قبل 3 سنوات، أحدث فيروس كورونا بلبلة في العالم، لكن الجائحة لم تنته بعد. في الأثناء، يحذر باحثون من أوبئة أخرى قد تنتشر، بالتزامن مع دعوتهم إلى استخلاص العبر من الأزمة والاستعداد بشكل أفضل مستقبلاً.
منظمة الصحة العالمية، حذرت مطلع ديسمبر، من أن الجائحة لم تنته بعد. وفي حين يتمتع ما لا يقل عن 90% من سكان العالم بمناعة نسبية، لفت المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم إلى وجود "مكامن خلل في المراقبة والفحوص وتحديد التلقيح تستمر في توفير الظروف المثالية لبروز متحور جديد مقلق قد يتسبب بنسبة وفيات كبيرة".
وقال عالم الميكروبيولوجيا في "معهد باستور" في فرنسا، فيليب سانسونيتي، خلال منتدى، الأربعاء إن "المنظمة ليست مستعدة لإعلان انتهاء الجائحة".
ويتوقع الخبراء تحول الجائحة تدريجياً إلى فيروس متوطن يستمر في الانتشار ويتسبب بفورة إصابات منتظمة، وهذا ما يحدث حالياً مع الحصبة والإنفلونزا الموسمية.
انتهاء المرض.. صعب
وشدد فيليب سانسونيتي على أن "القضاء على فيروس يعني أن المرض يجب أن يكون ظاهراً سريرياً وألا يكون هناك مضيف حيواني، وينبغي توفير لقاح فعال جداً يحمي مدى الحياة، إلا أن كورونا لا تتوافر فيه أي من هذه الشروط".
فمن جهة، المصابون غالباً ما لا تظهر عليهم أعراض، ما يؤثر سلباً على إجراءات العزل، وخلافاً للجدري، ينتقل الفيروس إلى الحيوانات وقد يستمر بالانتشار في صفوفها وإصابة البشر مجدداً.
يضاف إلى ذلك أن اللقاحات تحمي من أشكال المرض الخطرة لكنها لا تحمي كثيراً من الإصابة مجدداً وثمة ضرورة للحصول على جرعات لقاح معززة.
المخاطر القادمة
مدير وحدة الجينوميات التطورية لفيروسات "إيه أر أن" في "معهد باستور" إيتيان سيمون - لوريير، رأى أن "الفيروسات تنتشر بشكل كبير جداً في هذه الأيام، فكلما أصابت شخصاً يمكن أن تظهر متحورات جديدة وقد تتسبب بأشكال قوية نسبياً للمرض".
وقال: "ما من سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه (كورونا) سيصبح أكثر لطفاً، مع أن هذا الاعتقاد يناسب الجميع".
من جهته، أشار الخبير في الأمراض الناشئة في معهد باستور، أرنو فونتانيه إلى أنه "قد تظهر فيروسات أخرى تضرب الجهاز التنفسي". ولفت إلى أنه "منذ ظهور متلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) وكورونا، رصدنا نحو 10 فيروسات من كورونا لدى وطاويط قد تنتقل عدواها إلى البشر".
وأضاف: "ما بين 60 و70% من الأمراض الناشئة حيوانية المصدر، أي أنها تنتقل بشكل طبيعي من الحيوانات إلى الإنسان والعكس". ورأى أنه "مع احتلال البشر لمناطق أوسع في العالم ومن خلال السفر وتكثيف التفاعل مع الحيوانات، يساهم الإنسان في تغير النظام الإيكولوجي وتسهيل انتقال الفيروسات".
كيف نستعد؟
يشدد أرنو فوتانيه على أنه "يمكن وينبغي القيام بالكثير في بداية أي وباء"، ففي عام 2020 قررت الدنمارك حجراً في وقت مبكر، ما سمح لها بالخروج منه بوقت أسرع.
وشدد الباحث على أن من الضروري أيضاً التمتع بقدرة على تطوير فحوص بشكل مبكر جداً في بداية انتشار الوباء، ما يسهل عزل المرضى بسرعة كبيرة، لكنه رأى "أننا للأسف ما زلنا اليوم نستجيب ولا نستبق".
والأسبوع الماضي، نوقش في جنيف مشروع اتفاق عالمي حول إدارة الجوائح أملاً في تجنب الأخطاء التي وقعت عند مكافحة جائحة كورونا.
اقرأ أيضاً: