
تشير دراسة جديدة، نُشرت في دورية "نيورولجي" (Neurology)، التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، إلى وجود صلة محتملة بين التقدم في العمر البيولوجي، وزيادة خطر الإصابة بخرف الشيخوخة.
وتقول الدراسة إن العمر البيولوجي، الذي يُحسَب بناءً على مؤشرات حيوية مثل وظائف الرئة، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، قد يكون مؤشراً أفضل للتنبؤ بخطر الخرف، مقارنة بالعمر الزمني وحده.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يُظهرون عمراً بيولوجياً أكبر من عمرهم الفعلي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 30%، مقارنة بأولئك الذين يتطابق عمرهم البيولوجي مع عمرهم الزمني، أو يكون أقل منه.
وشملت الدراسة، التي استمرت 14 عاماً، ما يقرب من 280,918 مشاركاً من المملكة المتحدة، حيث تم تتبع حالتهم الصحية باستخدام طرق متقدمة لقياس العمر البيولوجي، تعتمد على تحاليل الدم، ووظائف الأعضاء المختلفة.
خرف الشيخوخة
وأوضح الباحثون أن التقدم في العمر البيولوجي يرتبط بتغيرات في بنية الدماغ، مثل انخفاض حجم المادة الرمادية، والتي تعد من السمات المميزة للخرف.
ومع ذلك، فإن هذه التغيرات الدماغية لا تفسر تماماً العلاقة بين العمر البيولوجي المتقدم وخرف الشيخوخة، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى قد تلعب دوراً في هذه العملية.
رغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين العمر البيولوجي المتقدم والخرف، إلا أنها تقدم دليلاً قوياً على أن الحفاظ على صحة الجسم، عبر نمط حياة صحي، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
كما أشار الباحثون إلى أن العوامل، مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على العمر البيولوجي، وبالتالي قد تكون وسيلة فعَّالة للوقاية من الخرف.
وللدراسة عدد من القيود، بما في ذلك أن المشاركين كانوا بشكل عام أكثر وعياً بالصحة من عامة السكان، مما قد يؤثر على النتائج التي تفتح الباب أمام مزيد من البحث، لفهمٍ أفضل لكيفية تأثير الشيخوخة البيولوجية على صحة الدماغ، ويمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات وقائية أكثر فاعلية في المستقبل.