أقرّت دول عدة حول العالم قيوداً صحية على القادمين من الصين بسبب فيروس كورونا، وسط مخاوف من إمكانية ظهور متحورات جديدة، فيما طلبت منظمة الصحة العالمة معلومات شاملة من بكين بشأن تطور الوباء.
وانضمت كندا إلى قائمة البلدان التي فرضت على القادمين من الصين فحوصاً سلبية لفيروس كورونا، وشملت قائمتها أيضاً القادمين من هونج كونج وماكاو.
وأعلنت أستراليا، الأحد، أنّها ستفرض على المسافرين الوافدين من الصين إبراز اختبارات كورونا سلبيّة، بدايةً من 5 يناير الجاري، متحدّثةً عن "نقص في المعلومات" من جانب بكين في ما يتعلّق بالموجة الوبائيّة الجديدة التي تشهدها البلاد.
وقال وزير الصحّة الأسترالي، مارك باتلر، إنّ هذا الإجراء الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 5 يناير، يهدف إلى "حماية أستراليا من مخاطر ظهور متحوّرات جديدة محتملة" ومن "عواقب الوضع الذي يتطور بسرعة في الصين".
والجمعة، فرضت المملكة المتحدة وفرنسا اختبارات كورونا على القادمين من الصين، على غرار الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وكوريا الجنوبية واليابان والهند.
وأعلن المغرب، السبت، حظر دخول المسافرين القادمين من الصين إلى أراضيه اعتباراً من 3 يناير "لتجنب موجة جديدة من العدوى" بفيروس كورونا.
وعندما فرضت الولايات المتحدة الفحوص السلبية على القادمين من الصين، وسَّعت أيضاً برنامجاً لجمع عينات طوعية من الركاب الدوليين في المطارات، للمساعدة في مراقبة المتغيرات التي تدخل إلى البلاد.
الصحة العالمية تطلب معلومات
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه "في غياب معلومات شاملة من الصين، من المفهوم أن تتصرف بلدان بطرق معينة بهدف حماية سكانها".
وقال إن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى مزيد من المعلومات التفصيلية من الصين، من أجل إجراء تقييم شامل للمخاطر.
وحذر عدد من خبراء الصحة العامة والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من إمكانية ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا في العام المقبل، وسط زيادة حالات الإصابة في الصين.
وقال أندرو بيكوس، عالم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية "جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة" في بالتيمور، إن السلالات الفرعية لمتحور كورونا "أوميكرون" مستمرة في الانتشار عالمياً.
وأضاف بيكوس: "نرى أوميكرون يفعل ما تفعله الفيروسات الأخرى، وهو أنه يعزز نفسه على طول الطريق بالطفرات التي تساعده على التهرب من القليل من المناعة التي تسببها العدوى السابقة أو التطعيم".
وكتب باحثو مراكز السيطرة على الأمراض في متتبع البيانات الخاص بهم أن "فيروس (سارس-كوف-2) المسبب لكوفيد 19، يتحور باستمرار ويراكم الطفرات في شفرته الوراثية بمرور الوقت"، متوقعين أن "تستمر المتحورات الجديدة في الظهور".
وذكر الخبراء أنه مع استمرار انتشار فيروس كورونا عالمياً، وخاصة في الصين بعد تخفيف بكين السريع للقيود، هناك الآن قلق بشأن الاتجاه الذي يمكن أن تسلكه اتجاهات كوفيد-19 في عام 2023 وخطر ظهور متحورات جديدة.
شي يدعو للوحدة في مواجهة كورونا
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج، السبت، إلى بذل مزيد من الجهد، وتعزيز الوحدة، مع دخول البلاد "مرحلة جديدة" في نهجها لمكافحة الجائحة.
وهذه أول تصريحات يدلي بها الرئيس الصيني بشأن كورونا، منذ أن غيرت الحكومة سياستها قبل 3 أسابيع، وخفّفت من إجراءاتها الصارمة التي شملت الاختبارات الجماعية والإغلاق.
وأضاف شي، في خطاب أذاعه التلفزيون بمناسبة العام الجديد، أن الصين تغلبت على صعوبات وتحديات غير مسبوقة في المعركة ضد كورونا، وأن سياساتها "تم تحسينها" عندما استدعى الوضع والوقت ذلك.
وتابع شي قائلاً: "منذ تفشي الجائحة... غالبية الكوادر والأفراد، وخصوصاً العاملين في المجال الطبي، واجهوا المصاعب وواصلوا عملهم بشجاعة".
وأضاف: "في الوقت الحالي، تدخل الوقاية من الجائحة والتصدي لها مرحلة جديدة، ولا يزال هذا وقت النضال، والجميع مثابر ويعمل بجد، والفجر أمامنا. فلنعمل بجد أكبر، والمثابرة تعني النصر، والوحدة تعني النصر".
وأكد الرئيس الصيني وجود "بارقة أمل" أمام بلاده وسط موجة إصابات بكوفيد-19، لكنه لفت إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الإجراءات، واصفاً ذلك بـ"الأمر الطبيعي"، لكنه شدد على "ضرورة التحاور من أجل الوصول إلى توافق".
وذكر شي أن الاقتصاد الصيني "مرن ويملك إمكانات كبيرة كما أنه حيوي ولديه أسس جيدة على المدى الطويل، ولم تتغير"، متوقعاً أن يتجاوز إجمالي الناتج المحلي للصين "120 تريليون يوان (17.2 تريليون دولار) خلال العام الجاري".
وتخلّت الصين فجأةً عن سياستها "صفر كوفيد" مطلع الشهر الجاري، في تحوّل تلاه فوراً ارتفاع حاد في عدد الإصابات.