قررت الولايات المتحدة الأميركية فرض قيود جديدة على القادمين من الصين بسبب تفشي فيروس كورونا، وذلك باشتراط نتائج سلبية مدتها 48 ساعة، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وأثار تخلّي الصين عن سياسة "صفر كوفيد" على غير توقّع مخاوف عدّة بلدان، تفكر في فرض قيود على المسافرين الوافدين من الصين إلى أراضيهما.
وقال مسؤولو الصحة في أميركا، الأربعاء، إنه سيتم فرض شرط إظهار فحص سلبي لكورونا مدته 48 ساعة، القادمين من الصين أو الذين زاروها خلال الأيام العشرة الأخيرة قبل وصولهم إلى الأراضي الأميركية.
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت الحكومة الفرنسية أنّها "مستعدّة" "لدرس جميع التدابير المفيدة" لمواجهة ازدياد حالات الإصابة بكورونا في الصين.
ومنذ اعتماد قانون يضع حدّاً لأنظمة الطوارئ التي تم إحداثها لمكافحة وباء كورونا في الأول من أغسطس، لم يعد يتعيّن على المسافرين القيام بأيّ إجراءات رسمية في هذا الشأن قبل وصولهم إلى فرنسا، بغض النظر عن البلد أو المنطقة الوافدين منها.
غير أنّ هذا النص ترك للحكومة إمكان أن تفرض، حتى 31 يناير، تقديم اختبار سلبي قبل دخول الأراضي الفرنسية لمن تزيد أعمارهم على 12 عاماً "في حال ظهور وانتشار متحورة جديدة من كوفيد-19 من المحتمل أن تشكّل تهديداً صحياً خطيراً".
قيودو يابانية
واعتباراَ من الجمعة، ستعيد اليابان فرض فحوصات "بي سي آر" على المسافرين الوافدين من برّ الصين الرئيسي.
وأعلنت سلطات جزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين جزء من أراضيها، بدورها نيّتها إجراء فحوصات للمسافرين القادمين من الصين.
وهذا الانقلاب المفاجئ في السياسة الصحية الصينية، وضع حدّاً لنحو 3 سنوات من الفحوصات المكثّفة، وتدابير الإغلاق والحجر المطوّلة التي أربكت سلاسل الإمدادات في البلد، وزعزعت الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر الاقتصادات في العالم.
وباتت المستشفيات مكتظة ومحارق الجثث ممتلئة، ويشتكي السكان من نقص في الأدوية المضادة للحمى، فيما يبقى انتشار الفيروس في أوساط السكان المقدّر عددهم بنحو 1,4 مليار خارجاً عن السيطرة إلى حدّ بعيد، وفق وكالة "فرانس برس".
وردّاً على سؤال عن القيود المعلنة من جانب اليابان، دعت وزارة الخارجية الصينية الدول إلى الإبقاء على تدابير "علمية ومناسبة" ضدّ كوفيد-19، "لا تربك" تنقلات البشر.
رفع القيود على القادمين للصين
وعبر الصينيون عن فرح عارم بعد إعلان بكين، الاثنين، انتهاء فترات الحجر الإلزامية عند الوصول إلى البلد في الثامن من يناير.
ويعني هذا القرار زوال آخر أركان السياسة الصينية المعروفة بـ"صفر كوفيد"، التي عزلت البلد منذ نحو 3 سنوات، وأثارت في أواخر نوفمبر احتجاجات لم يشهد لها مثيل منذ عقود. وأفضى هذا الإعلان إلى التهافت على شراء تذاكر رحلات دولية، إذ شهدت أسعار هذه البطاقات ارتفاعاً شديداً.
غير أن الخارج تلقّى هذا النبأ بطريقة مختلفة تماماً، علماً أن الصين تواجه إحدى أكبر موجات الإصابات في العالم، يزيد من شدّتها تطوّر متحوّرات جديدة.
ومنذ مارس 2020، تعين على كلّ المسافرين الوافدين إلى الصين التقيّد بحجر صحي إلزامي مدّته 3 أسابيع في بادئ الأمر، قبل خفضها إلى أسبوع واحد في يونيو، ثمّ 5 أيام الشهر الماضي.
ومن شأن إلغاء هذا التدبير في يناير أن يؤدّي إلى إعادة تصنيف كوفيد-19 إلى مرض معدٍ من الفئة "بي"، ما يسمح للسلطات بالتخفيف من إجراءات الترصّد.
وأعلنت سلطات الهجرة الصينية، الثلاثاء، استئناف منح جوازات السفر لأغراض "السياحة"، و"زيارة الأصدقاء في الخارج"، على نحو تدريجي اعتباراً من 8 يناير.
ويأتي اشتداد حدّة الوباء في فصل الشتاء قبل بضعة أسابيع من رأس السنة القمرية في يناير، وهي مناسبة يسافر فيها ملايين الأشخاص للاحتفال مع عائلاتهم.
اقرأ أيضاً: