تعمل قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" على جعْل اكتشاف طائراتها المسيّرة من طراز MQ-9 Reaper أكثر صعوبة من خلال تزويدها بكبسولة سرية عالية التقنية، يمكنها مواجهة أجهزة استشعار العدو.
وتعتزم قوات المارينز اقتناء أنظمة طائرات مسيّرة طويلة المدى من طراز MQ-9 لتوفير قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والعمل كبوابة اتصالات آمنة وجسر شبكة للقوة المشتركة، وفق موقع "Defense Scoop".
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن المنصات ستتبادل البيانات مع الأقمار الاصطناعية والطائرات المسيّرة والطائرات الأخرى، والسفن والقواعد الاستكشفاية المتقدمة وقوات المناورة البرية ومحطات التحكم الأرضية وأجهزة الاستشعار الأرضية.
ومن المتوقع أن تتلقى الكتائب القتالية الساحلية التابعة للمارينز على الطائرات المسيّرة التي تُصنّعها شركة General Atomics.
وقال قائد قوات المارينز الأميركية إريك سميث، إن الطائرات المسيّرة من طراز Reaper لديها القدرة على الاستشعار وتفسير المشاهد التي تلتقطها.
وأضاف سميث أن بعض الكبسولات التي توضع على طائرات MQ-9 سرية للغاية، لافتاً إلى أن هناك نوعاً منها يمكنه محاكاة الأشياء المرسلة إليها والتي يكتشفها ثم يديرها ويعيدها مرة أخرى، ما يجعلها أشبه بـ"الثقب الأسود"، وتصبح في الغالب غير قابلة للكشف.
وأكد أن هذه الكبسولات في طائرات MQ-9 تجعلها لديها القدرة على الاختفاء إلى حد ما من رادار العدو.
ويبلغ طول طائرات Reaper، التي حصلت عليها قوات المارينز، 36 قدماً (نحو 11 متراً) مع جناحين بطول 66 قدماً (20 متراً)، ولديها ما يصل إلى 27 ساعة من التحمل، ويمكنها الطيران على ارتفاع 50 ألف قدم (15 كيلومتراً)، إضافة إلى قدرة حمولة تبلغ 3 آلاف رطل (1360 كيلوجراماً) خارجياً و850 رطلاً (385 كيلوجراماً) داخلياً، والتحليق بسرعة جوية حقيقية تبلغ 240 عقدة (444 كيلومتراً في الساعة).
وستشمل الزيادة الأولى لمبادرة MUX MALE التابعة للمارينز، 20 نظاماً من طراز MQ-9A Block 5، بالإضافة إلى محطات التحكم الأرضية المرتبطة بها وشبكات البيانات وأنظمة الاتصالات Sky Tower.
ولم يذكر سميث عدد المنصات المجهزة حالياً بهذه الكبسولة الخاصة التي تجعلها أكثر سرية وشبحية.
مبادرة القيادة والسيطرة
اكتسبت طائرة Reaper مكانة بارزة باعتبارها "قاتلة صيادة" عندما تم نشرها مع سلاح الجو ووكالة الاستخبارات المركزية خلال حروب ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ولكن سلاح المارينز يريد استخدام هذه الطائرة في المقام الأول في الاتصالات ونقل البيانات والحرب الإلكترونية ومهمات الاستخبارات والمراقبة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويتماشى هذا المفهوم مع مبادرة القيادة والسيطرة المشتركة الشاملة لكل المجالات (CJADC2) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) والتي تدعو إلى تحسين ربط أجهزة الاستشعار والمنصات وتدفقات البيانات للجيش الأميركي وحلفائه الرئيسيين في إطار شبكة موحدة بشكل أكبر.
وأكد سميث أهمية التفوق على خصوم الولايات المتحدة والتمتع بالقدرة على الاستشعار عن بُعد وفهم ما يحدث، ومشاركة البيانات في كل مكان عبر ساحة المعركة مع القوة المشتركة، مشيراً إلى أن هذا ما يزيد من أهمية الطائرة MQ-9.
وبالنظر إلى المستقبل، يتصور سميث أن قوات المارينز ستمتلك طائرات مسيّرة تعمل بشكل أكثر استقلالية من الأنظمة الحالية.
وأشار إلى أنه لا يوجد شيء غير مأهول في الطائرات المسيّرة، لأن هذه المستشعرات تتطلب شخصاً للإشراف عليها، وتتطلب شخصاً لمراقبتها، كما تتطلب آخر لصيانتها، منوّهاً بأن الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحسّن العمليات.
وأوضح أن البحرية الأميركية لديها بالفعل نظام أسلحة آلي قريب المدى (CIWS) يمكنه الدفاع عن سفنها ضد الصواريخ القادمة وغيرها من التهديدات الجوية من خلال إطلاق آلاف الطلقات في الدقيقة.
وأردف أن أفراد الخدمة يمكنهم تحديد معايير لنظام الأسلحة الآلي قريب المدى للتعامل مع الأهداف دون تدخل بشري إضافي.
واختتم تصريحاته بأنه "لذلك هناك إنسان في الحلقة، ويسلم السيطرة إلى الآلة في مرحلة ما"، مؤكداً أن وجود عامل بشري أمر مهم ومطلوب بموجب القانون.