يمكن أن تنقل الكلاب والقطط البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى أصحابها، كما يمكن أن ينقل البشر هذه الميكروبات الخطرة إلى حيواناتهم الأليفة، وفق بحث جديد تم تقديمه في المؤتمر الأوروبي لعلوم الأحياء الدقيقة.
والدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكن أن تثبت أن الاتصال الوثيق بالحيوانات الأليفة يتسبب في نقل العدوى، لكنها تشير إلى إمكانية حدوث العدوى.
وأجرى الباحثون الدراسة على أكثر من 2800 مريض في المستشفى، والحيوانات المرافقة لهم، وأثبتت النتائج أن مشاركة البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة بين الحيوانات وأصحابها أمر ممكن.
ويعتبر دور الحيوانات الأليفة كخزانات محتملة للأدوية المتعددة للجرثومة، مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء العالم، لأن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث عندما تتطور الميكروبات المسببة للعدوى (مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات) لتصبح مقاومة للعقار المصمم لقتلها.
5 ملايين وفاة
وتشير التقديرات إلى أن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية تسببت في نحو 1.3 مليون حالة وفاة، وارتبطت بنحو 5 ملايين حالة وفاة حول العالم في عام 2019.
وأراد الباحثون في هذه الدراسة معرفة ما إذا كانت الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب تلعب دوراً في إصابة المرضى في المستشفيات بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وركز الباحثون على الجراثيم الأكثر شيوعاً في مرضى المستشفيات وهي المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضاد حيوي شائع يسمى "الميثيسيلين"، والمكورات المعوية المقاومة لـ"الفانكومايسين"، والجيل الثالث من الجراثيم المعوية المقاومة لـ"السيفالوسبورين"، والجراثيم المعوية المقاومة لـ"الكاربابينيم".
وجمع الباحثون بين يونيو 2019 وسبتمبر 2022، مسحات الأنف والمستقيم من 2891 مريضاً تم نقلهم إلى مستشفى جامعة شاريتيه في العاصمة الألمانية برلين/ ومن أي كلاب وقطط تعيش في المستشفى، وتم استخدام التسلسل الجيني لتحديد كل من أنواع البكتيريا في كل عينة ووجود الجينات المقاومة للأدوية.
وسأل الباحثون، المشاركين، عن عوامل الخطر المعروفة للإصابة بعدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تشمل استخدام المضادات الحيوية، والإقامة الأخيرة في المستشفى، ووجود قسطرات بولية أو وريدية مركزية، كما سألوهم بشأن عدد الحيوانات الأليفة في المنزل.
واكتشف الباحثون ظهور العدوى بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في نحو 30% من المرضى المقيمين في المستشفيات.
وكان معدل ملكية الكلاب بين المرضى نحو 11% وملكية القطط 9%.
وطلب الباحثون من جميع أصحاب الحيوانات الأليفة البالغ وعددهم 626 شخصاً إرسال مسحات من الحلق والبراز لحيواناتهم الأليفة، فأرسل 300 من أصحاب الحيوانات الأليفة عينات من 400 حيوان أليف.
وأسفر تحليل العينات عن تسجيل حوالي 15% من الكلاب و5% من القطط نتائج إيجابية للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، من نفس نوع البكتيريا المصاب بها أصحابها.
وعلى الرغم من أن مستوى المشاركة بين المرضى وحيواناتهم الأليفة في الدراسة كان منخفضاً، إلا أن الناقلين - سواء بشر أو حيوانات - يمكن أن يتسببوا في بقاء البكتيريا في بيئتهم لعدة أشهر، ويمكن أن يكونوا مصدراً للعدوى للأشخاص الأكثر ضعفاً في المستشفى مثل أولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي وصغار السن أو كبار السن.
اقرأ أيضاً: