يُعدّ تدخين سجائر التبغ التقليدية أحد عوامل الإصابة بهشاشة العظام والكسور الناجمة عنها، وأشارت دراسة جديدة إلى أن السجائر الإلكترونية أيضاً تؤثر في صحة العظام وتُسبب الهشاشة.
الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية "Elsevier"، أجريت على أكثر من 5500 من مستخدمي السجائر الإلكترونية البالغين من جميع الفئات العمرية، ووجد الباحثون أن استخدامها مرتبط بانتشار أعلى لكسور الهشاشة.
وأشارت النتائج التي توصل إليها الباحثون، إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية، قد يكون ضاراً بصحة العظام حتى عند الشباب.
واكتسب استخدام السجائر الإلكترونية شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة، بسبب تصميمها الجذاب ونظام توصيل البخار. ومنذ طرحها قبل أكثر من عقد من الزمان، تم تسويق السجائر الإلكترونية كبديل صحي ومساعد في الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية.
وتحتوي السجائر الإلكترونية على مزيج من مادة البروبيلين جليكول والجلسرين النباتي، إلى جانب مستويات مختلفة من النيكوتين والمواد المضافة، ما يولد بخاراً منكّهاً.
وفي حين أن تدخين السجائر التقليدية هو عامل خطر ثابت لهشاشة العظام وكسر هشاشة العظام، فإن العلاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية وصحة العظام، وخاصة كسور الهشاشة، لم تتم دراستها مسبقاً.
هشاشة العظام
بدأت الدراسة قبل أكثر من أربع سنوات؛ حين استقبل الطبيب في مركز جامعة بيتسبرج الطبي بالولايات المتحدة دايو أجونز، مريضة شابة تعاني من كسور في عظمة الفخذ، كانت مُدخنة، واستخدمت السجائر الإلكترونية لعامين كاملين وسيلة مُساعدة للإقلاع عن التدخين.
وقرر أجونز أن يدرس العلاقة بين السجائر الإلكترونية وهشاشة العظام، والكسور الناجمة عنها.
وأجرى المحققون تحليلاً مقطعياً باستخدام بيانات عامي 2017 و 2018 من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، وباستخدام عينة من أكثر من 5500 من الرجال والنساء البالغين الأميركيين، درسوا العلاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية وكسور الهشاشة.
كان في العينة 4519 شخص (81.2٪) لم يستخدموا السجائر الإلكترونية مطلقاً، و1050 (18.8٪) من مستخدمي السجائر الإلكترونية، و 444 (8.0٪) لديهم كسور هشاشة تم الإبلاغ عنها ذاتياً.
أظهرت النتائج انتشار كسور الهشاشة بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، مقارنة بغير المستخدمين.
ووجد الباحثون أيضاً أن الأفراد الذين استخدموا السجائر التقليدية والسجائر الإلكترونية، كان لديهم معدل انتشار أعلى لكسور الهشاشة، مقارنةً بالمدخنين التقليديين وحدهم.
"كسور الهشاشة"
ويُعد انتشار استخدام السجائر الإلكترونية هو الأعلى في الفئة العمرية بين 18 و25 عاماً في الولايات المتحدة. لذلك، تشير هذه الدراسة إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الشباب قد يزيد لديهم خطر إصابتهم بكسور هشاشة العظام بمرور الوقت.
ويوصي المحققون بأن على مقدمي الرعاية الصحية النظر في السجائر الإلكترونية كعامل خطر محتمل لكسر الهشاشة، وتضمين مخاطر الكسر في النتائج السلبية المحتملة للسجائر الإلكترونية.
وكسور الهشاشة هي كسر تم الإبلاغ عنه ذاتياً، وحدث في عظام الورك أو العمود الفقري أو الرسغ بسبب صدمة ضعيفة؛ كالسقوط من ارتفاع الوقوف أو أقل.
وتملأ الدراسة الجديدة فجوة معرفية مهمة، نظراً لتزايد شعبية استخدام السجائر الإلكترونية، والعبء الاقتصادي الكبير والمرض والوفيات المعروفة المرتبطة بكسور هشاشة العظام.
كما توفر النتائج التي توصل إليها الباحثون، بيانات لإبلاغ الباحثين وصانعي سياسات الرعاية الصحية ومنظمي التبغ، بشأن الارتباط المحتمل لاستخدام السجائر الإلكترونية مع انخفاض صحة العظام.
وأفادت دراسات المراقبة السابقة بوجود ارتباط بين السجائر الإلكترونية وأمراض مختلفة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض القلب التاجي والاكتئاب.