تسعى البحرية الأميركية إلى زيادة تعاونها في المجال السيبراني مع حلفاء وشركاء واشنطن الدوليين، لتحسين إمكانية التشغيل البيني وتبادل التكتيكات، في مواجهة التهديدات المحتملة من دول منافسة مثل الصين.
ودعت أول استراتيجية إلكترونية للبحرية الأميركية، والتي صدرت في نوفمبر الماضي، إلى تعاون أكبر مع الدول الأجنبية، وذلك بحسب ما ذكره موقع "Defense scoop".
وأشارت استراتيجية البحرية الأميركية، إلى العمل مع الدول الحليفة والصديقة لـ"تبادل الخبرات والمعلومات وتنسيق الجهود في الفضاء الإلكتروني".
وأكد المسؤولون أنه يمكن كسب المزيد التكتيكات والأدوات، عبر تعزيز شراكة أكبر.
وقال القائم بأعمال المستشار السيبراني في البحرية الأميركية سكوت سانت بيير، إنه سيتم تشارك الأدوات والمعلومات الاستخباراتية، لافتاً إلى أنه "كلما تم تحقيق تكامل بشكل أفضل، كان النجاح أكبر".
وأشار إلى أن الشركاء المتحالفين مع الولايات المتحدة يقدمون طرقاً فريدة للنظر في كل من العمليات السيبرانية الدفاعية وكذلك الهجومية.
أهداف التعاون
ويزيد التعاون بين الولايات المتحدة والحلفاء من فهم القدرات والأهداف وتحسين العمليات؛ لأنه في بعض الحالات يمكن للدول أن تتصرف بشكل أفضل عندما لا تكون واشنطن قادرة على القيام بذلك، وفق الاستراتيجية.
وأشار سانت بيير إلى أن هذا الدفع لمزيد من التعاون الدولي يتماشى مع الجهود التي تبذلها القيادة السيبرانية الأميركية.
وقال إن هذا النهج المتكامل يعد أحد العناصر الأساسية التي تعمل بها القيادة السيبرانية الأميركية، لافتاً إلى أنه كان من المفيد للغاية مساعدة شركاء واشنطن في المضي قدماً، ليس فقط في إنشاء المواقف الدفاعية الصحيحة، ولكن أيضاً التعلم؛ مما يعرفونه في ما يتعلق بالمعلومات التي جمعوها، وكيف ينفذون العمليات السيبرانية الهجومية.
تمرين "العلم السيبراني"
وجعل قائد القيادة السيبرانية الأميركية بول ناكاسوني، من الشراكات الدولية ركيزة أساسية في النهج الذي تتبناه القيادة.
ونشرت القيادة السيبرانية الأميركية أفرادها أكثر من 55 مرة في دول مختلفة، عبر كل قيادة قتالية جغرافية لما يسمى بعمليات المطاردة الأمامية، والتي تتضمن إرسال فرق دفاعية فعلياً من قوة المهمة الوطنية السيبرانية CNMF إلى دول أجنبية، بناءً على دعوتهم للبحث عن الأنشطة الضارة.
وتشارك أعداد متزايدة من الدول في كل عام في تمرين "العلم السيبراني"، وهو التمرين الرئيسي للقيادة.
وبالمثل، أجرت القوات الجوية الأميركية مؤخراً أكبر تدريب إلكتروني دفاعي لحلف شمال الأطلسي. وقال المسؤولون إن تبادل التكتيكات هو نتيجة رئيسية لكل من الولايات المتحدة والدول الحليفة.
وأكد سانت بيير، أن التحدي الأكثر تعقيداً في ما يتعلق بالتعاون مع الشركاء والحلفاء هو المستويات المختلفة من القدرات التي يقدمها كل منهم.
ويعتبر الأمر الشائع بين المسؤولين الأميركيين هو أن زيادة الشراكات والتحالفات تشكل ثقلاً موازناً فعالاً للمنافسين الرئيسيين مثل الصين.
وقال سانت بيير، إن في ظل الأحداث الحالية عالمياً، فإن ما يفصل الولايات المتحدة عن خصومها هو احتفاظها بحلفاء في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن تطوير تلك العلاقات، وممارسة تمارين في العالم الحقيقي، والمساعدة في تدريب الحلفاء؛ ومن ثم إيصالهم إلى نقطة يصبحون فيها مكتفين ذاتياً، جميعها أمور بالغة الأهمية للمضي قدماً.