ابتكر باحثون من جامعة "كاليفورنيا" تطبيقاً ذكياً جديداً يُساعد في التعرف إلى الأعراض المبكرة للسكتات الدماغية، ما قد يُساهم في تقليل الوفيات عبر الحصول على علاج مبكر في وقت مناسب، ويُقلل من الآثار طويلة المدى للسكتة ويُحسن فرص الشفاء التام.
وبحسب الدراسة التي ستُقدم في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية الذي سيُعقد في الفترة ما بين 8 إلى 10 من شهر فبراير الجاري في مدينة "دالاس" الأميركية، قد يساعد تطبيق يسمى "FAST.AI" الأشخاص الذين يعانون سكتة دماغية أو أسرهم ومقدمي الرعاية في التعرف إلى أعراض السكتة الدماغية الشائعة في الوقت الفعلي، ما يدفعهم إلى الاتصال بسرعة بأرقام الطوارئ للحصول على العلاج.
والسكتة الدماغية هي السبب الخامس للوفاة والرئيسي للإعاقة في الولايات المتحدة، إذ إنَّ نحو 85٪ من جميع السكتات الدماغية هي السكتات الدماغية الإقفارية، والتي تسببها جلطة دموية في وعاء دموي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ.
رصد العلامات
و"FAST.AI" هو تطبيق آلي بالكامل للهواتف الذكية للكشف عن السكتات الدماغية الشديدة باستخدام خوارزميات التعلم الآلي للتعرف إلى عدم تناسق الوجه (تدلي عضلات الوجه) وضعف الذراع وتغيرات الكلام وهي أعراض السكتة الدماغية الشائعة.
ولا يزال تطبيق الهاتف المحمول قيد التطوير وغير متاح للجمهور.
ويستخدم تطبيق الهاتف الذكي مقطع فيديو لوجه المريض لفحص 68 نقطة بارزة في الوجه عبر خوارزمية استشعار تقيس حركة الذراع واتجاهها.
كما تكشف التسجيلات الصوتية عن تغييرات الكلام، ويتم إرسال المعلومات من كل اختبار إلى خادم قاعدة البيانات لتحليلها.
وتحقق الباحثون من أداء "FAST.AI" من خلال اختبار ما يقرب من 270 مريضاً بتشخيص إصابتهم بسكتة دماغية حادة (41٪ من النساء، ومتوسط العمر 71 عاماً) في غضون 72 ساعة من دخول المستشفى في 4 مراكز رئيسية لعلاج السكتة الدماغية.
واختبر أطباء الأعصاب الذين فحصوا المرضى التطبيق ثم قارنوا نتائج "FAST.AI" مع انطباعاتهم السريرية.
واكتشف تطبيق الهاتف الذكي بدقة عدم تناسق الوجه المرتبط بالسكتة الدماغية فيما يقرب من 100٪ من المرضى، كما اكتشف التطبيق بدقة ضعف الذراع في أكثر من ثلثي الحالات.
تحسين العلاج
وبينما لا يزال يتعين التحقق من صحة واختبار وحدة الكلام غير الواضح بشكل كامل، أكدت التحليلات الأولية أنها قد تكون قادرة على اكتشاف الكلام غير الواضح بشكل موثوق، وفقاً للباحثين.
ويجب إعطاء دواء تكسير الجلطة في غضون 3 ساعات (حتى 4 ساعات ونصف في بعض المرضى المؤهلين) بعد بدء الأعراض.
وكلما تم تقديم العلاج بشكل أسرع، زادت احتمالية الشفاء بشكل أفضل. وفي المتوسط تموت 1.9 مليون خلية دماغية كل دقيقة لا يتم فيها علاج السكتة الدماغية.
ووجدت الأبحاث السابقة أن مرضى السكتة الدماغية الذين عولجوا في غضون 90 دقيقة من ظهور الأعراض الأولى كانوا أكثر قابلية بـ3 مرات تقريباً للشفاء مع إعاقة طفيفة أو بدون إعاقة مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج بعد أكثر من 90 دقيقة من بدء الأعراض.
وتؤكد هذه النتائج المبكرة قدرة التطبيق بشكل موثوق على تحديد أعراض السكتة الدماغية الحادة بدقة مثل طبيب الأعصاب، ما سيساعد في تحسين اكتشاف علامات وأعراض السكتة الدماغية.
اقرأ أيضاً: