المرونة هي القدرة على تحمل المصاعب والارتداد من الشدائد والتطور على الرغم من الركود في الحياة، وينبغي تعلّم كيفية استخدام الامتنان والتعاطف والقبول والتسامح لزيادة المرونة.
والمرونة هي أيضاً القدرة على التحمل والنهوض من الكبوات، وهي الانحناء وليس الانكسار عند مواجهة تحديات الحياة.
ولحسن الحظ، فإن العقلية المرنة، التي تسمح لك بمواجهة أي صعوبات قد تلقيها الحياة في طريقك، هي مهارة يمكنك اكتسابها. وإليك عدة سمات تشكل العقلية المرنة.
الامتنان
يساعدك الامتنان في إيجاد معنى لوجودك وشعورك بالرضا في حياتك كل يوم. عندما تنجح أو تأخذ الأحداث منعطفاً إيجابياً يكون سبب سعادتك وسرورك مفهوماً، لكن قد يصعب عليك إدراك كيف يمكن لتحديات الحياة أن تقودك للسعادة.
بممارسة الامتنان، يمكنك العثور على المعنى في الفشل والتعود على تقدير الطرق التي تدفعك بها المحن للتعلم والنمو.
وتعلُّم ممارسة الامتنان لا يعني الادعاء بأن كل شيء في حياتك مثالي، لكنه يساعدك على إيجاد القيمة في أوجه القصور والتحديات.
كما يساعدك الامتنان على إدراك النعم الظاهرة والباطنة والشعور بالرضا في الوقت الحاضر.
القبول
في كل يوم يكون لديك خيار إما أن تتقبل أموراً في الحياة لا يمكنك تغييرها، وبذل جهد في أشياء يمكن أن تحدث بها أثراً، أو أن تندب ظروف الحياة غير المواتية وتلقي باللوم على كل شخص وكل شيء في طريقك.
ويوجّه الخيار الأول طاقتك لما ينفع، في حين أن الخيار الآخر يهدر الوقت ويستنزف الجهد.
والقبول يعني الاعتراف بوجود أشياء خارجة عن إرادتك، وإيجاد طريقة للتعامل معها دون محاولة السيطرة عليها.
ويعني أيضاً تقبل عيوب الحياة حتى مع السعي لتحسينها وتجاوز عقباتها. ولا يعني القبول الاستسلام السلبي، وإنما هو أحد سمات التحلي بالمرونة. فمواجهة الشدائد بالقبول تمدك بالقوة اللازمة لمواصلة السعي. ومن خلال قبول ما لا يمكنك تغييره، تتحرر وتصبح أكثر قدرة على التفاعل بشكل أعمق مع كل دقيقة تمر في حياتك.
المعنى
يأتي وقت يبدأ فيه العديد من الأشخاص بطرح أسئلة أكثر عمقاً عن معنى الحياة: من أنا؟ لماذا أعيش؟ ما هذا العالم؟ إن طرح هذه الأسئلة، حتى مع عدم الحصول على أجوبة، من شأنه كشف الغطاء عن كنوز الحكمة والسلام والسعادة.
والبحث عن معنى الحياة يمنحك الحافز لتجاوز العقبات ومواصلة النجاحات. وفضلاً عن تعزيز الشعور بالسعادة، فإن الشعور بوجود معنى لحياتك يجعلك تركز طاقتك ويدفعك للمضي قدماً في الطريق نحو التميز ويساعدك على التواصل مع الآخرين.
التسامح
يمكن أن يُشكل التسامح تحدياً في بعض الأحيان. فأن تكون متسامحاً لا يعني تبرير أو إنكار أن خطأً ما اُرتكب في حقك. ولا يعني أيضاً أن عليك التواصل مع الشخص الذي سبب لك الأذى وأن تعيد المياه إلى مجاريها، وإن كان بإمكانك أن تختار أن تفعل ذلك.
وبصرف النظر عن قرارك، فاختيار التسامح يعني أن تتخلى عن الغضب والاستياء مع إقرارك بوقوع ضرر عليك.
وتتوافق القدرة على التسامح مع مبدأ النظرة المرنة، فهي تتضمن تغيير أفكارك لاستخلاص معنى إيجابي من التجربة المؤذية.
على الجانب الآخر، اختيار عدم التسامح يجعلك تركز على الأذى والغضب، ما يؤثر سلباً على صحتك. والتسامح أداة أساسية لتحرير طاقتك حتى يمكنك التركيز على معنى الحياة في الحاضر بدلاً من الانشغال بالماضي.
* هذا المحتوى من "مايو كلينك"
اقرأ أيضاً: