لجنة أميركية تراجع حالات التهاب في القلب لمتلقي لقاحَي فايزر وموديرنا

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة توضيحية تتضمن قوارير طبية يظهر عليها ملصق لقاحَي فايزر-بيونتك وموديرنا - REUTERS
صورة توضيحية تتضمن قوارير طبية يظهر عليها ملصق لقاحَي فايزر-بيونتك وموديرنا - REUTERS
دبي- وكالات

تتحرك الأوساط الطبية المختصة في الولايات المتحدة، الأربعاء، لتقييم احتمال وجود علاقة بين 300 حالة مؤكدة لالتهاب عضلة القلب ولقاحات الوقاية من فيروس كورونا التي أنتجتها فايزر-بيونتيك وموديرنا.

وأشارت وكالة "فرانس برس" للأنباء إلى طلب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي. دي. سي) من مستشارين مستقلين الاجتماع وتقييم الحالات، فيما كانت تلك المراكز تحقق منذ عدة أشهر في حالات التهاب في القلب حدثت بالأساس لشباب ذكور.

واعتبرت وكالتا "رويترز" و"الفرنسية" أن هذا التحرك جاء بعدما استنتجت وزارة الصحة الإسرائيلية "صلة محتملة" بين مثل تلك الحالات ولقاح فايزر.

ونقلت وكالات الأنباء عن إفادة أمام البيت الأبيض قبل أسبوع لمديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روشيل ولنسكي، أن اجتماع اللجنة سيقدم تفاصيل عن أكثر من 300 حالة مؤكدة لالتهاب عضلة القلب والتهاب الغلاف المحيط بالقلب من بين أكثر من 20 مليون مراهق وبالغ تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة.

وقالت المراكز الأميركية هذا الشهر إنها ما زالت تقيم المخاطر الناجمة عن تلك الحالة، ولم تؤكد وجود علاقة سببية بين لقاحي فايزر ومودرنا ومشكلات القلب. لكنها قالت إن عدداً أعلى من المتوقع من الشباب عانوا من التهاب في القلب بعد الجرعة الثانية من لقاحات كوفيد-19 مشيرة إلى أن أكثر من نصف الحالات كانت لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و24 عاماً.

كما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن الخبراء المستقلين يجتمعون بطلب من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي هيئة الصحة العامة الفيدرالية الرئيسية في البلاد، لمراجعة حالات التهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب المسجلة لدى صغار العمر.

في حين أكدت روشيل والينسكي، مديرة الهيئة الصحية الأميركية، قبل أسبوع، أن "هذه الحالات نادرة، وغالبيتها العظمى عولجت بفضل خلود المرضى للراحة وتلقيهم العناية الصحية". وكان من المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية للتطعيم التي تضم الخبراء، الجمعة، لكن الاجتماع تأجل.

غالبيتهم ذكور

وطبقاً لوكالة الأنباء الفرنسية فإنه قد أبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل، حيث كان التطعيم أسرع منه في سائر البلدان. كما أشارت وزارة الصحة الإسرائيلية في نهاية مايو إلى "صلة محتملة" بين لقاح فايزر وحالات التهاب لعضلة القلب أصيب بها شباب، لكن الوزارة الإسرائيلية قالت إن 95% منها كانت حميدة. كذلك سُجل عدد قليل من هذه الحالات في فرنسا.

في الولايات المتحدة، وخلال اجتماع لجنة وكالة الأدوية قبل أسبوعين، تم تحليل المعلومات من نظام عام يسمح لأي شخص بالإبلاغ عن أعراض خطرة بعد التطعيم. 

ووفقاً لهذه البيانات غير المؤكدة، سُجلت نحو 530 حالة من حالات التهاب عضلة القلب أو التهاب غشاء القلب بعد تلقي جرعة ثانية من لقاح فايزر أو لقاح موديرنا. وتراوحت أعمار أكثر من نصف المصابين بين 12 و24 عاماً ومعظمهم ذكور. وكان الألم في الصدر أكثر الأعراض التي تم الإبلاغ عنها شيوعاً.

ميزان الفوائد والمخاطر

وقال لوري روبين مدير قسم الأمراض المعدية للأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال في نيويورك لوكالة فرانس برس: "أنا قلق، لكنني أود أن أشير إلى أنه لم يتم بعد تحديد صلة سببية" بين اللقاح والأعراض المسجلة. وأضاف "في مستشفانا رأينا حالات لأطفال يافعين يعانون من ألم في الصدر بعد يوم أو يومين من تناول جرعتهم الثانية من اللقاح المعد بالاستناد إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال". 

لكن هذه الحالات كانت "خفيفة نسبياً" وعولج معظمها بالأدوية المضادة للالتهابات، وفق الطبيب الذي قال إنه حتى وإن ثبت وجود صلة بين التطعيم والتهاب عضلة القلب، فإن فوائد هذه اللقاحات تظل أكبر من مخاطرها. 

فعلى الرغم من أن الأطفال والشباب أقل عرضة للإصابة بأعراض كوفيد-19 الحادة، توفي جراء المرض أكثر من 2600 شخص دون 29 عاماً في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات السلطات الصحية.

آثار طويلة المدى

وقالت رئيسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لي سافيو بيرز لـ"فرانس برس" إن بعض الأطفال أصيبوا "بالمرض الشديد" جراء كوفيد ويعانون من "آثار طويلة المدى" بسببه. وأضافت: "يمكن أن يصاب المريض أيضاً بمشكلات خطرة في القلب جراء الإصابة بكوفيد".

وأضافت أنها ما تزال تنصح "بوضوح بإعطاء اللقاح لليافعين"، ولا تتوقع إحداث تغيير في التوصيات الخاصة باستخدام اللقاحات. 

وكانت السلطات الصحية في الولايات المتحدة، صرحت باستخدام لقاح فايزر ابتداء من 12 عاماً، ولقاح موديرنا من 18 عاماً في الوقت الحالي.