تغيير العقيدة العسكرية.. خيار أميركي استعداداً لـ"حروب الغد" الأشد فتكاً

الجيش الأميركي: التقنيات الحديثة ستجعل حروب الغد "أكثر خطورة" على القوات

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف من راجمات صواريخ تشيكية الصنع طراز RM-70 Vampire باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا. 30 يونيو 2024 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف من راجمات صواريخ تشيكية الصنع طراز RM-70 Vampire باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا. 30 يونيو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

ربما تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية التقليدية، التي تركز على مفهوم المناورة الحربية في مواجهة الأسلحة الحديثة، وغيرها من التقنيات التي من شأنها أن تجعل حروب الغد "أشد فتكاً"، وذلك على خلفية تداعيات ودروس مستفادة من الغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب تقرير جديد للجيش الأميركي.

وقالت قيادة التدريب والعقيدة التابعة للجيش الأميركي TRADOC، في تقرير جديد يركز على "عمليات القتال واسعة النطاق"، إن التغييرات في ساحة المعركة ربما تتطلب إعادة تقييم النهج في المناورة وإطلاق النيران والحماية، وفقاً لما أورده موقع Defense One.

ويُركز الجيش الأميركي على المناورة الحربية، إذ يستخدم الهجمات الخاطفة لتشتيت تشكيلات العدو، وفي النهاية تدميرها. وتتناقض حروب المناورة مع حرب المواقع، حيث تُستخدم المدفعية وأشكال أخرى من النيران لدفع العدو إلى الخروج.

ويتوافق التقرير مع تعليقات أدلى بها قائد قيادة العمليات المستقبلية في الجيش الأميركي جيمس ريني، الذي قال في مايو الماضي، إن ميزة تشكيلات الجيش النظامي، هي الصواريخ والمدفعية والنيران المشتركة والطائرات المروحية الهجومية.

ويؤدي التغيير المدفوع جزئياً بانتشار الطائرات المسيرة، وغيرها من أشكال أجهزة الاستشعار، إلى تمكن الأعداء من العثور على القوات الأميركية، وضربها بالمدفعية والصواريخ والقذائف بدقة أكبر من ذي قبل.

وقال التقرير إن الطائرات المسيرة تُغيّر عملية التعرّف على الهدف والاشتباك معه، ونتيجة لذلك أصبحت النيران بعيدة المدى "أشد فتكاً"، مشيراً إلى أن الاستشعار العميق والضربات يعنيان أن مراكز الدعم اللوجستي ومراكز القيادة معرضة أيضاً "لتهديد متزايد".

ونتيجة لذلك، يرجح أن تكون هناك حاجة إلى وضع مراكز القيادة ومستودعات الدعم في مكان أبعد، وهو ما سيؤثر بدوره على الاتصالات والخدمات اللوجستية.

حرب أوكرانيا

وأشارت تقارير نشرتها القوات الأوكرانية إلى أن ساحة المعركة تتعرّض فيها أي قوات في العراء للقصف بشكل منتظم، حيث تعاني القوات في كثير من الأحيان أكثر من غيرها، عندما تترك الغطاء للتناوب بعيداً عن خط المواجهة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن صواريخ أوكرانيا أجبرت الوحدات الروسية على التوقف عن الحشد، وأن أجهزة الاستشعار الخاصة بها حولت حركة لا تزيد عن بضعة أميال إلى عملية محفوفة بالمخاطر تستغرق أياماً.

وأشار تقرير الجيش الأميركي، إلى أن مثل هذه الحروب من المرجح أن تستمر لفترات طويلة، خاصة أنه لا يرجح أن تحدث "إبادة سريعة" في المراحل الأولية من الحرب في صراع واسع النطاق، مع عدو نظير.

وستحتاج الولايات المتحدة إلى امتلاك القدرة على إنتاج الذخائر ونشر الجنود، على غرار ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى.

وقال التقرير، إن العمليات القتالية واسعة النطاق ستتطلب إطلاق كميات هائلة من الذخائر والاستمرار في استخدامها، وبالتالي تحدي عمق ومدى مخزون الجيش حتى مع اضطرار الوحدات الأميركية إلى السفر لمسافات طويلة لإعادة الإمداد.

وستطلب الحرب طويلة الأمد أيضاً، تدريب جنود جدد، ليحلوا محل الجنود المفقودين وتوفير القوات الأكبر حجماً اللازمة للانتصار.

وقال التقرير، إنه حتى لو تمكنت الصناعة من مواكبة الوتيرة، فسيضطر الجيش الأميركي على الأرجح إلى التعامل مع متطلبات التدريب اللازمة لتدريب الجنود والقادة الجدد على هذه الأنظمة في القتال.

استراتيجية متغيرة

وقال التقرير الأميركي، إن روسيا تتعلم دروساً قتالية، وتثبت أن مجرد الصمود أمام العدو هو خيار عسكري صالح محتمل.

وتستفيد الصين أيضاً من الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، وفقاً للتقرير، الذي ينص على أن بكين من المرجح أن تطوّر المزيد من الدفاعات الجوية قصيرة المدى، للدفاع ضد الطائرات المسيرة، وتحسين الرعاية الطبية التكتيكية.

من جهته، قال إيان سوليفان، كبير ضباط الاستخبارات في قيادة التدريب والعقيدة التابعة للجيش الأميركي TRADOC، إن الصين رصدت الصعوبات التي واجهها الروس فيما يتعلق بالقيادة على المستويين المتوسط والإعدادي.

وأضاف سوليفان في تصريح لموقع Defense One، أن التقرير من المرجح أن يكون أول تحديث للبيئة العملياتية من قسم الاستخبارات في TRADOC لمعالجة القتال واسع النطاق.

ويعد هذا العمل جزئياً نتيجة لاجتماعات أسبوعية، ناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ قارن محللو TRADOC توقعاتهم بشأن سلوك الخصم بما كانوا يرونه في ساحة المعركة.

وأوضح سوليفان، أن قيادة TRADOC كانت تحتفظ بقاعدة بيانات تضم آلاف الملاحظات بشأن الحرب في أوكرانيا، التي أثارت الاهتمام أثناء النظر إلى البيئة التشغيلية. ويعتبر تقرير TRADOC منتج استخباراتي، ولا يصف بشكل مباشر الكيفية التي ينبغي للولايات المتحدة أن تتفاعل بها.

وتحدث رئيس الأركان الأميركي، راندي جورج، بانتظام، عن تأثير المراقبة المستمرة وعمق الذخائر وغيرها من المواضيع المدرجة في تقرير TRADOC.

ويجري تعديل مراكز التدريب العليا للجيش الأميركي، للتكيف مع الدروس المستفادة من أوكرانيا، وأماكن أخرى.

وقال جورج في مقابلة أجريت معه في يناير الماضي، إن الجيش الأميركي يدرك جيداً ما يتعلّق بإعادة تعلم كيفية القتال ضد الأعداء، الذين يمكنهم بسهولة تتبع تحركات الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك