وجد تحليل لأكثر من 100 ألف مشارك على مدى فترة متابعة مدتها 30 عاماً أن البالغين الذين يقضون ضعفين إلى 4 أضعاف الوقت الموصى به حالياً من النشاط البدني المعتدل أو القوي في الأسبوع لديهم خطر أقل بكثير للوفيات.
ووفقاً لبحث جديد نشر في المجلة الرئيسية لجمعية القلب الأميركية كان الانخفاض في احتمالات الوفاة المبكرة 21-23 % للأشخاص الذين شاركوا في ضعفين إلى 4 أضعاف الكمية الموصى بها من النشاط البدني القوي و26-31 % للأشخاص الذين شاركوا في ضعفين إلى 4 أضعاف الكمية الموصى بها من النشاط البدني المعتدل كل أسبوع.
ومن المعروف جيداً أن النشاط البدني المنتظم يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة.
وفي 2018 أوصت إرشادات النشاط البدني بأن يشارك البالغون فيما لا يقل عن 150-300 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني المعتدل أو 75-150 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني القوي، أو مزيج مكافئ من كلتا الشدتين.
تأثير تجاوز المستوى المعتدل
ويقول الباحثون في تلك الدراسة إن التأثير المحتمل للنشاط البدني على الصحة كبير، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح إذا ما كان الانخراط في مستويات عالية من النشاط البدني المطول أو القوي أو المعتدل الكثافة فوق المستويات الموصى بها يوفر أي فوائد إضافية أو آثار ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية.
لذا حلل الباحثون بيانات الوفيات والسجلات الطبية لأكثر من 100 ألف بالغ تم جمعها من دراستين كبيرتين.
وأبلغ المشاركون عن نشاطهم البدني من خلال إكمال استبيان تحقق منه الباحثون.
وتضمنت الاستبيانات المتاحة للجمهور والتي يتم تحديثها وتوسيعها كل عامين، أسئلة عن المعلومات الصحية والأمراض التي يشخصها الطبيب والتاريخ الطبي العائلي والعادات الشخصية مثل استهلاك السجائر والكحول وتواتر ممارسة الرياضة.
وتم الإبلاغ عن بيانات التمارين الرياضية كمتوسط الوقت الذي يقضيه الشخص خلال الأسبوع في مختلف الأنشطة البدنية خلال العام الماضي.
وتم تعريف النشاط المعتدل على أنه المشي والتمارين الرياضية منخفضة الكثافة ورفع الأثقال. فيما شمل النشاط القوي الركض والسباحة وركوب الدراجات.
حماية طويلة الأمد
ووجد التحليل أن البالغين الذين أدوا ضعف النطاق الموصى به حالياً من النشاط البدني المعتدل أو القوي كل أسبوع لديهم أدنى خطر للوفيات على المدى الطويل.
وكان لدى المشاركين الذين استوفوا المبادئ التوجيهية للنشاط البدني القوي خطر أقل بنسبة 31%من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية وانخفاض خطر الوفاة غير الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية بنسبة 15%، ما أدى إلى انخفاض خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 19% بشكل عام.
وكان لدى المشاركين الذين استوفوا المبادئ التوجيهية للنشاط البدني المعتدل خطراً أقل بنسبة 22-25% للوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية، وانخفاض خطر الوفاة غير الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية بنسبة 19-20%، ما يقلل بشكل عام من خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 20-21%.
وكان لدى المشاركين الذين أدوا مرتين إلى 4 مرات أعلى من الكمية الموصى بها من النشاط البدني القوي على المدى الطويل (150-300 دقيقة أسبوعياً) خطر أقل بنسبة 27-33%من وفيات الأمراض القلبية الوعائية و19%من الوفيات غير المرتبطة بأمراض القلب بنسبة متوسطة بلغت 21-23%.
وكان لدى المشاركين الذين أدوا مرتين إلى 4 مرات أعلى من الكمية الموصى بها من النشاط البدني المعتدل (300-600 دقيقة أسبوعياً) خطر أقل بنسبة 28-38% من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية و25-27% من الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية، لخطر أقل بنسبة 26-31% بشكل عام للوفيات من جميع الأسباب.
مخاطر تمارين التحمل
بالإضافة إلى ذلك، لم يتم العثور على أي آثار صحية قلبية وعائية ضارة بين البالغين الذين أبلغوا عن الانخراط في أكثر من 4 أضعاف الحد الأدنى من مستويات النشاط الموصى بها.
ووجدت الدراسات السابقة أدلة على أن تمارين التحمل طويلة الأجل وعالية الكثافة، مثل الماراثون والترياتلون وسباقات الدراجات لمسافات طويلة، قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الضارة، بما في ذلك تليف عضلة القلب وتكلس الشريان التاجي والرجفان الأذيني والموت القلبي المفاجئ.
لكن تلك النتائج قد تُقلل من المخاوف بشأن التأثير الضار المحتمل للانخراط في مستويات عالية من النشاط البدني.
ومع ذلك، فإن الانخراط في نشاط بدني طويل الأجل وعالي الكثافة (300 دقيقة أسبوعياً)، أو نشاط بدني معتدل الكثافة (600 دقيقة أسبوعياً) بمستويات تزيد عن 4 أضعاف الحد الأدنى الأسبوعي الموصى به لم يوفر أي انخفاض إضافي في خطر الوفاة.
ويقول الباحثون إن الدراسة توفر أدلة لتوجيه الأفراد لاختيار الكمية المناسبة وشدة النشاط البدني على مدى حياتهم للحفاظ على صحتهم العامة.
كما تدعم النتائج المبادئ التوجيهية الحالية للنشاط البدني وتشير كذلك إلى أنه يمكن تحقيق أقصى قدر من الفوائد من خلال أداء مستويات متوسطة إلى عالية من النشاط المعتدل.
وأشار أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يؤدون أقل من 75 دقيقة من النشاط القوي أو أقل من 150 دقيقة من النشاط المعتدل في الأسبوع قد تكون لديهم فوائد أكبر على الحد من الوفيات من خلال أداء ما يقرب من 75-150 دقيقة من النشاط القوي باستمرار أو 150-300 دقيقة من التمارين المعتدلة في الأسبوع، أو مزيج مكافئ من الاثنين معاً، على المدى الطويل.