الذبحة الصدرية.. الأسباب والأعراض ونصائح للوقاية

time reading iconدقائق القراءة - 10
مريضة تعاني من أحد الأمراض الصدرية تتلقى العلاج في مركز نهر شايان الصحي في داكوتا الجنوبية، الولايات المتحدة. 24 يناير 2019 - REUTERS
مريضة تعاني من أحد الأمراض الصدرية تتلقى العلاج في مركز نهر شايان الصحي في داكوتا الجنوبية، الولايات المتحدة. 24 يناير 2019 - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

الذبحة نوع من ألم الصدر، ينتج عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب. والذبحة أحد أعراض مرض الشريان التاجي، ويُطلق على الذبحة أيضاً اسم الذبحة الصدرية.

غالباً ما توصف الذبحة بأنها شعور بالعصر، أو الضغط، أو الثقل، أو الضيق، أو الألم في الصدر. وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بثقل مُلقى على الصدر. وقد تكون الذبحة ألماً جديداً عليك يلزم فحصه بواسطة اختصاصي رعاية صحية، أو قد تكون من نوعية الألم المتكرر الذي يزول بالعلاج.

الذبحة الصدرية شائعة نسبياً، لكن قد لا يتمكن بعض الناس من تمييزها عن أنواع أخرى من آلام الصدر، مثل حرقة المعدة، فإذا كنت تشعر بألم مجهول السبب في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.

أعراض الذبحة الصدرية

تشمل أعراض الذبحة الشعور بألم وانزعاج في الصدر. وهذا الشعور بالألم، أو الانزعاج في الصدر قد يشبه:

  • الحرقان.
  • الامتلاء.
  • الضغط.
  • العصر.

وقد تشعر أيضاً بألم في ذراعيك، أو رقبتك، أو فكك، أو كتفك، أو ظهرك.

وتتضمن الأعراض الأخرى للذبحة ما يأتي:

  • الدوخة.
  • الإرهاق.
  • الغثيان.
  • ضيق النفس.
  • التعرق.

ويمكن أن تختلف درجة خطورة الذبحة، ومدتها، ونوعها من حالة لأخرى. وقد تشير الأعراض المستجدة، أو المختلفة إلى الذبحة غير المستقرة، أو إلى النوبة القلبية.

يجب على اختصاصي الرعاية الصحية فحص أي أعراض جديدة، أو متفاقمة للذبحة على الفور. وبذلك يمكن لفريق الرعاية الصحية تحديد ما إذا كنت مصاباً بذبحة صدرية مستقرة، أم غير مستقرة.

الذبحة الصدرية لدى النساء

يمكن أن تختلف أعراض الذبحة لدى النساء عن أعراضها الشائعة. وقد تؤدي هذه الاختلافات إلى التأخر في طلب العلاج. على سبيل المثال، ألم الصدر قد لا يكون العَرَض الوحيد، أو الأكثر شيوعاً.

قد تشمل الأعراض الأخرى للذبحة الصدرية لدى النساء ما يأتي:

  • الشعور بالانزعاج في مناطق الرقبة، أو الفك، أو الأسنان، أو الظهر.
  • الغثيان.
  • ضيق النفس.
  • الشعور بألم يشبه الطعن بدلاً من ضغط الصدر.
  • ألم المعدة.

أسباب الذبحة الصدرية

تحدث الذبحة الصدرية بسبب انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب. يحمل الدم الأكسجين الذي تحتاج إليه عضلة القلب للبقاء على قيد الحياة. وعندما لا تحصل عضلة القلب على كمية كافية من الأكسجين، فإن هذا يسبب حالة تسمى الإقفار.

السبب الأكثر شيوعاً لنقص تدفق الدم إلى عضلة القلب مرض الشريان التاجي (CAD). وقد تتضيق شرايين القلب، والتي تُسمى الشرايين التاجية، بسبب ترسّبات دهنية تسمى اللويحات. وتُسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين.

قد تتمزق اللويحة الموجودة في الأوعية الدموية، أو تسبب جلطة دموية. يمكن لهذه الأحداث أن تمنع أو تقلل التدفق بسرعة عبر شريان ضيق. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الدم المتدفق إلى عضلة القلب انخفاضاً مفاجئاً وحاداً.

وقد تظل عضلة القلب قادرة على العمل خلال أوقات انخفاض الطلب على الأكسجين دون تفاقم أعراض الذبحة الصدرية. مثال على ذلك عند الراحة. ولكن عند زيادة حاجة الجسم إلى الأكسجين، كما هو الحال عند ممارسة الرياضة، يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية.

الوقاية من الذبحة الصدرية

يمكنك المساعدة على الوقاية من الذبحة الصدرية باتباع تغييرات نمط الحياة المتبعة في علاج الذبحة الصدرية:

  • التوقُّف عن شرب الكحوليات أو التقليل منها.
  • الامتناع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • علاج الحالات الصحية الأخرى المتعلقة بمرض القلب.
  • الحد من التوتر.
  • الحرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً.

تلقّي اللقاحات الموصى بها أيضاً لتجنب مضاعفات القلب.

تشخيص الذبحة الصدرية

لتشخيص الذبحة، يفحصك اختصاصي الرعاية الصحية، ويطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض. ويسألك عادةً عن أي عوامل خطورة قد تكون لديك، مثل وجود سيرة مرضية في العائلة للإصابة بأمراض القلب.

علاج الذبحة الصدرية

تشمل خيارات علاج الذبحة ما يأتي:

  • تغيرات نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية.
  • الأدوية.
  • الرأب الوعائي والدعامات.
  • جراحة قلب مفتوح تُسمى طُعم مجازة الشريان التاجي (CABG).

يهدف علاج الذبحة إلى ما يأتي:

  • الحد من عدد نوبات الذبحة.
  • تخفيف شدة الأعراض.
  • تقليل خطورة الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة.
  • وتتطلب الذبحة غير المستقرة، أو ألم الصدر الذي يختلف عما لديك عادةً علاجاً فورياً.

أدوية علاج الذبحة الصدرية

إذا لم تحسن تغييرات نمط الحياة صحة القلب، وتخفف الذبحة الصدرية، فقد تحتاج إلى الأدوية.

وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الذبحة الصدرية:

  • النترات: تستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج الذبحة الصدرية، حيث تعمل النترات على إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها ما يؤدي إلى وصول مزيد من الدم إلى القلب. والشكل الأكثر شيوعاً للنترات المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية النيتروغليسرين (Nitrostat). وتوضع أقراص النيتروغليسرين تحت اللسان. قد يوصي فريق الرعاية الصحية بتناول النترات قبل الأنشطة التي تسبب عادةً الذبحة الصدرية، مثل التمارين الرياضية. يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول النترات على أساس وقائي طويل الأجل.
  • الأسبرين: يقلل الأسبرين تجلط الدم، ما يسهل مرور الدم عبر شرايين القلب الضيقة. ويمكن أن يساعد منع تجلط الدم على تقليل خطورة الإصابة بنوبة قلبية. لكن ينبغي ألا تبدأ في تناول الأسبرين يومياً دون استشارة فريق الرعاية أولاً.
  • الأدوية المانعة للتجلط: تساعد بعض الأدوية مثل الكلوبيدوجريل (Plavix) والبراسوغريل (Effient) والتيكاغريلور (Brilinta) على تقليل احتمالية التصاق الصفائح الدموية ببعضها، ومن ثم منع تجلط الدم. وقد يوصى باستخدام أحد هذه الأدوية إذا كنت لا تستطيع تناول الأسبرين.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: تبطئ حاصرات مستقبلات بيتا ضربات القلب. عندما ينبض القلب بقوة أقل، ينخفض ضغط الدم. وتعمل هذه الأدوية أيضاً على إرخاء الأوعية الدموية، ومن ثم تحسين تدفق الدم.
  • الأدوية الخافضة للكوليسترول: الأدوية الخافضة للكوليسترول عقاقير تستخدم لخفض مستويات الكوليسترول في الدم. وارتفاع مستوى الكوليسترول أحد عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية. تعمل الأدوية الخافضة للكوليسترول على إعاقة إحدى المواد التي يحتاج إليها الجسم لإنتاج الكوليسترول. وتساعد على منع انسداد الأوعية الدموية.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم، التي تُسمى أيضاً مضادات الكالسيوم، على إرخاء الأوعية الدموية، وتوسيعها لتحسين تدفق الدم.
  • أدوية ضغط الدم الأخرى: تشمل الأدوية الأخرى المستخدمة لخفض ضغط الدم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs). قد يصف لك فريق الرعاية الصحية أحد هذه الأدوية إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو أعراض فشل القلب، أو مرض الكلية المزمن.
  • الرانولازين: يمكن وصف هذا العلاج لحالات الذبحة الصدرية المزمنة المستقرة التي لا تتحسن بالأدوية الأخرى. ويمكن استخدامه بشكل منفرد أو مع أدوية الذبحة الصدرية الأخرى.

طرق علاج الذبحة الصدرية

قد يُستخدم أحياناً خيار غير دوائي يُسمى النبض الانعكاسي الخارجي المدعم (EECP) لزيادة تدفق الدم إلى القلب. وعند العلاج بالنبض الانعكاسي الخارجي المدعم، تُوضع أساور من النوع الضاغط للدم حول ربلة الساق والفخذين والحوض. ويتطلب العلاج بالنبض الانعكاسي الخارجي المدعم الخضوع لجلسات علاجية متعددة. وقد يساعد العلاج بالنبض الانعكاسي الخارجي المدعم على تقليل الأعراض لدى مَن تتكرر إصابتهم بذبحة غير منضبطة تُسمى ذبحة مستعصية.

الجراحة والإجراءات العلاجية

في حال تغيير نمط الحياة، لا تقلل الأدويةُ وغيرها من العلاجات الألمَ الناتج عن الذبحة الصدرية، إذ قد يلزم الخضوع لإجراء يتضمن استخدام أنبوب قسطرة، أو لجراحة قلب مفتوح.

تشمل الجراحات والإجراءات التي يُلجأ إليها لعلاج الذبحة الصدرية ومرض الشريان التاجي ما يأتي:

  • الرأب الوعائي باستخدام تركيب دعامة: يُطلق على هذا العلاج أيضاً اسم التدخل عبر الجلد في الشرايين التاجية. يُدخَل بالون صغير في الشريان المتضيق. ويُنفخ البالون، ما يؤدي إلى توسيع الشريان. ثم تُوضَع عادةً لفائف صغيرة من الأسلاك تُسمَّى دعامة بالداخل لإبقاء الشريان مفتوحاً. يحسّن الرأب الوعائي باستخدام الدعامات تدفق الدم في القلب؛ ما يقضي على الذبحة الصدرية، أو يقلل من حدتها. قد يكون هذا العلاج خياراً جيداً للمرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو في حال عدم فعالية التغييرات في نمط الحياة والأدوية في علاج الذبحة الصدرية المستقرة والمزمنة.
  • وضع طُعم مجازة الشريان التاجي (CABG): هذا نوع من جراحات القلب المفتوح. أثناء وضع طُعم مجازة الشريان التاجي، يُستخدَم وريد أو شريان من مكان آخر في الجسم لتجاوز شريان القلب المسدود أو الضيق. وتؤدي تلك الجراحة إلى زيادة تدفق الدم إلى القلب. لذا فهي خيار علاجي لكلٍ من الذبحة الصدرية غير المستقرة، وكذلك الذبحة الصدرية المستقرة التي لم تتحسن بالعلاجات الأخرى.
تصنيفات

قصص قد تهمك