بعد أيام قليلة من فوز المرشح المؤيد لاستقلال جزيرة تايوان عن الصين، لاي تشينج تي، رئيساً للبلاد لمدة 4 سنوات، عاد سيناريو ضم بكين للجزيرة بـ"القوة العسكرية" إلى الواجهة، وتوقع خبراء عسكريون أن تعتمد الصين على عنصر "المفاجأة" عبر إطلاق وابل من الصواريخ الباليستية، لتتمكن من منع المدافعين المٌحتملين من التدخل.
وذكر موقع Warrior maven أن سيناريو "المفاجأة" يهدف إلى التغلب على الدفاعات الجوية التايوانية، وشل البنية التحتية الحيوية، وأنظمة القيادة والسيطرة، والأسلحة والدفاعات البرية.
وتقع تايوان على بعد 100 ميل فقط من البر الرئيسي الصيني، لذا فإن الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لن يكون أمامها مسافة طويلة لتقطعها.
وتتلخص سياسة "الصين واحدة" في الاعتراف بأن هناك حكومة صينية واحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.
2000 صاروخ باليستي
وأفادت تقارير غربية بأن الجيش الصيني يمتلك ترسانة سريعة النمو من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
وذكرت ورقة بحثية من جامعة "تافتس فليتشر" للقانون والدبلوماسية، أن بكين نشرت ما يصل إلى 2000 صاروخ باليستي، تشمل صواريخ DF-11 وDF-15.
وتوقع Warrior maven أن تطلق الصين وابلاً من الصواريخ الباليستية خلال أي غزو مُحتمل، لجعل تايوان غير قادرة على الدفاع ضد أي هجوم جوي وبرمائي للسيطرة على الجزيرة، وهو سيناريو وصفه تقرير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) السنوي عن الصين بأنه "أمر واقع".
ويبدو أن أفضل الدفاعات الجوية، والتي تمتلك تايوان بعضاً منها، لن تكون مُجهزة لوقف وابل هائل من الصواريخ، بسبب حجمها، وربما لا يكون هناك ما يكفي من أجهزة الاعتراض الدقيقة لتتبع وتدمير مئات الصواريخ.
ويحتمل أن يكون الدفاع ضد هذا السيناريو هو السبب الرئيسي وراء تشغيل تايوان بعض شبكات أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدماً التي شهدها العالم على الإطلاق.
وذكرت ورقة "تافتس فليتشر" البحثية، أن تايوان عملت على بناء شبكة الدفاع الجوي والصاروخي الأكثر قوة وتطوراً في العالم، وهذا لا يشمل فقط نظام صواريخ "باتريوت" الأميركية، ولكن أيضاً عدداً كبيراً من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات المحلية، كما ضخت استثمارات كبيرة في رادارات الإنذار المبكر وغيرها من التدابير الدفاعية.
دمار هائل
ويعتبر الدفاع ضد وابل من الصواريخ الباليستية أمراً بالغ الأهمية في أي تعامل مع الصين، وهو ما يرتبط مباشرة بالقوة الجوية، بحسب موقع Warrior maven.
وأظهرت محاكاة إلكترونية أجرتها مؤسسة "راند" في وقت سابق من العام الجاري، أن ميزة القوة الجوية للولايات المتحدة وحلفائها ربما تتآكل أو تتعرض للخطر بشكل كبير، بسبب وابل افتتاحي من الصواريخ الباليستية المصممة لتدمير طائرات الجيل الخامس على الأرض قبل إقلاعها.
وأوضحت المحاكاة أن أي هجوم صيني مُحتمل في المحيط الهادئ، يؤدي إلى فقدان الولايات المتحدة أكثر من 100 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، معظمها على الأرض.
وحددت مؤسسة "راند"، خلال محاكاتها التي كانت "دقيقة ومعقدة للغاية"، مجموعة واسعة من التكتيكات والتقنيات المصممة لتقليل هذه الأنواع من الخسائر بشكل كبير.
17 حلاً لتحاشي الهجوم
مؤسسة "راند" قالت إن هناك 17 حلاً موصى به لتحاشي الهجوم، موضحة أن أكثرها تأثيراً هو هيمنة المعلومات.
وتتضمن الحلول، التي جرى اختبارها وثبتت فعاليتها، تطبيق التكنولوجيا السحابية، وتحسين الأفخاخ الخداعية، والألغام البحرية "الذكية"، والمناورة متعددة المجالات، وتركيب شبكات متعددة في جهاز واحد.
وأوضحت المؤسسة أن الحلول الـ17 كانت، من بين أمور أخرى، تركز في المقام الأول على "تزويد وزارة الدفاع الأميركية والقوات المتحالفة بمعلومات عن الصين"، مشيرة إلى أن تكييف وإنتاج ودمج الابتكارات القائمة أثبت أنه أكثر قيمة من الكشف عن تكنولوجيات جديدة "مدمرة".
وتعتبر الاكتشافات الجديدة حاسمة للمستقبل، ولكن الفعالية التشغيلية العسكرية الأميركية على المدى القريب تستفيد بشكل جيد من خلال بذل الجهود لتفعيل الابتكارات الناجحة الحالية.
وأكدت "راند"، أنه عند تنفيذ الحلول، وقعت خسائر أقل بنسبة 50% في مقاتلات الجيل الخامس الأميركية في الأيام الخمسة الأولى من الأعمال العدائية، مقابل خسائر في المقاتلات الصينية بنسبة 70% في الفترة الزمنية نفسها.
وتعتبر حماية القوة الجوية من الجيل الخامس على الأرض، سبباً حاسماً وراء أهمية بطاريات صواريخ "باتريوت"، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على طول الساحل الغربي لتايوان.
ميزة جوية
وتبدو نتائج المناورات التي تقلل من خسائر طائرات الجيل الخامس واعدة للغاية، بالنظر إلى الميزة الجوية للولايات المتحدة وحلفائها على الصين.
وتتمتع الولايات المتحدة وحلفاؤها بميزة القوة الجوية عندما يتعلق الأمر بمواجهة محتملة بين القوى العظمى مع الصين، نظراً للحجم الهائل لطائرات F-35 في جميع أنحاء مسرح المحيط الهادئ.
وتمتلك كل من أستراليا وسنغافورة وكوريا الجنوبية طائرات F-35 بأعداد مؤثرة، كما بدأت اليابان إجراءات شراء طائرات F-35 بقيمة 35 مليار دولار، وتعمل الآن على اختبار نسخها الناشئة من طراز F-35B للإقلاع والهبوط القصير من سفنها الحربية.
والسفن الهجومية البرمائية التابعة للبحرية الأميركية قادرة على الانتشار مع ما يصل إلى 20 طائرة من طراز F-35B، وهو السيناريو الذي يسمح لواشنطن بإرسال أعداد مؤثرة من مقاتلات الجيل الخامس بالقرب بما يكفي للرد على أي هجوم صيني.
وتعتبر الميزة الجوية الأميركية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالجيل الخامس، لأنه في حين أن القوات الجوية للجيش الصيني تدير أسطولاً مؤثراً من الجيل الخامس من طائرات J-20، إلا أنها تنطلق من الأرض، وليست في وضع جيد لمواجهة طائرات F-35 المتصلة بالشبكة.
ولا تمتلك الصين أيضاً طائرة من الجيل الخامس تُطلق من المحيط باستثناء عدد قليل من النماذج الأولية لمقاتلتها الناشئة من الجيل الخامس J-31 التي تُطلق من حاملات الطائرات.