على الرغم من حصول الجيش الأوكراني على طائرات F-16 أميركية الصنع، بعد مفاوضات طويلة وشاقة، ظهرت تساؤلات عن مدى قدرة هذه المقاتلات على إنهاء الهيمنة الروسية على الأجواء، وحماية أراضيها من القصف المتواصل، وكذلك عن أسباب اختيار حلفاء كييف لهذه المقاتلة بدلاً من طرازات أخرى مثل F-15.
وفي أغسطس 2023، منح الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لنشر مقاتلات F-16 في أوكرانيا، رغم أن الولايات المتحدة لن تقدم أياً من طائراتها، في حين تعهدت بلجيكا، والدنمارك، وهولندا، والنرويج بتزويد كييف بأكثر من 60 مقاتلة خلال الأشهر المقبلة.
وفي هذا التقرير نرصد الفروق الفنية الدقيقة بين الطائرتين الأميركيتين، من ناحية المهام، والقدرات النيرانية، وإمكانيات التشغيل، والصيانة، والقدرة على تحقيق الأهداف العسكرية في الميدان.
اختصارات سلاح الجو الأميركي
قد يشير ترقيم المقاتلات الأميركية إلى تسلسل تصاعدي من الأقدم للأحدث، فمثلاً طائرات F-4 التي انتشرت في الستينيات هي الجد الأكبر لمقاتلات F-15، وF-16، لكن الواقع غير ذلك.
تستخدم القوات الجوية الأميركية اختصارات معينة، فمثلاً حرف F مشتقة من كلمة Fighter، وتشير لمهمة القتال الجوي الموكلة للطائرة، سواء "القتال القريب" أو ما يُعرف بـ"المواجهة المباشرة" Dog fight، أو استخدام المقاتلات ذات المدى الأوسع، لفرض سيطرة جوية على سماء المعركة Air Domination.
كما تستخدم القوات الأميركية حرف A للدلالة على مهام طائرات مهاجمة Attack Aircrafts، مثل الطائرة الأميركية الشهيرة A-10 المعروفة باسم "قاتلة الدبابات"، إذ تم تصميمها لمهاجمة الأهداف الأرضية، والبحرية من مسافات قريبة، وبقدرات نيرانية هائلة.
وتستخدم كذلك حرف B للقاذفات الأميركية المتنوعة، وأشهرها قاذفة القنابل الشهيرة B52، والقاذفات هي طائرات أكثر بطئاً من المقاتلات أو الطائرات المهاجمة، لكنها تستطيع التحليق على ارتفاعات شاهقة وقطْع مسافات طويلة، فضلاً عن تسليحها بقنابل ذات حجم كبير للغاية.
طائرة F-16.. رحلة الصقر المقاتل
ظلت طائرات F-4 Phantom، هي العامود الفقري لسلاح الجو الأميركي، طوال فترة الخمسينيات، وحتى فترة منتصف السبعينيات.
وقدمت F-4 Phantom التي دمجت بين أدوار القاذفة، والمقاتلة مزيجاً مميزاً خاضت به الجيوش عدة حروب، منها حرب فيتنام، وحرب 1976، حيث استخدمتها إسرائيل التي كانت ثاني أكبر مشغل لهذه الطائرة بعد الولايات المتحدة، كما شاركت الطائرة الأميركية في حروب أخرى في مواجهة MiG-21 السوفييتية في ذلك الوقت.
ومنذ بدايات السبعينيات، بدأت الولايات المتحدة البحث عن طائرات أحدث، خاصة مع تصاعد وتنوع الإنتاج السوفييتي ودخول طائرات "سوخوي" Soukhoï على خط المنافسة القتالية.
وفي عام 1974، بدأت شركة "جنرال دينامكس" General Dynamics الأميركية في تصنيع أول طائرة من طراز F-16، وهي المقاتلة التي تم تصنيعها لصالح الولايات المتحدة، ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودول حليفة من خارج التكتل العسكري، مثل مصر، وباكستان بإجمالي أكثر من 25 دولة.
وفي ذلك الوقت، قدّمت الشركة مقاتلة F-16 باعتبارها حلاً غير مسبوق يمزج المرونة اللازمة، لمواجهة قدرات المناورة الكبيرة لدى الطائرات السوفييتية، مع قدرات نيرانية وتقنيات فارقة.
وانطلقت الطائرة في رحلتها الأولى عام 1974، ثم دخلت الخدمة في سلاح الجو الأميركي عام 1978، وبحلول 1993، دخلت "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin الأميركية على خط إنتاج وتوريد طائرات F-16 للجيش الأميركي، وتم تجديد التعاقد منذ 1995 وحتى الآن، لتصبح الشركة المصنّعة لهذا النوع من المقاتلات من الجيل الرابع التي تذهب غالباً للتصدير.
وفي ميزان التكنولوجيا العسكرية، تُعتبر F-16 Fighting Falcon طائرة مقاتلة خفيفة ومميزة للغاية، إذ أنتجت منها الولايات المتحدة أكثر من 4600 قطعة، لا تزال في الخدمة في العديد من الدول، خاصة بعدما بدأ الجيش الأميركي في استخدامها للمرة الأولى في 1974.
وتتميز المقاتلة الخفيفة بقدراتها الفائقة على المناورة، فهي تتحرك برشاقة معتمدة على محرك توربيني وحيد يحقق معدل صعود يتجاوز 250 متراً لكل ثانية، وتبلغ سرعتها 1470 كيلومتراً في الساعة، ما يعادل 1.2 ماخ، فيما تستطيع الطائرة الوصول إلى سرعة 2 ماخ (نحو 2420 كيلومتراً في الساعة) عند تحقيق أقصى ارتفاع للتحليق وهو 15.2 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر.
وتتنوع نسخ مقاتلة F-16 بين عدة طرازات تمتد من Block 52، وحتى أحدث النسخ Block 70/72K الأكثر تطوراً على الإطلاق في المقاتلة الخفيفة، وفق موقع "لوكهيد مارتن" مصنعة الطائرة.
واعتبرت الشركة أن نسختها الجديدة "تتمتع بقدرات لا يمكن مقارنتها" بأي مقاتلة أخرى من الفئة نفسها، خاصة مع إضافة رادار APG-83 AESA المتقدم الذي يعتبر من تقنيات مقاتلات الجيل الخامس، فضلاً عن دمج قدرات متطورة تم استخدامها بالفعل في مقاتلات F-35 وF-22 الأكثر تطوراً.
فيما اعتبرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الإصدار الأخيرة من طائرات F-16 block70/72 هو "الأفضل على الإطلاق".
طائرة F-15.. مقاتلة السيادة الثقيلة
وبخلاف طائرات F-16 التي تعتمد بشكل لافت على المرونة، قدمت شركة "بوينج" الأميركية الطائرة المقاتلة متعددة المهام F-15، باعتبارها "العمود الفقري لأساطيل المقاتلات التكتيكية لجيوش اليوم والغد أيضاً"، حسب تعريفها للطائرة على موقعها الرسمي.
وبدأت رحلة المقاتلة الثقيلة متعددة المهام F-15 بتحليق أوّلي في يوليو 1972، ثم جرى تسليم أول مقاتلة من طراز F-15B Eagle في نوفمبر 1974، لتنضم رسمياً لسلاح الجو الأميركي، ومنه إلى جيوش عدة دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حتى الآن.
وبحلول عام 1983، بدأت الولايات المتحدة رحلة تحسينات كبيرة على المقاتلة التي تجمع بين المدى الواسع والقدرات النيرانية الضخمة مع مزيج فريد من التقنيات القادرة على مواجهة مختلف التهديدات الحديثة.
وبرز دور الطائرة F-15 بشكل لافت في حرب الخليج الثانية عام 1991، إذ ظهرت طرازات F-15C /D/E كقوة ضاربة لقوات التحالف، إذ حققت 34 انتصاراً من أصل 37 في ذلك الوقت.
كما جرى تكليف أسراب مقاتلات F-15 بملاحقة بطاريات صواريخ سكود العراقية وتدميرها، كما أصبحت القوة الضاربة لمهمة حظر الطيران في جنوب العراق فيما بعد 1991، بحسب موقع القوات الجوية الأميركية.
