"لا مكان للاختباء".. ملامح حروب المستقبل بالذكاء الاصطناعي

جنرال أميركي: AI سيكون جزءاً أصيلاً في ساحة معركة شديدة النشاط بأجهزة استشعار في كل مكان

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة أنتجتها "الشرق" بالذكاء الاصطناعي لدبابات تعمل بتقنيات متطورة يتحكم بها الذكاء الاصطناعي. 28 يوليو 2024 - Midjourney
صورة أنتجتها "الشرق" بالذكاء الاصطناعي لدبابات تعمل بتقنيات متطورة يتحكم بها الذكاء الاصطناعي. 28 يوليو 2024 - Midjourney
دبي -الشرق

قال القائد السابق لقيادة حروب المستقبل بالجيش الأميركي، الجنرال جون موراي، إن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً أصيلاً في ساحة المعارك في الحروب المستقبلية، مؤكداً في أكثر من مناسبة، أن الحرب المحتملة ستحدث في ساحة شديدة النشاط، تتميز بأجهزة استشعار موجودة في كل مكان، ليصبح القتال مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي.

وأوضح الجنرال الأميركي المتقاعد، في تصريحات لموقع Warrior Maven، أن تطور واندماج الذكاء الاصطناعي في خطط الدول من أجل التسليح، سيساهم في نضج المفاهيم الحديثة للعمليات ومناورات الأسلحة المشتركة التي قد تستخدم في الحروب المستقبلية.

وأمضى موراي سنوات عدة خلال قيادته لقيادة حروب المستقبل بالجيش الأميركي، لتوقع الكيفية التي تؤثر بها التكنولوجيات الناشئة على تشكيلات المناورة والتكتيكات ومفاهيم العمليات وتغيرها.

"لا مكان للاختباء"

ويبدو أن أجهزة الاستشعار من أفضل الأمثلة على تغير ساحة المعركة، لأنه لن يكون هناك "مكان للاختباء" في الحرب الحديثة، بسبب الوجود المتوقع لأنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار المنتشرة في جميع أنحاء مسرح الحرب متعدد المجالات.

وتشكل الروبوتات مجالاً آخر سريع التطور من مجالات الحرب المستقبلية المتوقعة، بالنظر إلى وتيرة تطور الخوارزميات التي تمكن من أداء المزيد من الوظائف دون الحاجة إلى تدخل بشري.

وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه الأنواع من المتغيرات، هي الأكثر أهمية، فيما يتعلق بكيفية استمرار الذكاء الاصطناعي في تغيير المنصات، وأجهزة الاستشعار، والشبكات، ومفاهيم الحرب المستقبلية.

ويقود الذكاء الاصطناعي نموذجاً جديداً من الحرب السريعة القائمة على المعلومات، والاستقلالية، واختصار أو تقليص أوقات "المستشعر إلى مطلق النار" إلى حد كبير.

وتعتبر مزايا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المحتملة واسعة النطاق ومستمرة في التوسع بسرعة كبيرة.

تكنولوجيا التعرف التلقائي

وأوضح موراي أن أحد الأمثلة التي غيرت المفاهيم، يتعلق بتكنولوجيا التعرف التلقائي على الأهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت حالياً مدمجة في منصات الهجوم الأرضي مثل دبابة Abrams الأميركية.

وأشار الجنرال الأميركي إلى أن الجنود في الجيش الأميركي كانوا في السابق قادرين على استخدام القدرات المدفعية للدبابة إذا تمكنوا من تحديد 80% من الأهداف الصحيحة عبر الوسائل التكنولوجية المختلفة في Abrams.

وأكد أنه حالياً مع التشغيل الآلي للكمبيوتر المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكن لأنظمة استهداف الدبابات، تحديد أهداف العدو بشكل صحيح من خلال إرجاع معلومات الاستشعار الواردة من قاعدة بيانات ضخمة، وإجراء التحليلات وإجراء عمليات التحقق الفورية تقريباً.

وقال موراي، إنه يمكن تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها الحصول على نتائج صحيحة بنسبة 99%. 

ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل الجيش الأميركي أكثر أماناً عندما يتعلق الأمر بالحد من خطر القتل بين الحلفاء.

"التحليلات الجماعية"

وعلى نحو متزايد، أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على أداء ما يمكن وصفه بـ"التحليلات الجماعية"، حيث يمكن مقارنة مجموعات مختلفة من البيانات بقاعدة بيانات تاريخية ومقارنتها ببعضها البعض للتنبؤ بمسارات عمل العدو.

وأوضح موراي، أنه يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يأخذ كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، ويعطي مؤشرات عن ميول الخصوم.

وأكد أن نظام الذكاء الاصطناعي سيستوعب كميات هائلة من البيانات لتشمل التاريخ ومصادر المعلومات التي لم يكن هناك إمكانية الوصول إليها في الماضي.

وبينما أشاد موراي بمزايا الذكاء الاصطناعي، حذر أيضاً من مخاطر الحرب المستقبلية عند استخدام تلك التكنولوجيا الناشئة. 

وبقدر ما يُظهِر الذكاء الاصطناعي، أهميته في الحرب وعمليات الاستهداف، تستمر الجهود لضمان أن تكون تطبيقاته موثوقة بشكل متزايد وقادرة على تمييز بيانات الاستشعار الواردة بشكل صحيح، والتي لا تشكل جزءاً من قاعدة البيانات الحالية.

ويهدف هذا الجهد، المشار إليه بمبادرة Zero Trust، إلى إنشاء تقنيات وتعديلات قادرة على ضمان قدر أكبر من الدقة والموثوقية لأنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الناشئة بسرعة.

وأكد موراي، أن الذكاء الاصطناعي قد يكون عرضة للخداع بمرور الوقت، أو قد يحدث فساد لبيانات التدريب.

تصنيفات

قصص قد تهمك