية، بالإضافة إلى لحامات تشير إلى أبواب الوصول إلى المحرك.
وقد يوجد بين تلك الأبواب مجموعة أخرى من الأبواب الرفيعة، والتي تعد بمثابة حجرات إضافية لإطلاق الأسلحة.
وجرى تصنيع القاذفة "B-21" بالقدرة على حمل 3 أسلحة محددة على الأقل، وهي "قنبلة الجاذبية النووية B61-12، وسلاح الهجوم الاحتياطي "SiAW"، والسلاح النووي بعيد المدى AGM-181 (LRSO)".
وقد يكون الهدف من الحجرات الغامضة هو حمل صواريخ SiAW (الأسرع من الصوت)، والتي تهدف إلى تدمير أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
ومن المحتمل أن تكون أبواب الحجرات الأصغر والأكثر ضآلة، قادرة على الفتح والإغلاق بسرعة أكبر، ما يعزز التخفي عند الاقتراب من الرادار الأرضي للعدو.
هل تتخلى B-21 عن تقنيات شبحية؟
وأكد مسؤولو البرنامج أن قاذفة القنابل "B-21" ستستغني عن بعض التقنيات المستخدمة في طائرات شبحية أخرى مثل "B-2"، و"F-22"، و"F-117"، ولكن الجانب السفلي من القاذفة الشبحية أظهر بعض الخطوط غير المستوية عند لحامات حجرات الأسلحة والمحرك، خاصة عند الزوايا، ما يشير إلى أنه ربما لم يتم التخلي عن هذه التقنيات تماماً.
ويفتقر السطح السفلي إلى اللمسة النهائية الزجاجية الناعمة التي تظهر على الأسطح العلوية، ويبدو أيضاً أن الفتحات الموجودة في مقدمة العارضة تحتوي على طبقات تمت معالجتها بشريط لاصق أو سدادة.
كم عدد أسطح التحكم في المقاتلة؟
تحتوي قاذفة القنابل "B-21" على 8 أسطح تحكم عند الحافة الخلفية للأجنحة والذيل، ومثل القاذفة "B-2" يمكن انحرافها لتوفير الاستقرار للقاذفة الذي يوفره عادة المثبت الرأسي، ويتم التحكم في الانحراف بواسطة كمبيوتر الطائرة لإجراء العديد من الحسابات في الثانية اللازمة للحفاظ على استقرار الطائرة.
أجنحة مذهلة
كان عمق أجنحة قاذفة القنابل "B-21" مذهلاً في ضوء الشمس الساطع أثناء رحلة الطيران التجريبية الأولى.
كما يوجد انتفاخ بارز أسفل مركز كل جناح، مما يشير على الأرجح إلى وجود خزانات وقود عميقة تصل إلى أطراف الجناح تقريباً.
فتحات الرادار
تحتوي الحافة الأمامية للقاذفة "B-2" على مخططات واضحة توضح مكان راداراتها، لكن الطبقات المرئية للقاذفة "B-21" تترك بعض التساؤلات بشأن ما إذا كانت لديها معدات مماثلة، أو معدات بحجم مماثل.
وقد يعني ذلك أن الفتحات جزء لا يتجزأ من خط القالب الخارجي للطائرة، وأنه لا يمكن الوصول إلى الرادار إلّا من الداخل، أو قد تكون الرادارات مغلقة.
وقد يشير ذلك أيضاً إلى أن القاذفة "B-21" ستعتمد على الرادارات الخارجية، حيث قيل باستمرار إن الطائرة جزء من "مجموعة من الأنظمة"، بما في ذلك الطائرات والأقمار الاصطناعية الأخرى.
عاكسات الرادار
يبدو أن قضيبين قابلين للتمديد للأمام والداخل لبوابات معدات الهبوط هما عاكسان للرادار، لمنع الخصوم في منطقة بالمديل في ولاية كاليفورنيا من إجراء قياسات المقطع العرضي لرادار الطائرة. كما لم يتم سحب العتاد الرئيسي أيضاً خلال الوقت الذي كانت فيه الطائرة تطير خارج بالمديل، وربما للغرض ذاته.
وتحتوي القاذفة "B-21" أيضاً على أضواء مدرج هبوط قابلة للتمديد بالقرب من أطراف الجناح، والتي قد تعمل أيضاً على زيادة المقطع العرضي للرادار عند التحليق في مناطق مأهولة بالسكان.
معدات الاختبار
تحتوي القاذفة "B-21" على مسبار بيانات الاختبار الممتد عبر الجزء الأمامي من عارضة منفذ الطائرة.
وعمل المصممون على تزويد القاذفة الشبحية الجديدة بمخروط بيانات الهواء في نهاية كابل طويل يمتد من الجانب السفلي للمنفذ الخلفي.
تصنيفات
