أكد بحثان جديدان، نشرت نتائجهما دورية جمعية القلب الأميركية، الثلاثاء، إمكانية استخدام قلوب المتبرعين المتوفين جراء جرعات المخدرات الزائدة، أو مدمني المواد المخدرة غير الشرعية في عمليات زراعة القلب.
وقالت الدراسة، إن معدلات البقاء على قيد الحياة لهؤلاء الذين تلقوا تلك القلوب لا تتأثر على الإطلاق، وهو نتيجة من شأنها أن تُزيد من توافر القلوب بسبب ارتفاع معدل وفيات الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة.
وأثناء عملية زراعة القلب، يتم استبدال قلب المريض المصاب بآخر سليم من متبرع متوفى حديثاً. ومن الأسباب الأكثر شيوعاً لزراعة القلب هي عدم عمل أحد بطيني القلب أو كليهما بشكل صحيح أو وجود قصور حاد في القلب.
في عام 2019، سجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من عمليات زراعة القلب، إذ تم إجراء 3552 عملية زرع. واعتباراً من 11 مارس 2020، كان هناك 3661 شخصاً على قائمة الانتظار لإجراء عملية زرع قلب، و52 شخصاً على قائمة الانتظار لإجراء عملية زراعة القلب والرئة، وفقاً للتحديث الإحصائي لأمراض القلب والسكتة الدماغية لعام 2021 الصادر عن جمعية القلب الأميركية.
ووجدت البيانات التي استندت إليها الدراسة أنه "لا يوجد جانب سلبي" لزرع القلوب من الأشخاص الذين استخدموا عقاقير غير مشروعة.
تشجيع على الزراعة
هوارد آيزن، رئيس لجنة فشل القلب وزرع القلب التابعة في الجمعية، والذي لم يشارك في الدراستين، قال إن البحث يؤكد أن القلوب التي كانت تعتبر ذات يوم عالية المخاطر، آمنة.
وأضاف: "يجب أن تشجع هذه النتائج المؤسسات التي لا تستخدم قلوب متعاطي المخدرات بشكل روتيني على القيام بذلك. فهو أمر من شأنه التقليل من وقت الانتظار وعدد الوفيات بين الأشخاص المدرجين في قائمة انتظار زراعة القلب".
وبشكل مأساوي، أدى "وباء" تعاطي المواد الأفيونية إلى زيادة التبرعات المحتملة للقلب، ومع ذلك، فإن العديد من هذه القلوب لا تُستخدم، بسبب القلق من أن تعاطي المتبرعين للأدوية غير المشروعة قد يقلل من فرص البقاء على قيد الحياة بين متلقي زراعة القلب.
وفي أكبر دراسة حتى الآن لفحص تعاطي المخدرات غير المشروعة للمتبرعين بزراعة القلب، والتحليل الوحيد لفحص بيانات السموم للمتبرعين التي تم الحصول عليها عند دخول المستشفى، استعرض الباحثون المعلومات على الصعيد الوطني من قاعدة بيانات الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء (UNOS).
وفي التحليل، كان متوسط عمر المتبرعين بالقلب 32، وكان متوسط عمر متلقي زراعة القلب 53 عاماً.
وباستخدام المعلومات من اختبارات البول في المستشفى قبل وفاة المتبرعين، حدد الباحثون نوع وعدد الأدوية غير المشروعة التي استخدمها المتبرعون، بما في ذلك المواد الأفيونية، والكوكايين، والميثامفيتامين، والكحول، والماريجوانا، والباربيتورات، والأمفيتامينات، وغيرها.
ووجد الباحثون أن النسبة المئوية للمتلقين الذين نجوا، كانت قابلة للمقارنة بين المتلقين الذين تلقوا قلباً من متبرع استخدم عقاقير غير مشروعة، وأولئك الذين تلقوا قلوباً من هؤلاء الذين لا يتعاطون المخدرات.
على سبيل المثال، كانت النسبة المئوية للمرضى الذين نجوا من زراعة القلب، والذين استخدم متبرعوهم المواد الأفيونية، والذين لم يتبرعوا بها نحو 90٪ بعد عام واحد، ونحو 77% في خمس سنوات ونحو 60% في 10 سنوات؛ وهي النسبة ذاتها التي نجت بعد أن تلقى المرضى قلوباً من مرضى لم يتعاطوا مواد مخدرة.
وكانت النتائج قابلة للمقارنة مع أنواع أخرى من العقاقير غير المشروعة، حتى بين المتبرعين بالقلب الذين ثبت تعاطيهم العقاقير غير المشروعة المتعددة.
وكان الباحثون يعتقدون أن قلوب متعاطي المخدرات غير المشروعة، بخاصة الكوكايين أو الميثامفيتامين والتي يمكن أن تؤدي إلى أزمات قلبية، لا تصلح للزراعة.
إلا أن الباحثين يقولون "ببساطة كنا مخطئين إذ يجب ألا نرفض قلباً من متبرع لمجرد أنه استخدم واحداً أو أكثر من العقاقير غير المشروعة".