
شكك خبراء صحة عالميون في التقارير المتعلقة بوجود متحور جديد محتمل لفيروس كورونا، يبدو أنه اندماج بين متحوري "دلتا" و"أوميكرون"، ويُطلق عليه اسم "دلتاكرون"، ورجحوا أنه ربما يكون نتيجة "خطأ مخبري"، حسب ما ذكرت شبكة "سي إن بي سي نيوز" الأميركية.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه الأسبوع الماضي، أفادت تقارير بأن باحثاً في قبرص اكتشف المتحور الجديد المحتمل.
وذكرت وكالة "بلومبرغ"، السبت، أن ليونديوس كوستريكيس، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة قبرص، أطلق على هذه السلالة اسم "دلتاكرون" بسبب البصمة الجينية التي تشبه "أوميكرون" داخل التسلسل الجيني لمتحور "دلتا".
وقال كوستريكيس وفريقه، إنهم عثروا على 25 من حالة من التحور، لافتاً إلى أنه في ذلك الوقت، من المبكر جداً معرفة ما إذا كان هناك المزيد من حالات المتحور الجديد، أو التأثير المحتمل لها.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن النتائج أرسلت في 7 يناير إلى منصة "جيسايد"، وهي قاعدة بيانات دولية ترصد التغيرات في الفيروس.
"خطأ مخبري"
في تعليق على هذه النتائج، قالت الطبيبة كروتيكا كوبالي، خبيرة كورونا في منظمة الصحة العالمية، في تغريدة على "تويتر"، إنه في هذه الحالة، من المحتمل أن يكون هناك "تلوث مخبري لأجزاء أوميكرون في عينة دلتا".
وفي تغريدة أخرى، أضافت ساخرة: "دعونا لا ندمج أسماء الأمراض المعدية ونترك الأمر للأزواج المشاهير".
متفقاً معها في الرأي، بأن النتائج ربما تكون نتيجة خطأ في المختبر، قال عالم الفيروسات في "إمبريال كوليدج لندن" الطبيب توم بيكوك، على "تويتر"، إن "تسلسلات (البروتين) دلتاكرون القبرصية التي أشارت إليها العديد من وسائل الإعلام الكبيرة، تبدو ملوثة بشكل واضح".
وأضاف في تغريدة أخرى: "عدد قليل منا اطلع على التسلسل وتوصلوا إلى نفس الاستنتاج أنه لا يبدو وكأنه (حمض نووي) مؤتلف حقيقي"، في إشارة إلى إعادة ترتيب محتملة للمادة الجينية.
بدورها قالت، فاطمة توخمافشان، عالمة الوراثة في معهد الأبحاث التابع للمركز الصحي بجامعة "ماكجيل" في مونتريال: "هذا ليس مؤتلفاً"، ولكنه "تلوث مخبري، لأنه بالنظر في تقرير جيسايد الأخير المقدم من قبرص، تشير خصائص الطفرات إلى عدم وجود إجماع على التحور".
من جانبها، نصحت العالمة البارزة، بوجوما كابيسين تيتانجي، خبيرة الأمراض المعدية في جامعة "إيموري" في أتلانتا، باتباع نهج تحذيري، وكتبت في تغريدة: "في ما يتعلق بقصة دلتاكرون، لأنني سُئلت عنها مرات عديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، يرجى التفسير بحذر".
وأضافت: "تشير المعلومات المتاحة حالياً إلى تلوث عينة، وليس إعادة إندماج حقيقي لمتحوري دلتا وأوميكرون".
مع ذلك، أشارت أيضاً إلى أن الخلط المحتمل للمادة الجينية التي تنتمي إلى متحوري "دلتا" و"أوميكرون"، هو احتمال قائم، إذ يستمر كلا المتحورين في الانتشار.
دفاع عن النتائج
في المقابل، دافع العالم الذي أعلن اكتشافه لمتحور "دلتاكرون"عن نتائجه، وقال لوكالة "بلومبرغ"، الأحد، إن النتائج ليست نتيجة "خطأ تقني".
وأضاف كوستريكيس في بيان، أن الحالات التي حددها "تشير إلى ضغط تطوري لسلالة أقدم لاكتساب هذه الطفرات وليس نتيجة لحدث إعادة اندماج واحد".
وأشار إلى أن النتائج تأتي بعد معالجة العينات في إجراءات تسلسل متعددة في أكثر من دولة وأن تسلسلاً واحداً على الأقل من إسرائيل تم إيداعه في قاعدة بيانات عالمية يعرض الخصائص الجينية لـ"دلتاكرون".
والسبت، قال وزير الصحة القبرصي، مايكل هادجيبانتيلا، إن الوزارة على علم بتقارير "دلتاكرون"، وأنه لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الراهن، وفق إعلام محلي.
وأضاف هادجيبانتيلا، أنه من المقرر تقديم المزيد من التفاصيل عن المتحور محل الجدل هذا الأسبوع، معرباً عن فخره بعلماء البلاد لما توصلوا إليه من نتائج.
وأظهرت إحصاءات جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، الثلاثاء، أن أكثر من 310.64 مليون شخص أصيبوا بالفيروس على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى 5 ملايين و497 ألفاً و215 شخصاً، بينما أُعطيت أكثر من 9.46 مليار جرعة لقاح حول العالم.
والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضرراً في ما يتعلق بالوفيات، إذ سجلت 839 ألفاً و500 حالة، تليها البرازيل بـ620 ألفاً و366 وفاة، ثم الهند مع 484 ألفاً و213.
اقرأ أيضاً: