دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل مراقبة القلب

time reading iconدقائق القراءة - 4
طفل يخضع لفحص القلب بالموجات الصوتية في معهد القلب بمدينة هو تشي منه جنوب شرق فيتنام، 26 يوليو 2017 - AFP
طفل يخضع لفحص القلب بالموجات الصوتية في معهد القلب بمدينة هو تشي منه جنوب شرق فيتنام، 26 يوليو 2017 - AFP
رويترز

أظهرت دراسة كبرى أن الذكاء الاصطناعي أفضل من البشر في تحليل مراقبة إيقاع القلب على المدى الطويل، في خطوة تعزز المساعي المتزايدة نحو الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة في الممارسة العملية للطب البشري.

وكتب الباحثون، في الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر ميديسن" (Nature Medicine) أن قلب الإنسان ينبض حتى 120 ألف مرة في اليوم، لذا فإن تحليل مخططات كهربية القلب (رسم القلب) (ECG)، والتي ربما سجلت النبض لأيامٍ، أو أسابيع هي عملية تستغرق وقتاً طويلاً.

وباستخدام تسجيلات من 14 ألفاً و606 مرضى وضعوا أجهزة رسم القلب لمدة 14 يوماً في المتوسط، راجع الباحثون أولاً بيانات سجَّلها فنيون بشريون باستخدام طرق قياسية.

وأعادوا تحليل البيانات باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي تعرف باسم "ديب ريذم إيه.آي" (Deep Rhythm AI) طوَّرتها شركة ميديكال لوجريذميكس (Medicalgorithmics) البولندية لهذه المهمة.

ووجد الباحثون أن الفنيين لم يرصدوا عدم انتظام ضربات القلب الشديد في 4.4% من المرضى مقابل 0.3% فقط من المرضى باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الدراسة أظهرت أن نموذج الذكاء الاصطناعي كان قادراً على استبعاد عدم انتظام ضربات القلب الشديد بنسبة ثقة 99.9% في تسجيل رسم القلب لمدة 14 يوماً.

وقالت ليندا جونسون، كبيرة الباحثين في الدراسة، والتي تعمل بجامعة لوند في السويد، في بيان: "نقص الموظفين المدربين على تحليل ما يسمى تخطيط كهربية القلب في أثناء المشي يؤدي إلى مأزق كبير في الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه سيستفيد المرضى إذا أجرينا المزيد من تسجيلات تخطيط كهربية القلب أثناء المشي لفترة أطول، وليس أقصر".

وأضافت: "نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل هذه المشكلة".

الذكاء الاصطناعي وأمراض القلب

وتشغل قدرات الذكاء الاصطناعي في المساهمة في عمليات علاج ورصد أمراض القلب أذهان الباحثين في الوقت الراهن، وفي مطلع فبراير الجاري، أظهرت دراسة حديثة، عُرضت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين في ولاية كولورادو الأميركية، دور الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرة الأطباء على اكتشاف العيوب القلبية الخلقية خلال فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية أثناء الحمل.

في تلك الدراسة، راجع 14 طبيباً متخصصاً في أمراض النساء والتوليد وطب الأم والجنين، يمتلكون خبرات تتراوح بين سنة وأكثر من 30 عاماً، 200 صورة موجات فوق صوتية، مع وبدون استخدام برنامج ذكاء اصطناعي متطور.

وأظهرت النتائج أن البرنامج حسَّن بشكل ملحوظ قدرة الأطباء على اكتشاف الحالات المشتبه بها، بغض النظر عن مستوى خبراتهم أو تخصصاتهم، كما تحسَّنت ثقة الأطباء في اكتشاف هذه العيوب، وانخفض الوقت الذي استغرقوه لتحديد ما إذا كانت الحالة مصابة أم لا.

وتسلط الدراسة الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية قبل الولادة، خاصة في مجال اكتشاف العيوب الخلقية التي قد تكون مهددة للحياة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى تغييرات في الممارسات السريرية، إذ يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة قياسية في فحوصات الحمل الروتينية.

وقال الباحثون إنه ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في المجال الطبي، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الفجوات في الرعاية الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المتخصصين، كما يمكن أن يساعد في تحسين نتائج الولادة من خلال التشخيص المبكر والتدخل السريع.

تصنيفات

قصص قد تهمك