مخالب المقاتلة الثقيلة
وتتميز المقاتلة F-15 بمزيج فريد من التكنولوجيا والقدرات القتالية، وهي بخلاف زميلتها الأخف وزناً F-16، تتمتع بمدى واسع يبلغ 3900 كيلومتر في الطرازات الحديثة، لكنها تتحرك قرب سرعة 2 ماخ، مع حمولة قصوى في لحظة الإقلاع تصل إلى 30 طناً، وفي بعض النسخ الأحدث تصل الحمولة إلى 37 طناً.
وتعُتبر المهمة الرئيسية للمقاتلة F-15 هي فرض الهيمنة الجوية، وأُنتج منها أكثر من 2000 طائرة، وتخدم في جيوش الولايات المتحدة، واليابان، وإسرائيل، والسعودية، وقطر، وغيرها من الدول، بنسخ مختلفة، ولا تزال تحمل سجلاً "خالياً من الهزائم" في المعارك الجوية.
وتتسلح الطائرة F-15 بحزمة متنوعة من مصادر النيران، إذ تملك مدفع M-61A1 بعيار 20 ملم، وبـ6 أسطوانات تثبت داخل الطائرة، ويمكنها إطلاق 940 جولة من الذخيرة.
وتستطيع المقاتلة حمْل 4 صواريخ من طراز AIM-120 AMRAAM، ويمكن أن يرتفع العدد إلى 8 صواريخ مثبتة في نقاط التعليق الخارجية.
ويمكن للمقاتلة أن تحمل صواريخ متنوعة مثل صاروخ "هاربون" Harpoon الأميركي المضاد للسفن وصواريخ ASM-135 المضادة للأقمار الاصطناعية في المدار المنخفض، وذلك في الطرازات الأحدث.
كما تتمتع بقدرات رادارية هائلة تمكنها من ضرب الأهداف على بُعد عشرات الكيلومترات ومن ارتفاعات شاهقة، فضلاً عن نظام للحرب الإلكترونية يعمل على تضليل رادارات العدو، وإنتاج صور وهمية للأهداف عليها، كما يمنع التشويش على أسلحة الطائرة أو أنظمة التهديف التي أصبحت مرتبطة بخوذة الطيار نفسه.
وتمتلك المقاتلة محركين، مقابل محرك واحد للطائرة F-16، كما تستطيع حمْل أكثر من 20 طناً، مقابل 12 طناً للأخيرة.
وتمتلك F-15 محركين ينتجان قوة دفع كبيرة، إذ يمكنها الوصول إلى ارتفاع 30 ألف قدم في 60 ثانية فقط، كما يسمح تصميمها الذي يأتي بذيل مزدوج وجناحين مائلين بتنفيذ هجمات بزوايا عالية، مع الحفاظ على استقرار الطائرة في الجو.
مهمة أوكرانيا.. ما الأنسب؟
تبدو مهمة كييف معقدة للغاية في مواجهة موسكو، إذ تتفوق القوات الروسية جواً بنسبة كبيرة مقارنة بجارتها الأوكرانية التي تستخدم مزيجاً فقيراً من المقاتلات الاعتراضية والهجومية ذات المدى المحدود.
فيما يمتلك سلاح الجو الروسي مخزوناً متجدداً من مقاتلات متعددة، بينها مقاتلات الجيل الرابع المعزز Mikoyan MiG-29M، وكذلك طائرات Sukhoi Su-35 التي تتميز بقدرات هائلة لفرض السيادة الجوية، كما ظهرت في المعارك الأخيرة أدواراً متزايدة للمقاتلات الشبحية الروسية من طراز SU-57 ولو بأعداد قليلة.
وبالمقابل، تسعى القوات الأوكرانية لتعويض هذا الفارق الضخم في التسليح عبر طائرات F-16، خاصة أنها تستطيع حمل كمية كبيرة من الأسلحة مقارنة بالمقاتلات القديمة قليلة العدد التي تمتلكها كييف حالياً، وتعود في معظمها للعهد السوفييتي.
وتُمثّل مقاتلات F-16 فرصة هائلة للجيش الأوكراني، خاصة مع قدراتها على تنفيذ مناورات جوية معقدة، واستخدامها أسلحة جو جو بعيدة المدى، في حالة توفيرها للطائرات الأوكرانية، إذ تبدو أقل تعقيداً من ناحية التسليح والصيانة والتدريب مقارنة بـF-15.
وتعوض مرونة F-16 الكثير من القدرات الأوكرانية الجوية، إذ يمكنها أن تكون رأس حربة لضرب الخطوط الخلفية للقوات الروسية على محاور التقدم، كما يمكنها إطلاق صواريخ جو-جو لاستهداف الطائرات الروسية من مسافات آمنة.
وفي المتوسط يحتاج طيار F-16 لمدة تدريب تتراوح ما بين 6 أشهر إلى 12 شهراً، مقابل فترة أطول بكثير لطيار F-15 الذي يحتاج لمدة تدريب قد تصل إلى عامين، للإلمام بالطائرة والقدرة على تقديم أداء قتالي مناسب.
وفي المقابل، ستواجه المقاتلات الأوكرانية الحديثة، اختباراً ليس سهلاً أمام منظومات الدفاع الجوي الروسي.
منصة متعددة المهام
وقال المحلل العسكري الأميركي جون روسوماندو، إن طائرة F-16 هي مقاتلة متعددة المهام ولديها قدرة كبيرة على المناورة، وتستطيع شن هجمات على التحصينات الأرضية بشكل أفضل من F-15، فضلاً عن أنها أرخص، وتناسب احتياجات أوكرانيا في الفترة الحالية.
وأضاف روسوماندو، في تصريحات لـ"الشرق"، أن طائرات F-16 تمنح الطيارين الأوكرانيين المدربين جيداً ميزة ضد طائرات Su-35 الروسية خلال القتال المباشر، مشيراً إلى أنها ستساعد القوات البرية الأوكرانية في جهودها لاختراق الخطوط الروسية.
وأشار إلى أن F-15 تُعتبر أكبر حجماً وأكثر كلفة بالنسبة لدولة مثل أوكرانيا، لذا لا تستطيع شراء الإصدارات الأحدث من هذه المقاتلة.
وأكد أن مقاتلة F-16 لديها قدرة أكبر على استيعاب مختلف الأسلحة، منبهاً بأن أوكرانيا قد تتمكن من تكييف الصواريخ السوفييتية مع الطائرات الأميركية.
من جهتها، قالت محللة الشؤون الأمنية الأميركية إيرينا تسوكرمان، إن طائرات F-16 ستعمل على تعزيز القوة العسكرية لأوكرانيا، وخاصة من خلال تحديث دفاعاتها الجوية.
وأضافت تسوكرمان في تصريحات لـ"الشرق"، أن طائرة F-16 يمكنها اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية، إضافة إلى ضرْب مواقع قواتها وذخائرها بصواريخ جو-أرض.
وأشارت إلى أنه يمكن للطائرة حمْل صواريخ كروز Storm Shadow التي توفرها المملكة المتحدة ويبلغ مداها أكثر من 250 كيلومتراً، ومن المحتمل أن تضرب أهدافاً داخل روسيا.
وقد تحصل أوكرانيا أيضاً على صواريخ جو-جو بعيدة المدى، التي من شأنها أن تهدد القاذفات والطائرات المقاتلة الروسية.
وتابعت تسوكرمان، أن الرادارات المتقدمة في طائرة F-16 ستسمح للطيارين الأوكرانيين بتحديد الأهداف على مسافة أبعد مما يستطيعون في طائراتهم من طرازات Mig-29، وSu-27، وSu-24.
وأردفت بالقول إن F-16 تتمتع بميزة كبيرة على F-15، وهي أن الأولى لا تزال تنتج بكميات كبيرة، ولا تزال نماذج المقعد الواحد قيد الإنتاج.
ولا يوجد سوى عدد قليل من مشغلي إصدارات F-15 ذات المقعد الواحد، وكل هذه الطائرات أصبحت قديمة جداً.
وتُعتبر الطرازات الوحيدة التي لا تزال قيد الإنتاج هي F-15E Strike Eagle (ذات مقعدين). وقد تكون طائرة Strike Eagle بمثابة ترقية جيدة لأسطول Su-24 الأوكراني، ولكنها أيضاً أكثر تكلفة بكثير.
وتحدّثت تسوكرمان عن أن هناك بالفعل الآلاف من طائرات F-16 تحلق في العديد من البلدان، لافتة إلى أن هذه الدول تقوم بالترقية إلى طائرات F-35 أو منصات أخرى، لذلك سيكون هناك الكثير من الوحدات الفائضة في المستقبل القريب.
وأشارت إلى أن العديد من هذه الطائرات (F-16 لدى حلفاء أميركا) لا تزال في حالة جيدة تماماً، ولا تزال مجموعات الترقية أو خيارات البناء الجديدة متاحة.
وتُعتبر الطائرة F-16 القياسية ذات المقعد الواحد متعددة المهام.
تدريب الطيار الجديد.. مهمة شاقة
في المقابل، تأتي الطائرة F-15 بنسختين أساسيتين، مقاتلة التفوق الجوي الأصلية ذات المقعد الواحد التي تتمتع بقدرة هجوم بري محدودة، والطائرة F-15E Strike Eagle ذات المقعدين وهي مقاتلة متعددة المهام.
وأشارت المحللة الأمنية الأميركية إلى أن تدريب الطيار الجديد على F-15 يستغرق قرابة عامين، وما بين 3 إلى 4 أشهر للانتقال من طائرة إلى أخرى.
ومن منظور التدريب، أكدت أنه لن يكون للطائرة F-15E أي معنى إلا إذا كان سرب Su-24 الأوكراني سليماً في الغالب من وجهة نظر الأفراد، ولكنه متوقف عن التحليق بسبب نقص الإمدادات.
وتُعتبر Su-24 طائرة ذات مقعدين، وكانت أقرب مقاتلة أميركية لها F-111 Aardvark التي استبدلتها القوات الجوية في الولايات المتحدة بطائرة F-15E.
واختتمت تسوكرمان حديثها بالقول، إنه توجد أعداد كبيرة من المقاتلة F-16 لدى حلفاء واشنطن، وهناك أيضاً المزيد من الجهات المانحة المحتملة، ما يجعل مهمة توفير قطع الغيار والإصلاح أسهل من F-15.
نسخ أكثر تعقيداً
وتمتلك السعودية، وقطر نسخاً أكثر تعقيداً وتطوراً من طائرات F-15 تواكب النسخة الأكثر تطوراً F-15EX Eagle II.
وأطلقت شركة بوينج رسمياً طائرتها المقاتلة الجديدة المتقدمة من طراز F-15 التي تحمل اسم F-15QA "أبابيل"، لصالح القوات الجوية القطرية.
وأعطت الولايات المتحدة الموافقة في عام 2016 على بيع عسكري أجنبي محتمل لـ72 طائرة من طراز F-15QA إلى قطر مقابل 21.1 مليار دولار.
ووصف موقع The War Zone، طائرة F-15QA بأنها أحدث طراز في العالم من طائرات F-15، حيث تم تصنيعها على طراز F-15SA الذي تم تطويره لصالح السعودية.
وتُعتبر طائرات F-15QA الأولى التي تتميز بنظام قمرة القيادة المتقدم الجديد مع شاشات عرض كبيرة، من بين تحسينات أخرى، وتُعد الطراز الذي ستستند إليه طائرة F-15EX الجديدة للقوات الجوية الأميركية.
كما تُعتبر طائرة F-15QA الثانية في عائلة Eagle التي تتميز بنظام الطيران بالأسلاك، والذي تم تضمينه لأول مرة في طائرة F-15SA، وهذا يعني على المستوى الأساسي أنه عندما يحرك الطيار عصا التحكم أو دواسات الدفة، يقوم الكمبيوتر بمعالجة المدخلات ثم يخبر أسطح التحكم في الطائرة بما يجب القيام به.
وتمنح هذه التقنية تقدماً هائلاً في القدرات يساعد في تحسين الأداء في معظم أنظمة الطيران ويوفر هوامش أمان إضافية، ما يسمح للطيارين بدفع الطائرة إلى أقصى حد مع مخاطر أقل.
وتتمتع طائرات F-15QA القطرية بتحسينات أخرى على طائرات Eagle القديمة، بما في ذلك شاشة عرض أمامية جديدة منخفضة الارتفاع (HUD) وشاشة عرض رقمية واحدة متعددة الوظائف كبيرة الحجم أسفلها.
وشوهدت طائرة F-15QA وهي تحلّق خلال العديد من المناسبات منذ أقلعت لأول مرة في السماء بزاوية عالية للغاية بكامل طاقتها في عام 2020.
وتوفر المحركات التوربينية المروحية من طراز F110-GE-129 من إنتاج شركة "جنرال إلكتريك"، قوة دفع كبيرة. وعند تشغيله بكامل طاقته، يمكن لكل محرك من طراز F129 إنتاج نحو 30 ألف رطل من الدفع.
فيما تُعد طائرة F-15SA السعودية بين النسخ الأكثر تقدماً من طائرة F-15S Strike Eagle ذات المقعدين.
وتعتبر F-15SA، نسخة تم تطويرها لدمج ميزات من طائرات F-15K Slam Eagle الكورية الجنوبية، وF-15SG السنغافورية، وF-15SE Silent Eagle، وفقاً لمجلة "ذا ناشيونال إنترست".
وجرى تجهيز F-15SA بعدد من الأنظمة المحسنة والتطورات الهيكلية مقارنة بطائرة F-15S الأساسية التي تستخدمها القوات الجوية السعودية.
فيما يتم تشغيل مقاتلة الجيل الرابع بواسطة اثنين من المحركات التوربينية من طراز Aviation F110-GE-129، وتستخدم الطائرة F-15SA نظام التحكم في الطيران بالسلك، والذي يسمح بإعادة تنشيط محطتي أبراج إضافية تحت الجناح رقم واحد وتسعة، وتتميز أيضاً بجناح مُعاد تصميمه هيكلياً.
وجرى تجهيز F-15SA بنظام الحرب الإلكترونية الرقمية الذي طورته شركة BAE Systems ونظام الإنذار الصاروخي المشترك (DEWS/CMWS) ونظام AN/AAS-42 للبحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء الذي طورته "لوكهيد مارتن"، بالإضافة إلى نظام توزيع المعلومات متعدد الوظائف LINk-16.
ويمكن تجهيز المقاتلة بمنصة الاستهداف المتقدمة AN/AAQ-33 Sniper (ATP)، بالإضافة إلى نظام AN/AAQ-13 للملاحة على ارتفاعات منخفضة، والاستهداف بالأشعة تحت الحمراء ليلاً، وتستخدم الطائرة F-15SA مجموعة من الأسلحة بينها صواريخ جو-جو، وجو-أرض.
كما تستخدم الطائرة خلال القتال صاروخ جو-جو قصير المدى من طراز AIM-9X Sidewinder، وصاروخ جو-جو المتقدم متوسط المدى من طراز AIM-120C-7.
وجرى تجهيز المقاتلة بمدفع واحد M61 Vulcan عيار 20 ملم، وبالنسبة للاشتباكات جو-أرض، تحمل الطائرة صاروخ كروز من طراز AGM-84H/K للهجوم الأرضي الموسع الموجّه بدقة والذي يُطلق من الجو.
ويمكن تسليح المقاتلة F-15SA بصاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع، وقنبلة GBU-24 Paveway III الموجهة بالليزر، وذخيرة الهجوم المباشر المشترك، بالإضافة إلى قنابل الأغراض العامة MK-82 500 رطل، وMk-84 2000 رطل.
وقالت "بوينج" إنه يمكن للطائرة F-15SA حمل ما يصل إلى 12 صاروخ جو-جو، و24 ذخيرة جو-أرض.