التمارين الرياضية تُقلل من خطر الإصابة بالقلق بنسبة 60%

time reading iconدقائق القراءة - 4
نمط الحياة الأكثر نشاطاً يقلل من خطر الإصابة باضطرابات القلق - Getty
نمط الحياة الأكثر نشاطاً يقلل من خطر الإصابة باضطرابات القلق - Getty
القاهرة-محمد منصور

عند البحث على الإنترنت عن طرق لتحسين الصحة النفسية تظهر النتائج عدداً لا يحصى من المعلومات المختلفة، ومع ذلك، فإن أحد الاقتراحات الأكثر شيوعاً التي تم طرحها كخطوة لتحقيق العافية ومنع المشكلات المستقبلية، هو أداء بعض التمارين البدنية، سواء كانت المشي أو ممارسة رياضة جماعية.

تُصيب اضطرابات القلق التي تظهر عادةً في وقت مبكر من حياة الشخص، ما يقرب من 10% من سكان العالم، وقد وُجد أنها أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال.

وبينما يتم طرح الرياضة كاستراتيجية واعدة لعلاج القلق، لا يُعرف الكثير عن تأثير شدة التمارين أو مستوى اللياقة البدنية على مخاطر الإصابة باضطرابات القلق.

وللمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال، أفادت دراسة نشرها باحثون في السويد بأن الذين شاركوا في أكبر سباق للتزلج الريفي على الثلج لمسافات طويلة في العالم، بين عامي 1989 و2010، كانت لديهم "مخاطر أقل بكثير" من الذين لم يشاركوا.

أكبر الدراسات الوبائية

تستند الدراسة إلى بيانات من حوالي 400 ألف شخص في واحدة من أكبر الدراسات الوبائية على مستوى السكان على الإطلاق من الجنسين.

ووجد الباحثون أن المجموعة التي لديها نمط حياة أكثر نشاطاً من الناحية البدنية، لديها خطر أقل بنسبة 60% تقريباً للإصابة باضطرابات القلق على مدى فترة متابعة تصل إلى 21 عاماً، إذ لوحظ الارتباط بين نمط الحياة النشط بدنياً وانخفاض خطر الإصابة القلق لدى كل من الرجال والنساء.

ووجدت الدراسة أيضاً اختلافاً ملحوظاً في مستوى أداء التمرين وخطر الإصابة بالقلق بين المتزلجين الذكور والإناث.

في حين أن الأداء البدني للمتزلج الذكر لا يبدو أنه يؤثر على خطر الإصابة بالقلق، فإن المجموعة الأعلى أداءً من المتزلجات الإناث كانت معرضة لخطر مضاعف تقريباً للإصابة باضطرابات القلق مقارنة بالمجموعة التي كانت نشطة بدنياً بمستوى أداء أقل.

وقال الباحثون إن الخطر الإجمالي للإصابة بالقلق بين النساء ذوات الأداء العالي لا يزال أقل مقارنة بالنساء غير النشطات بدنياً في عموم السكان.

منطقة مجهولة

وتغطي النتائج منطقة مجهولة نسبياً للبحث العلمي، وفقاً للباحثين، إذ ركزت معظم الدراسات السابقة على الاكتئاب أو المرض العقلي بدلاً من تشخيص اضطرابات القلق على وجه التحديد. 

علاوة على ذلك تضمنت بعض أكبر الدراسات التي بحثت هذا الموضوع التأثير على الرجال فحسب، وكانت أصغر بكثير في حجم العينة في الدراسة الحالية، كما كانت لديها إما بيانات متابعة محدودة أو معدومة لتتبع الآثار طويلة المدى للنشاط البدني على الصحة العقلية.

وأكد الاكتشاف المفاجئ للارتباط بين الأداء البدني وخطر الإصابة باضطرابات القلق لدى النساء على الأهمية العلمية لهذه النتائج لمتابعة البحث.

ومن المحتمل أن تتأثر سلوكيات التمرين وأعراض القلق بالوراثة والعوامل النفسية وسمات الشخصية، وهي عوامل مربكة لم يكن من الممكن التحقيق فيها في الدراسة، وبالتالي، فهناك حاجة لدراسات تبحث في العوامل الدافعة وراء هذه الاختلافات بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بسلوكيات التمارين الرياضية الشديدة وكيف تؤثر على تطور القلق.

اقرأ أيضاً: