ذكرت دراسة علمية نشرتها جمعية مرضى آلزهايمر الأميركية، الجمعة، أن حفاظ كبار السن على مستويات نشاط بدني جيدة، يحميهم من الإصابة بمرض خرف الشيخوخة.
وعثر الباحثون على مستويات عالية من البروتينات التي تُعزز الروابط بين الخلايا العصبية، وتحافظ على عملية الإدراك في أدمغة كبار السن الرياضيين؛ مقارنة بمستويات عالية من البروتينات المُسببة للأمراض التنكسية، كآلزهايمر والخرف، في أدمغة هؤلاء الذين لا يُمارسون أي نشاط بدني.
وقالت الدراسة إن هناك "تأثيراً وقائياً" للأنشطة البدنية على صحة الدماغ، إذ أظهرت الدراسة زيادة في مستويات البروتينات المشبكية (وهي البروتينات التي تربط الخلايا العصبية ببعضها البعض) في أدمغة كبار السن الذين يُمارسون الرياضة بانتظام.
وهذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تستخدم بيانات بشرية، لإظهار تأثير ممارسة الرياضة على القدرات المعرفية.
وجميع الدراسات السابقة التي تُظهر الآثار المفيدة للنشاط البدني على الإدراك أجريت على الفئران، ولكن كان من الصعب إظهارها على البشر.
تبادل المعلومات بين الخلايا العصبية
وعمل باحثو "جامعة كولومبيا البريطانية" في كندا، على مجموعة من البيانات من مشروع الذاكرة والشيخوخة في جامعة راش في شيكاغو.
وتتبع هذا المشروع النشاط البدني في أواخر العمر للمشاركين من كبار السن، الذين وافقوا أيضاً على التبرع بأدمغتهم عند وفاتهم.
وبعد أن أجروا عمليات تشريح متقدمة للأدمغة، رصدوا من خلالها البروتينات المنتشرة في الدماغ، قام الباحثون بعمل مُطابقة لتلك البروتينات مع مستويات النشاط البدني المُسجلة في ذلك المشروع، ليجدوا أن كبار السن الذين ظلوا نشيطين، لديهم مستويات أعلى من البروتينات التي تسهل تبادل المعلومات بين الخلايا العصبية.
وتتوافق هذه النتيجة مع الاكتشافات السابقة التي تؤكد أن الأشخاص الذين لديهم المزيد من هذه البروتينات في أدمغتهم، عندما ماتوا كانوا أكثر قدرة على الحفاظ على إدراكهم في وقت متأخر من حياتهم.
وقد يكون الحفاظ على سلامة هذه الروابط بين الخلايا العصبية، أمراً حيوياً لدرء الخرف. إذ إن الروابط تساعد على انتقال المعلومات بسهولة بين أجزاء الدماغ المختلفة بسهولة ويُسر.
وفي أدمغة معظم كبار السن؛ تتراكم مستويات عالية من بروتينات الأميلويد والتاو، وهي بروتينات سامة تعد من السمات المميزة لمرض آلزهايمر.
ويعتقد العديد من العلماء أن الأميلويد يتراكم أولاً، ثم التاو، مما يتسبب في تفكك المشابك العصبية والخلايا العصبية. ويبدو أن ممارسة الرياضة تعمل على عكس ذلك التأثير، إذ تعضد من البروتينات المُعززة للمشابك العصبية.
وتُظهر الدراسة ضرورة ممارسة الرياضة والمحافظة على مستويات النشاط البدني أثناء التقدم في العمر، إذ يقول الباحثون إنها ربما تكون وسيلة لعكس آثار تراكم البروتينات السامة المُسببة لأمراض الشيخوخة العصبية.