دراسة: المشي بسرعة يحمي مرضى الضغط المرتفع من أمراض القلب والسكتة الدماغية

time reading iconدقائق القراءة - 6
المشي بسرعة بشكل يومي يقي من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، صورة تعبيرية - REUTERS
المشي بسرعة بشكل يومي يقي من الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، صورة تعبيرية - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

أفادت دراسة حديثة بأن المشي لمسافات أطول وبسرعة، يومياً، يحمي المصابين بارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وفشل القلب، حتى لو لم يحققوا الهدف اليومي الموصى به والبالغ 10 آلاف خطوة.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في دورية الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، أن المشي بوتيرة أسرع يضاعف من الفائدة الوقائية، ما يعزز أهمية النشاط البدني المعتدل كوسيلة بسيطة وفعالة لتحسين صحة القلب.

واستهدفت الدراسة فحص العلاقة بين عدد الخطوات اليومية وشدة المشي ومخاطر الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية، مثل الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وقصور القلب، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

وفحصت الدراسة بيانات أكثر من 36 ألف شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وارتدى المشاركون أجهزة قياس تسارع على المعصم لمدة 7 أيام متتالية وجرى تحليل العلاقة بين عدد الخطوات اليومية ومتوسط أعلى 30 دقيقة من سرعة المشي كأحد مقاييس شدة المشي ومخاطر الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية.

وأظهرت الدراسة وجود علاقة عكسية غير خطية بين عدد الخطوات اليومية وخطر الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية.

وبحسب النتائج فإن كل زيادة بمقدار 1000 خطوة يومياً -مقارنة بـ2300 خطوة- ترتبط بانخفاض بنسبة 17% في خطر الإصابة بأحداث قلبية وعائية خطيرة، مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وذلك حتى 10 آلاف خطوة وما بعدها، فقد استمر الانخفاض خصوصاً في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وطوال فترة متابعة امتدت لنحو 8 سنوات، رصد الباحثون 1935 حالة إصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وخلصت النتائج إلى أن كل زيادة بمقدار 1000 خطوة يومياً ترتبط بانخفاض بنسبة 22% في خطر فشل القلب، و9% في خطر النوبة القلبية، و24% في خطر السكتة الدماغية. وعلى مستوى الأثر العام، سُجّل انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل 31.5 حالة أقل لكل 10 آلاف شخص سنوياً.

وتعود الفوائد الصحية المتعددة للمشي إلى كونه نشاطاً بدنياً بسيطاً لكنه يحفز الجسم بطرق متكاملة، إذ ينشط القلب والأوعية الدموية، ما يُحسن تدفق الدم ويُقلل من ضغطه، وهو ما يُفسر دوره في الوقاية من أمراض القلب والجلطات.

كما أن المشي يحرك العضلات ويحسّن حساسية الجسم للأنسولين، فيخفض مستويات السكر في الدم ويقي من السكري، كما يحفز هذا النشاط أيضاً إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر والاكتئاب.

وبمرور الوقت، يقوّي المشي العظام والعضلات ويحافظ على التوازن والمرونة، خاصة عند كبار السن، فالمشي يحرك الجسم كله دون أن يجهده، وتأثيره الإيجابي يتراكم بشكل يومي وفعّال.

فوائد المشي السريع

ولم تكتف الدراسة بعدد الخطوات، بل اهتمت أيضاً بسرعة المشي، إذ وجد الباحثون أن من كانوا يمشون بمعدل 80 خطوة في الدقيقة لمدة 30 دقيقة يومياً، انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%.

ومن المثير للاهتمام أن الوتيرة الأسرع - حتى 130 خطوة في الدقيقة أو أكثر - لم تُسجّل معها أي آثار سلبية، ما يعزز قيمة المشي السريع كأداة فعالة للوقاية.

ولم تقتصر الدراسة على مرضى ارتفاع ضغط الدم، بل شملت أكثر من 37 ألف شخص لا يعانون من هذه الحالة.

وكانت النتائج متقاربة بشكل لافت، فكل 1000 خطوة إضافية ارتبطت بانخفاض بنسبة 20.2% في خطر أمراض القلب، و17.9% في خطر النوبة القلبية، و24.6% في السكتات الدماغية؛ ما يعني أن الفوائد لا تقتصر على فئة بعينها.

نصائح للمشي المفيد للجسم

طريقة المشي الصحيحة:
تحويل المشي العادي إلى مشي صحي يتطلب الوقوف بوضعية مناسبة وأداء حركات معينة ذات معنى، هي:

  • رفع الرأس والنظر إلى الأمام وليس إلى الأرض.
  • استرخاء الرقبة والأكتاف والظهر وعدم جعلها منحنية إلى الأمام.
  • تحريك الذراعين بحرية مع انحناء بسيط بالمرفقين، مع العلم بأن حركة الذراعين تأتي من الكتف وليس من المرفق.
  • شد عضلات البطن، والحرص على استقامة الظهر بشكل مناسب.
  • مراعاة مرونة حركة الركبة وعدم تحريك الساق والفخذ معاً.
  • المشي بسلاسة، مع جعل كعب القدم يلامس الأرض أولاً ثم الأصابع.

المصدر: وزارة الصحة السعودية

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، إيمانويل ستاماتاكيس، الباحث في جامعة سيدني في أستراليا: "نحن من أوائل من أثبتوا العلاقة بين عدد الخطوات اليومية وخطر الإصابة بأمراض القلب، والأهم أن أي عدد خطوات من المشي حتى دون الوصول إلى 10 آلاف خطوة تفيد القلب".

وأضاف ستاماتاكيس أن هذه النتائج تمنح المرضى أهدافاً عملية يمكن تتبعها بسهولة، داعياً إلى اعتبار النشاط البدني جزءاً من العلاج الروتيني لمرضى الضغط.

وأثبتت دراسات طبية أن المشي من أكثر الأنشطة الحركية فائدة للصحة العامة، إذ يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية. كما يساعد على تحسين مستويات السكر في الدم، ويُعزز حساسية الجسم للأنسولين، ما يجعله وسيلة فعالة للوقاية من السكري من النوع الثاني.

ويسهم المشي المنتظم في تقوية العظام والعضلات، والحد من تدهور القدرات المعرفية المرتبط بالتقدم في السن، ويحسن الحالة المزاجية ويخفف من أعراض الاكتئاب والقلق؛ كما أن فوائده تبدأ في الظهور حتى مع خطوات بسيطة، ولا تتطلب تجهيزات خاصة، ما يجعله أسهل الطرق المتاحة لتحسين الصحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك