طرح الملياردير الأميركي، بيل غيتس، خطة طموحة لتجنب "الجائحة المقبلة"، مطالباً بنظام إنذار عالمي، واختبارات مكثفة، وهيئة تضم 3 آلاف "مستجيب أول" جاهزين للانطلاق إلى العمل، وعشرات المليارات من الدولارات من النفقات السنوية، مؤكداً أنه بوغت بحجم نظريات المؤامرة "الجنونية" و"الخبيثة" عن علاقته بفيروس كورونا.
وحسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ"، كتب غيتس في رسالة سنوية، الأربعاء "لتجنب المصاعب التي أحدثها فيروس كورونا مجدداً، "لا بد أن نأخذ التأهب لمواجهة الأوبئة على محمل الجد، مثلما نتعامل مع خطر الحرب".
وأضاف الرئيس التنفيذي السابق لـ"مايكروسوفت"، أن "العالم لم يكن مستعداً لوباء كوفيد-19، أعتقد أن المرة المقبلة ستكون مختلفة".
ووضع بيل وميليندا غيتس، اللذان يشرفان على "مؤسسة غيتس" ومقرها سياتل، أنظارهما على الأزمة المقبلة، حيث يكافح العالم لإبطاء انتشار الفيروس القاتل الذي أصاب أكثر من 100 مليون شخص.
وبحلول الوقت الذي يصل فيه الوباء التالي، أعرب غيتس عن أمله في رؤية "منصات تشخيص ضخمة، يمكن أن تجري اختبارات لما يصل إلى 20% من سكان العالم أسبوعياً".
وقال إن "التكلفة الإجمالية للدفاع عن العالم تبدو ضخمة، رغم أنها ليست كذلك مقارنة بالتكلفة المقدرة لكوفيد-19 البالغة 28 تريليون دولار"، مضيفاً: "العالم بحاجة إلى إنفاق مليارات لتوفير تريليونات".
واعتبر أن نجاح لقاحات الحمض النووي في مكافحة كورونا يجب أن يمهد الطريق لتحقيق تقدم هائل على مدى السنوات الخمس المقبلة، في تطوير جرعات جديدة.
"جنونية وخبيثة"
في سياق مرتبط، قال بيل غيتس الذي تحول إلى العمل الخيري، إنه بوغت بحجم نظريات المؤامرة "الجنونية" و"الخبيثة" التي انتشرت عنه على مواقع التواصل الاجتماعي خلال جائحة كورونا، فيما يود استكشاف ما وراءها.
وأضاف غيتس في مقابلة مع "رويترز"، أن ملايين المرات التي ترددت فيها على الإنترنت "نظريات المؤامرة الجنونية" عنه وعن أنتوني فاوتشي أكبر خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة، رسخت لدى المستخدم لأسباب منها اقتران الجائحة الفيروسية المخيفة بتنامي دور مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: "لم يكن أحد ليتنبأ بأنني أنا والدكتور فاوتشي سنبرز على هذا النحو في هذه النظريات الخبيثة حقاً. أنا في غاية الدهشة لذلك. وأرجو أن تختفي".
خصص غيتس ما لا يقل عن 1.75 مليار دولار من خلال "مؤسسة بيل وميليندا غيتس" الخيرية للجهود العالمية لمكافحة كورونا. ويشمل هذا المبلغ دعماً لبعض الشركات المصنعة للقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات المحتملة.
ومنذ بدأت الجائحة قبل عام انتشرت على الإنترنت ملايين نظريات المؤامرة، وغذت انتشار المعلومات الخاطئة عن فيروس كورونا وأصوله ودوافع العاملين في مكافحته.
ومن هذه المزاعم أن الدكتور فاوتشي وغيتس "اختلقا الجائحة لمحاولة السيطرة على الناس"، وإنهما يريدان "التربح من انتشار الفيروس"، ويريدان استخدام اللقاحات في "زرع رقائق إلكترونية يمكن تتبعها في أجساد الناس".
متحمس لبايدن
غيتس أشاد بفاوتشي، وفرانسيس كولينز رئيس المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، ووصفهما بأنهما شخصان "بارعان" و"رائعان"، وقال إنه يتطلع إلى تمكنهما من العمل بكل كفاءة، والنطق بالحق في عهد إدارة الرئيس جو بايدن الجديدة.
وأضاف: "كان يبدو في بعض الأحيان أنهما العاقلان الوحيدان في الحكومة الأميركية" في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب".
وأعرب غيتس عن سعادته، لأن الولايات المتحدة عادت في عهد بايدن لمنظمة الصحة العالمية، وأن الرئيس "عين شخصيات بارعة، ولأن الدكتور فاوتشي لن يواجه القمع".
إصابات كورونا تتخطى 100 مليون
وتجاوزت أعداد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، 100 مليون شخص، حسبما أظهرت إحصائيات جامعة "جونز هوبكنز"، الثلاثاء، وذلك على الرغم من بدء العديد من الدول حملات التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس، واستمرار إجراءات الإغلاق وتدابير الحد من تفشي الوباء.
وبلغت أعداد الوفيات عالمياً جراء الإصابة بفيروس كورونا، أكثر من مليونين و151 ألف حالة وفاة.
وتسجل الولايات المتحدة وحدها ربع أعداد الإصابات العالمية بالفيروس مع تجاوزها عتبة 25 مليوناً و385 ألف إصابة، لتبقى في صدارة الدول الأكثر تضرراً، تليها الهند ثم البرازيل.
وتأتي روسيا في المركز الرابع، تليها المملكة المتحدة ثم فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وتحل تركيا في المركز التاسع عالمياً، تليها ألمانيا، أما في المنطقة العربية فيتصدر العراق لائحة الدول الأكثر تضرراً، يليه المغرب.