
أعلنت السلطات الأسترالية، الجمعة، رصد حالة عدوى محتملة بمرض "جدري القرود" لمسافر عاد مؤخراً من أوروبا، وسط مؤشرات على انتشار الفيروس في 3 قارات بعد تسجيل عشرات الإصابات المؤكدة أو المشتبه بها في أجزاء من أوروبا وكندا الولايات المتحدة.
وذكرت إدارة الصحة بولاية نيو ساوث ويلز، أن رجلاً في الأربعينيات من عمره مرض بعد عدة أيام من وصوله إلى سيدني، وظهرت عليه أعراض متوافقة سريرياً مع جدري القرود، وهو مرض متوطّن في غرب إفريقيا.
وأضافت إدارة الصحة في بيان، أن الرجل، وأحد المخالطين من أقاربه يخضعون للعزل في المنزل.
وقال كيري تشانت، كبير مسؤولي الصحة بالولاية، في بيان، إن مسؤولي الصحة اتخذوا خطوات لتحديد والتعامل مع أي حالات إصابة محتملة بجدري القرود.
وأضافت: "يمكن أن يصاب الناس بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس. وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة".
وأثار ظهور حالات إصابة بالمرض في بريطانيا والبرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة ودول أخرى القلق لأن المرض الذي ينتشر عبر المخالطة، واكتشف للمرة الأولى في القرود لم يظهر عادة إلا في غرب ووسط إفريقيا ونادراً ما ظهر في أماكن أخرى من العالم.
أول إصابات في كندا وفرنسا
وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية، الخميس، اكتشاف أول حالة يشتبه في إصابتها بالفيروس على الأراضي الفرنسية في منطقة باريس/إيل دو فرانس، وسط مؤشرات على انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم.
وفي اليوم نفسه، أعلنت وكالة الصحة العامة الكندية، تسجيل أوّل حالتَي إصابة بمرض جدري القردة لدى البشر.
وقالت الوكالة في بيان "أُبلِغت مقاطعة كيبيك بالنتيجة الإيجابية لفحص جدري القردة لعيّنتَين تلقّاهما المختبر الوطني للأحياء الدقيقة. هاتان أوّل حالتَين مؤكّدتَين في كندا".
وأشارت السلطات الكندية إلى أنّ حالات أخرى مشتبها بها قيد الدرس في مدينة مونتريال الناطقة بالفرنسية. وتحدّثت الإدارة الإقليمية للصحة العامة في مونتريال عن وجود 17 حالة مشتبه بها.
عشرات الإصابات في أوروبا
وبعد المملكة المتحدة، أعلنت إسبانيا والبرتغال، تسجيل أكثر من 40 إصابة مؤكدة أو يشتبه في أنها بمرض "جدري القرود"، وهو مرض نادر في أوروبا.
تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو، لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن "جدري القرود"، فيما سجلت البلاد 9 حالات من سلالة غرب إفريقيا حتى الآن.
وأعلنت السلطات الصحية المحلية في منطقة مدريد، الخميس، اكتشاف 7 حالات مؤكدة مع الاشتباه في 22 حالة إصابة كلها في منطقة مدريد وسط البلاد.
أما في البرتغال، فهناك "أكثر من 20 إصابة يشتبه في أنها جدري القردة (...) في منطقة لشبونة (غرب) تم تأكيد خمس منها"، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في البلاد.
وقالت السلطات الصحية في لشبونة، إنها قلقة من انتشار المرض لكنها طلبت من المواطنين التحلي بالهدوء مشيرة إلى أن خطر العدوى منخفض.
فيما سجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة، وتشتبه في حالتين أخريين، كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما.
وأشارت "المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها"، أكبر وكالة للصحة العامة في إفريقيا، الخميس، إلى احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19، بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا.
لقاح في بريطانيا
ودفع عدد قليل من الإصابات بمرض جدري القرود في بريطانيا السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية، وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية، إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.
وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
فيروس نادر
وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي، إنها تريد تسليط الضوء، بالتعاون مع بريطانيا، على الإصابات بجدري القردة التي تكتشف في هذا البلد منذ بداية مايو، خصوصاً في مجتمع المثليين.
و"جدري القرود" فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، على الرغم من كونه أخف. ورصد لأول مرة في جمهورية الكونجو الديمقراطية في السبعينيات، قبل إعلان القضاء عليه عام 1980. وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي.
ورغم أن أعراضه أخف كثيراً من أعراض الجدري، إذ يشفى معظم المصابين في غضون بضعة أسابيع، فإنه قد يكون مميتاً في حالات نادرة.
وتشمل الأعراض عادة الحمى والصداع وآلام العضلات، وتضخم الغدد اللمفاوية، والطفح الجلدي الذي يبدأ على اليدين والوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
ويسبب الفيروس طفحاً جلدياً بشكل مميز، إذ تبرز حبوب على الجلد. وعادة ما يكون خفيفاً، لكن هناك سلالتين رئيسيتين له إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10%، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات نحو 1% من حالات الإصابة.
ورُصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط إفريقيا. ونادراً ما انتشر المرض في أماكن أخرى، لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الإفريقية القلق.
اقرأ أيضاً: