نقص المضادات الحيوية الجديدة يثير مخاوف "سيناريو يوم القيامة"

time reading iconدقائق القراءة - 5
عبوات من المضاد الحيوي "أجمونتين" في مختبر للأدوية غرب فرنسا. 5 يناير 2023  - AFP
عبوات من المضاد الحيوي "أجمونتين" في مختبر للأدوية غرب فرنسا. 5 يناير 2023 - AFP
القاهرة-محمد منصور

قالت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث لها، إن 12 مضاداً حيوياً جديداً فقط دخل السوق بين عاميْ 2017 و2021، محذرة من سيناريو "يوم القيامة"، حيث لن تكون الإجراءات الطبية الروتينية فعالة، في علاج ما كان يعرف بـ"عدوى بسيطة".

ولفت التقرير، الذي سيُقدم بجلسة خاصة للمؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في الدنمارك أبريل المقبل، إلى أن عدداً قليلاً لا يتجاوز الـ27 مضاداً حيوياً لا يزال قيد التطوير في التجارب السريرية ضد مسببات الأمراض، التي تعتبرها المنظمة العالمية "حرجة". 

وفي السنوات الخمس التي يغطيها هذا التقرير، ابتكر العلماء 12 مضاداً معتمداً، مع نوع واحد فقط يسمى "سيفيدروكل" قادر على استهداف جميع مسببات الأمراض التي تعتبرها المنظمة "حرجة".  

ومن بين المضادات الـ27، تعتبر ستة فقط "مبتكرة" بما يكفي لتكون قادرة على التغلب على مقاومة المضادات الحيوية باستخدام معايير منظمة الصحة العالمية، ومن بين الستة 2 فقط يستهدفان الأشكال البكتيرية عالية المقاومة للمضادات الحيوية. 

وترتبط نحو 5 ملايين حالة وفاة سنوياً بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ومع ذلك، فإن العبء الحقيقي للمقاومة يمكن أن يكون أكبر.

علاوة على ذلك، تؤثر مقاومة مضادات الميكروبات بشكل غير متناسب على الأفراد الفقراء الذين لا يحصلون إلا على القليل من المضادات الحيوية من الخط الثاني والأكثر كلفة والتي يمكن أن تعمل عندما تفشل أدوية الخط الأول. 

إنتاج "غير كافٍ" 

ودون المضادات الحيوية الفعالة، يموت عدد لا يحصى من الأشخاص بسبب ما كان يعتبر "عدوى بسيطة" يمكن علاجها، إذ قال الخبراء إن خط إنتاج مضادات البكتيريا الحالي "غير كافٍ بشكل محزن" لإحداث فرق في معالجة التهديد المستمر لمقاومة المضادات الحيوية بسبب افتقار العالم إلى نموذج اقتصادي مستدام للابتكار المضاد للبكتيريا.

وأكد العلماء أن المشكلة تتفاقم، وذلك لأن المنتجات الحالية قيد التقييم ستلبي بشكل أساسي متطلبات الدول المتقدمة، ما قد يؤدي لانتشار مقاومة المضادات الحيوية في البلدان النامية التي تتحمل أصلاً عبئاً كبيراً من المقاومة. 

وتتطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والتي تعنى أن تلك الأدوية لا تُصبح فعالة ضد البكتيريا، بسبب الإفراط في الاستخدام غير السليم، مثل عدم إكمال الأشخاص للدورة الكاملة للمضادات الحيوية أو بسبب وصف المضادات الحيوية الخاطئة. 

ويتم استخدام المضادات الحيوية على نطاق واسع دون وصفات طبية في بعض البلدان.  

27 مضاداً قيد التطوير

ولفت التقرير إلى وجود 27 مضاداً فقط قيد التطوير في المراحل الثلاث من التجارب السريرية، ومعظمها ليس من فئات جديدة بالكامل، ولكن مجرد تطوير للفئات الموجودة.

ولا تعتبر المضادات الحيوية عقاقير مربحة مثل العلاجات الأخرى لشركات الأدوية، لأنها في الغالب علاجات تؤخذ لفترات قصيرة كما أن الأطباء لا يصفونها بسهولة، خاصة في الدول المتقدمة، إذ يحتفظون بها كخيار أخير في العلاج. 

كما أن عملية البحث والتطوير الخاصة بالمضادات الحيوية الجديدة تواجه تحدي ضعف التمويل. واكتشفت آخر فئة جديدة من المضادات الحيوية في الثمانينيات، ووصل المضاد الحيوي الأول من هذه الفئة، وهو "دابتومايسين"، إلى السوق في عام 2003. 

ويقول العلماء إن الزيادة السريعة للعدوى المقاومة للأدوية المتعددة في جميع أنحاء العالم "أمر مثير للقلق"، لافتين إلى أن الوقت "ينفد" لجلب مضادات حيوية جديدة إلى الأسواق ومكافحة هذا التهديد الملح للصحة العامة.  

وبدون اتخاذ إجراء فوري، يقول العلماء إننا "نجازف بالعودة إلى عصر ما قبل المضادات الحيوية"، حيث تصبح العدوى الشائعة مميتة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات