أضحت البرازيل السبت، ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة تتخطى عتبة 500 ألف وفاة بكورونا، وهي تُسجل خلال الآونة الأخيرة ارتفاعاً في عدد الوفيات اليومية، ما يؤكد أن موجة ثالثة من الفيروس باتت وشيكة.
وسجلت البرازيل 500 ألف و800 وفاة بينها 2301 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية استناداً إلى أحدث تقارير وزارة الصحة، وهي أرقام يعتبر كثير من علماء الأوبئة أنها أقل من العدد الفعلي.
وكتب وزير الصحة مارسيلو كويروغا عبر تويتر: "وفاة 500 ألف شخص بسبب الجائحة التي تضرب البرازيل والعالم".
وخلال هذا الأسبوع ارتفع المتوسط الأسبوعي للوفيات اليومية إلى أكثر من ألفي وفاة، للمرة الأولى منذ 10 مايو الماضي.
كما أحصت البلاد البالغ عدد سكانها 212 مليون نسمة، 82 ألفاً و288 إصابة جديدة خلال يوم السبت وحده، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 17مليوناً و883 ألفاً و750 حالة.
وفي وقت سابق بعد ظهر السبت، أفاد تجمع وسائل الإعلام الذي يضم أكبر المجموعات الإعلامية في البلاد وينشر حصيلة يومية استناداً إلى تقارير الحكومات الإقليمية، بأنه تم إحصاء 500 ألف و22 وفاة.
وعادةً ما تصدر وزارة الصحة تعدادها اليومي قرابة الساعة 21:00 ت غ. وتم إحصاء أكثر من 60% من هذه الوفيات منذ بداية العام (303 آلاف و550 وفاة).
وقالت عالمة الأوبئة بجامعة إسبيريتو سانتو، إيتيل ماسييل، إن "الموجة الثالثة في طور الوصول، لكن التطعيم الذي يُمكن أن يُحدِث فارقاً، لا يزال بطيئاً جداً، ولا يبدو أن السلطات تريد اتخاذ إجراءات جديدة".
ويبدو أن الحياة عادت إلى طبيعتها تقريباً في المدن البرازيلية الكبيرة، إذ فتحت المطاعم والحانات والمتاجر أبوابها ويجول أشخاص كثر في الشوارع بلا كمامات.
ورغم ذلك يبقى الوضع الصحي حرجاً في 19 من أصل الولايات البرازيلية الـ27، مع إشغال أكثر مِن 80% من أسرّة العناية المركزة، بينما تصل النسبة إلى 90% في 8 ولايات.
وذكر المتخصص في الصحة العامة والأستاذ في جامعة ساو باولو، ألكسندر دا سيلفا: "لدينا انطباع بأننا لم نخرج أبداً من الموجة الأولى. يبدو أن الوباء في البرازيل يتصرف مثل عدّاء ماراثون".
ووصلت مؤخراً شحنات عدة كبيرة من اللقاحات إلى البرازيل، ولا سيما من شركة فايزر، وبالتالي تمكنت بعض المدن من تسريع حملات التطعيم، ولا سيما ريو وساو باولو، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد.
ووعد الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو، بتحصين جميع السكان بحلول نهاية العام، وهو هدف يصعب تحقيقه وفقاً للمتخصصين.
وكتب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس اليساري السابق (2003-2010) والمرشح المحتمل خلال الانتخابات المقبلة، على تويتر: "500 ألف متوفى بمرض يوجد له لقاح، في بلد كان مرجعاً عالمياً لناحية التطعيم. هذا له اسم، وهو إبادة جماعية. تضامني مع الشعب البرازيلي".
وشهدت البرازيل موجة ثانية شديدة من الجائحة في بداية العام أسفرت عن أكثر من4 آلاف وفاة يومياً. وتخشى البلاد أن تضربها موجة ثالثة مع ذروة جديدة حققها عدد الاصابات.
وأورد آخِر تقرير أسبوعي لمؤسسة "فيوكروز" المرجعية على صعيد الابحاث الطبية أن البرازيل تشهد وضعاً "حرجاً" مع "سقف مرتفع (من الوفيات) واحتمال تدهور الوضع خلال الأسابيع المقبلة مع حلول الشتاء" في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
ويبدي الخبراء قلقهم لبطء حملة التلقيح والتفشي السريع لنسخ متحورة وانعدام التدابير الوقائية من جانب الرئيس جاير بولسونارو الذي لا يزال يعارض عمليات الإغلاق ووضع الكمامة.
لكن وزير الصحة قال في تغريدته السبت إنه يعمل "من دون هوادة لتلقيح جميع البرازيليين في أسرع وقت وتغيير هذا السيناريو الذي نعانيه منذ أكثر من عام".
وأفادت المعطيات الرسمية بأن 29% من السكان تلقوا جرعة واحدة من اللقاح فيما لم تتجاوز نسبة الذين تلقحوا تماماً 11.3%.
اقرأ أيضاً: