"الصحة العالمية" تحذر من تزايد مقاومة فيروس الملاريا للأدوية

time reading iconدقائق القراءة - 5
طفل يتلقى حقنة لقاح الملاريا في مستوصف كيموجوي في كينيا. 7 مارس 2023 - AFP
طفل يتلقى حقنة لقاح الملاريا في مستوصف كيموجوي في كينيا. 7 مارس 2023 - AFP
باريس-أ ف ب

قالت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إن الملاريا لا تزال مرضاً فتّاكاً في إفريقيا، رغم التوصل إلى لقاحات لها، وأرجعت السبب إلى مقاومة الفيروس المتزايدة للأدوية، وذلك قبل يومين من إحياء اليوم العالمي للملاريا في 25 أبريل.

وتوفى 619 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم عام 2021 بسبب الفيروس الذي ظهر منذ العصور القديمة ومصدره طفيل أحادي الخلية من جنس المتصورة، وذلك وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

وينتقل المرض إلى الإنسان من خلال لدغات البعوض، ويتسبب بأعراض عدة كالحمى والصداع والقشعريرة، ما يؤدي إلى حالة خطيرة قد تصبح مميتة في حال عدم معالجتها، وفي ما يأتي 5 معلومات أساسية عن هذا المرض: 

250 مليون حالة

قدّرت منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بالملاريا عام 2021، بنحو 247 مليوناً، وهو رقم أعلى من العام السابق الذي سجل 245 مليوناً.

ويعيش نحو نصف سكان العالم في مناطق معرّضة للملاريا ويمكن تالياً أن يصابوا بها، إلّا أنّ الرضّع والأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"هم الأكثر عرضة للإصابة بشكل حاد من هذا المرض.

الغالبية في إفريقيا   

وتُسجّل 95% من الحالات و96% من الوفيات في إفريقيا، ولا تزال هذه المنطقة تتحمل نصيباً كبيراً وغير متناسب من العبء العالمي للملاريا، وفق منظمة الصحة العالمية.

ويتركز أكثر من نصف وفيات الملاريا المسجلة في العالم في 4 دول إفريقية هي نيجيريا بنسبة 31.3% وجمهورية الكونغو الديموقراطية بنسبة 12.6% وتنزانيا بنسبة 4.1% والنيجر بـ3.9%.

ويحصل أكبر من عدد من الوفيات في صفوف الأطفال دون الخامسة، إذ أن 80% من الضحايا في إفريقيا ينتمون إلى هذه الفئة العمرية. 

مقاومة مقلقة

ويجري علاج هذا المرض بأدوية مركّبة قائمة على مادة "الأرتيميسينين"، لكنّ حالات مقاومة مقلقة لهذه الأدوية ظهرت في جنوب شرق آسيا في حوض ميكونج وإفريقيا، وخصوصاً في أوغندا ورواندا وإريتريا.

ودفع هذا الوضع منظمة الصحة العالمية إلى أن تطلق في نهاية 2022 استراتيجية للتصدي لهذه "المشكلة الملحّة" في إفريقيا، من أبرز وجوهها تعزيز ترصّد فعالية الأدوية المضادة للملاريا ومقاومتها.

وحذرت رئيسة الفريق المعني بأمراض المناطق المدارية والأمراض المنقولة بالنواقل في الإقليم الإفريقي للمنظمة، الدكتورة دوروثي إتشو، من أن "أي تهديد" لفاعلية الأدوية سيؤدي إلى "عواقب وخيمة"، ويمكن أن يسفر "عن أعداد كبيرة من حالات الإصابة والوفاة الناجمة عن المرض".

تكيف الباعوض

ويشكّل ظهور ناقل غزوي جديد للملاريا في إفريقيا هو بعوض الأنوفيلة، المتأتي من آسيا وشبه الجزيرة العربية، تهديداً إضافياً لمكافحة الملاريا في هذه القارة.

وهذه الحشرة، التي باتت منتشرة في السودان وإثيوبيا والصومال ونيجيريا، متكيفة مع بيئة المدن، ومقاوِمة للكثير من المبيدات الحشرية المستخدمة حالياً.

وكان استخدام الناموسيات المعالَجة بالمبيدات الحشرية الطريقة الرئيسية المعتمدة حتى اليوم لمكافحة هذا المرض وقائياً.

حملات تلقيح 

وأوصت منظمة الصحة العالمية، منذ أكتوبر 2021، باستخدام لقاح الملاريا RTS,S للأطفال المقيمين في مناطق تتراوح فيها معدلات انتقال العدوى بالملاريا بين المتوسطة والمرتفعة، وقالت إنه يحدّ "بشكل كبير" من ظهور المرض وخطر الوفاة لدى الأطفال الصغار.

وشهدت 3 بلدان إفريقية، هي غانا وكينيا وملاوي، حملات تطعيم، كذلك رخصت سلطات غانا أخيراً للقاح جديد ضد الملاريا توصلت إليه جامعة أكسفورد، وهو أول بلد يعطي الضوء الأخضر لاستخدام هذا اللقاح الذي تُعلق عليه آمال كبيرة. 

وتأمل منظمة الصحة في خفض معدل الوفيات الناتجة عن الملاريا بنسبة 90% على الأقل بحلول العام 2030، إذ أُعلن رسمياً منذ عام 2015 عن خلو 10 بلدان من الملاريا، بينها الأرجنتين والجزائر والصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات