4 دول تهدد واشنطن.. والبنتاجون: "لا نستطيع خوض أكثر من حرب في آن واحد"

time reading iconدقائق القراءة - 7
مجموعة سفن بينها حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان" الأميركية وسفن من قوة الدفاع الذاتي التابعة للبحرية اليابانية في المياه الدولية غرب المحيط الهادئ. 12 نوفمبر 2017 - REUTERS
مجموعة سفن بينها حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريجان" الأميركية وسفن من قوة الدفاع الذاتي التابعة للبحرية اليابانية في المياه الدولية غرب المحيط الهادئ. 12 نوفمبر 2017 - REUTERS
دبي-الشرق

طرحت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، تساؤلاً بشأن قدرة الولايات المتحدة على خوض أكثر من حرب كبرى في وقت واحد، فيما كان رد وزارة الدفاع "البنتاجون"، وفقاً لعقيدة التخطيط الرسمية، إن واشنطن لا تستطيع خوض أكثر من حرب كبرى في آن واحد، حسبما ذكرت مجلة The National Interest.

وذكرت المجلة الأميركية أن الدول التي تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها هي: روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين، وأنه في حال تصاعد التوترات بالدرجة التي تؤدي إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة، وإحدى الدول الأربع، ستفكر دولة أخرى بالاشتراك بجانب حليفتها، ما سيشكل تحدياً كبيراً للجيش الأميركي.

وعلى مدار عقود، سعت الولايات المتحدة للحصول على نوع ما من القدرة لخوض حربين في وقت واحد، لضمان الردع ومنع "العدوان" من قبل عدو ثانٍ، إذا كانت قد انخرطت بالفعل ضد العدو الأول.

وخلال الحرب الباردة، كانت واشنطن تهدف بشكل عام إلى أن تكون قادرة على خوض حرب كبرى إلى جانب حلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضد الكتلة السوفييتية بأوروبا، وعلى الأقل صراع واحد آخر متزامن، مثل الحرب الكورية أو حرب فيتنام، في أماكن أخرى.

ونتيجة لذلك التصور، كان الجيش الأميركي خلال الحرب الباردة أكبر بشكل عام بنسبة 60 إلى 100% مما هو عليه اليوم، وبمجرد سقوط جدار برلين في عام 1989، خفضت الولايات المتحدة قواتها المسلحة، لكنها احتفظت بهدف التخطيط للحربين. 

واعتبر خبراء أن الحرب في أفغانستان، والعراق، كان جزءاً من تلك العقيدة، بسبب مدة الحرب الأولى، إذ كان على الولايات المتحدة أن تقوم بمجهودات ضخمة في تلك الحروب، مع التركيز على العراق في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وأفغانستان في الولاية الأولى للرئيس السابق باراك أوباما.

المخاوف الأميركية الرئيسية

تغيرت الأمور داخل الولايات المتحدة بدءاً من عام 2015، وأنشأ المخططون في "البنتاجون"، بدءاً بوزير الدفاع آنذاك أشتون كارتر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، إطار تهديد "4+1" مع انضمام روسيا، والصين إلى إيران، وكوريا الشمالية و"الإرهاب العابر للحدود" في قائمة المخاوف الرئيسية لوزارة الدفاع. 

وأعطى "البنتاجون"، وكيل وزير الدفاع الأسبق، جيم ماتيس، والوزير مارك إسبر، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الأولوية لردع تهديدات روسيا، والصين. 

واحتفظت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت قيادة وزير الدفاع لويد أوستن، باستراتيجية دفاع وطني مشابهة جداً.

ووفقاً لعقيدة "البنتاجون" حالياً، فإنه يجب أن يكون لدى الجيش الأميركي القدرة على العمل مع الحلفاء على قتال وهزيمة "الصين أو روسيا"، ولكن ليس الدولتين في وقت واحد، وأشارت العقيدة، إلى أن هذه الحرب المحتملة يفترض أن تتمحور حول منطقة غرب المحيط الهادئ ومنطقة أوروبا الشرقية.

كما أوضحت أيضاً، أنه يجب الدفاع عن الأرض مع الحفاظ أيضاً على الردع النووي، وردع كوريا الشمالية وإيران، والحفاظ على الزخم ضد المنظمات المتطرفة العنيفة العابرة للحدود كجزء مما يسمى "الحرب على الإرهاب".

وأكدت The National Interest، أن هناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها قبل وضع أي استنتاجات حول قدرة الولايات المتحدة لخوض حربين متزامنين، وأضافت أنه بالرغم من أن الدول الأربع، تتعاون بشكل مشترك، ولكن لا يرجح أن تدخل أي دولة حرباً ضد واشنطن نصرة لدولة أخرى.

وبحسب The National Interest، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعزيز ردعها ضد "العدوان الانتهازي" المتزامن، لكن المعيار الصحيح للقيام بذلك هو على الأرجح التأكد من أن البلاد لديها ما يكفي من القدرات الأساسية لمواجهة كل من "الأعداء الأربعة المحتملين"، بهدف منع عدوان سريع وناجح في حرب واحدة كبيرة.

وأكدت المجلة أن هناك فائدة رئيسية أخرى لإطار التخطيط للحروب المتعددة، وهي "يخلق احتياطياً استراتيجياً من الذخائر"، ومن خلال إنتاج الذخائر ونشرها مسبقاً لعدة حروب في وقت واحد في مسارح خارجية رئيسية على نطاق أوسع مما هو عليه اليوم، ستخلق الولايات المتحدة تحوطاً ضد حرب واحدة تستمر لفترة أطول، أو تأخذ أسلحة أكثر مما كان متوقعاً في البداية. 

وستوفر هذه السياسة أيضاً الوقت للبدء في تصنيع المزيد من الأسلحة، لاستعادة القدرة القوية على تعدد المسارح إذا اندلعت الحرب في مكان واحد، وتعتبر هذه الأهداف قابلة للتحقق وبأسعار معقولة، وتتحدث عنها استراتيجية الدفاع الوطني بالفعل. 

وتشمل بعض القدرات الإضافية التي قد تكون مطلوبة لدعم مثل هذه الاستراتيجية سربين من الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس المخصصة لمهاجمة منصات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية في وقت مبكر من أي حرب، إضافة إلى غواصات غير مأهولة متمركزة في غرب المحيط الهادئ مزودة بأجهزة استشعار مضادة للسفن وصواريخ لمساعدة تايوان على مقاومة محاولة الغزو الصيني. 

وترى المجلة، ضرورة أن تشمل القدرات، نشر طائرات الرفع العمودي في أوكيناوا (مدينة يابانية)، لمساعدة تايوان، إلى جانب نشر أنظمة دفاع صاروخية مخصصة للشرق الأوسط من النوع الذي ساعد في إحباط وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار الذي أطلقته إيران مؤخراً ضد إسرائيل، ولواء من القوات البرية الأميركية مدعومة بالمقاتلات والطائرات المروحية الهجومية في دول البلطيق كرادع دائم ضد "العدوان الروسي" هناك. 

ولن تكون كلفة هذا النوع من التوسع في القوة رمزياً، إذ تتجاوز كلفته عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، ويمكن تمويلها جزئياً من خلال تخفيضات انتقائية في ميزانية الدفاع في أماكن أخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك