بعد كورونا.. حمى الضنك أزمة صحية جديدة تفتك بسكان بيرو    

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل يعاني من حمى الضنك مستلق بسريره في منطقة كاتاكاوس بمقاطعة بيورا. بيرو في 9 يونيو 2023 - AFP
رجل يعاني من حمى الضنك مستلق بسريره في منطقة كاتاكاوس بمقاطعة بيورا. بيرو في 9 يونيو 2023 - AFP
بيورا (البيرو)-أ ف ب

بعد شهرين من أمطار غزيرة إعصارية غمرت بلدة كاتاكاوس شمال بيرو، يموت عشرات السكان بسبب إصابتهم بحمى الضنك الفيروسي، والذي ينتقل من طريق البعوض الذي يجذبه ركود المياه.

وتعاني منطقة بيورا القريبة من الحدود مع الإكوادور، أزمة صحية جديدة، رغم أن بيرو الواقعة في أميركا اللاتينية لم تتعاف بعد بشكل كامل من أعلى معدل وفيات جراء فيروس كورونا في العالم.

ويعيش معظم سكان بيورا، البالغ عددهم 1.8 مليون شخص، على طول الساحل. وفي منطقة كاتاكاوس الزراعية، حوّل الإعصار "ياكو" مارس الماضي، الطرق إلى أنهار، ودمّر أنظمة مياه الشرب والصرف الصحي، وأتى على محاصيل المانجا والعنب والأرزّ.

كما تراكمت المياه في الخزانات والحاويات المكشوفة، ما أدّى إلى ازدياد مناطق تكاثر البعوض، فيما فشلت جهود التبخير المتعددة في وقف انتشار الوباء في المنازل المتهالكة في البلدة.

وتوفي عشرات الأشخاص وتضرر الآلاف، عندما فاضت الأنهار على ضفافها، ودمرت منازل وبنى تحتية، إذ تضررت نحو 50 % من العيادات الطبية البالغ عددها 416 في بيورا جرّاء الإعصار، كما خسر آلاف الأشخاص وظائفهم غير الرسمية.

"فقدنا السيطرة" 

وبحلول 13 يونيو، سجّلت بيورا 82 وفاة بحمى الضنك، بينها 11 طفلاً، وأكثر من 44 ألف إصابة منذ بداية العام 2023، وفق أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في المنطقة، سيسار أوريجو.

وقالت الخبيرة في الأمراض المنقولة فاليري باث سولدان من جامعة كايتانو هيريديا في ليما: "فقدنا السيطرة على الوباء"، إذ أعلنت وزيرة الصحة في بيرو، الخميس، استقالتها على خلفية التعامل مع هذه الأزمة الصحية.

وفي فبراير الماضي، أعلنت بيرو حالة طوارئ صحية في عدة مناط، بعد تسجيل زيادة نسبتها 72 % في حالات حمى الضنك مقارنة بالفترة نفسها في العام 2022.

بدوره، قال لويس ألفريدو إسبينوسا بينيجاس، الذي ينسّق مراقبة مرضى حمى الضنك في مستشفى سويانا، إن المنطقة تتعامل مع أسوأ تفش فيروسي في التاريخ الحديث.

وأضاف: "لدينا فجوة هائلة في الموارد البشرية، انهار مستوى الرعاية الصحية الأول لدينا، ونفتقر إلى الإمدادات والأدوية". 

ويخشى الأطباء من أن عدد الإصابات والوفيات قد يكون أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه، لأن العديد من المرضى لا يتم تشخيصهم على الإطلاق.

وتتمثل أعراض الإصابة بحمى الضنك الفيروسية في حمى شديدة وصداع وآلام جسم ونزف وفشل الأعضاء وأحياناً الموت.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن حمى الضنك وأمراضاً أخرى مثل الشيكونجونيا التي تنقلها بعوض الزاعجة المصرية، آخذة بالانتشار أكثر فأكثر في ظلّ التغير المناخي.

يشار إلى أن دولاً أخرى في أميركا اللاتينية تتأثر بانتشار حمى الضنك، لكن بيرو سجّلت ثاني أكبر نسبة وفيات هذا العام بعد البرازيل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات