أقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، الاثنين، استخدام أول دواء جديد لعلاج مرض "ألزهايمر"، منذ ما يقرب من 20 عاماً، متجاهلة تحذيرات المستشارين المستقلين من أن العلاج الذي نوقش كثيراً لم يثبت نجاحه في المساعدة في إبطاء المرض، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وبحسب تقرير للوكالة، وافق مسؤولو الصحة الحكوميون على عقار Aducanumab الذي أنتجته شركة "بيوجين"، ويتم إعطاؤه للمرضى عبر الوريد، كل 4 أسابيع، في عيادة الطبيب.
ويهدف العقار إلى إزالة الرواسب اللاصقة من بروتين "أميلويد بيتا" من أدمغة المرضى في المراحل المبكرة من مرض "ألزهايمر"، وذلك بهدف درء أضراره التي تشمل فقدان الذاكرة، وعدم القدرة على رعاية الذات.
وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلى أن بيانات التجارب الخاصة بالعلاج كانت مُعقدة فيما يتعلق بالفوائد السريرة لعقار Aducanumab، لكنها أضافت أن هناك دليلاً جوهرياً على فعاليته في التقليل من "بيتا أميلويد" في الدماغ.
وقوبل عقار شركة "بيوجين" بالترحيب من قبل المدافعين عن المرضى وبعض أطباء الأعصاب الذين يتوقون إلى الحصول على علاج فعال للمصابين بـ"ألزهايمر"، في وقت قال أطباء آخرون إن نتائج التجارب السريرية غير مُتسقة، لافتين إلى الحاجة لمزيد من الأدلة.
وقال الدكتور كالب ألكساندر، مستشار إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الذي أوصى بعدم الموافقة على الدواء، إن "القرار فاجأه وخيّب أمله".
واعترفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أن هناك "شكوكاً متبقية تحيط بالعقار، لكنها اعتبرت أن قدرته على تقليل الكتل الضارة في أدمغة المرضى من المتوقع أن تساعد في إبطاء الخرف".
وبموجب شروط ما يسمى بالموافقة العاجلة على الدواء، ستطلب إدارة الغذاء والدواء من شركة "بيوجين" إجراء دراسة متابعة لتأكيد الفوائد للمرضى. وفي حال فشلت الدراسة في إظهار الفعالية، يمكن للهيئة الحكومية الأميركية سحب الدواء من السوق، على الرغم من أنها نادراً ما تفعل ذلك.
وكشفت الشركة المنتجة للعقار أن سعره سيكون حوالي 56 ألف دولار، وذلك مقابل عام نموذجي من العلاج، وأوضحت أن السعر لن يتم رفعه لمدة 4 سنوات. وقالت الشركة إنها تهدف لاستكمال تجربة المتابعة التي أقرتها إدارة الغذاء والدواء بحلول عام 2030.
ويعاني حوالي 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم من مرض "ألزهايمر"، الذي يهاجم تدريجياً مناطق الدماغ اللازمة للذاكرة والتفكير والتواصل والمهام اليومية الأساسية. وفي المراحل الأخيرة من المرض، يفقد المصاب القدرة على البلع.