الفتق الحجابي الخلقي.. الأسباب والأعراض والعلاج

time reading iconدقائق القراءة - 7
رسم توضيحي لفتق الحجاب الحاجز في الجنين الذي يمنع الرئتين من النمو بشكل صحيح. 30 ديسمبر 2015 - AFP
رسم توضيحي لفتق الحجاب الحاجز في الجنين الذي يمنع الرئتين من النمو بشكل صحيح. 30 ديسمبر 2015 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

الفتق الحجابي الخلقي حالة نادرة تصيب الطفل قبل الولادة. وتحدث في مرحلة مبكرة من الحمل عندما يفشل الحجاب الحاجز للطفل، وهو العضلة التي تفصل الصدر عن البطن، في الانغلاق كما ينبغي. ويترك ذلك ثقباً في الحجاب الحاجز، ويُطلق على هذا الثقب اسم فتق.

يؤدي هذا الفتق في عضلة الحجاب الحاجز إلى تكوين فتحة بين البطن والصدر. وقد تعبر الأمعاء والمعدة والكبد وأعضاء البطن الأخرى من خلال الفتحة إلى صدر الطفل. وفي حال دخول الأمعاء في الصدر، فإنها لا تكوّن الأربطة الطبيعية التي تثبتها في مكانها في البطن (سوء الاستدارة). وقد تلتف حول نفسها، ما يؤدي إلى قطع إمداد الدم عنها (الانفتال).

بالإضافة إلى ذلك، تتسم الرئة الموجودة في جانب الحجاب الحاجز الذي يوجد به الفتق بصغر الحجم، ويتأثر نمو الرئتين كلتيهما، فلا تتطور الأكياس الهوائية (الحويصلات الهوائية) داخل الرئتين كما ينبغي.

ويسبب ذلك مشكلات في تدفق الدم وزيادة الضغط داخل الأوعية الدموية في الرئة. ويؤدي ارتفاع ضغط الدم في الرئتين إلى أعلى مما ينبغي إلى جعل تنفس الطفل بعد الولادة صعباً. وقد يكون لدى بعض الرضع أيضاً مشكلات في نمو القلب.

يعتمد علاج الفتق الحجابي الخلقي، على وقت اكتشاف الحالة ومدى خطورتها وما إذا كانت هناك مشكلات في القلب أم لا.

الأعراض

تتفاوت شدة الفتق الحجابي الخلقي. فقد يكون بسيطاً ويترك آثاراً محدودة على الطفل، إن وُجدت، أو قد يكون أكثر خطورة ويؤثر في القدرة على نقل الأكسجين إلى بقية الجسم.

قد يكون الأطفال الذين يولدون بفتق حجابي خلقي مصابين بما يلي:

  • صعوبة حادة في التنفس بسبب صغر حجم الرئتين وعدم عملهما بشكل صحيح (نقص التنسج الرئوي).
  • نوع من ارتفاع ضغط الدم يؤثر في الشرايين الموجودة في الرئتين والجانب الأيمن من القلب (فرط ضغط الدم الرئوي).
  • مشكلات تتعلق بنمو القلب.
  • ضرر في الأمعاء والمعدة والكبد وأعضاء البطن الأخرى إذا اندفعت عبر الفتق إلى تجويف الصدر.

الأسباب

لا يُعرف سبب الفتق الحجابي الخلقي في أغلب الحالات. وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون الفتق الحجابي الخلقي مرتبطاً باضطراب وراثي أو تغيرات جينية عشوائية تسمَّى الطفرات. في تلك الحالات، يمكن أن يولد الطفل بمزيد من المشكلات، مثل مشكلات القلب أو العينين أو الذراعين والساقين أو المعدة والأمعاء.

المضاعفات

تشمل المضاعفات التي يمكن أن تحدث مع الفتق الحجابي الخلقي:

  • مشكلات الرئة.
  • مشكلات المعدة والأمعاء والكبد.
  • أمراض القلب.
  • حالات العدوى المتكررة.
  • فقدان السمع.
  • تغيرات في شكل الصدر وانحناء العمود الفقري.
  • الارتجاع المَعِدي المريئي، وهو رجوع حمض المعدة إلى المريء الذي يربط الفم بالمعدة.
  • مشكلات في النمو وزيادة الوزن.
  • التأخرات النمائية وصعوبات التعلم.
  • المشكلات الأخرى الموجودة منذ الولادة.

المعالجة

يعتمد علاج الفتق الحجابي الخلقي، على وقت اكتشاف الحالة المَرضية ومدى خطورتها. وسيساعد فريق الرعاية الصحية على تحديد الخيار الأفضل للوالدين والطفل.

الرعاية قبل الولادة

يتابع فريق الرعاية الصحية الأم عن كثب قبل ولادة الطفل. وتخضع عادةً للتصوير بالموجات فوق الصوتية، وغيره من الاختبارات للاطمئنان على صحة الطفل وحالة نموه.

يُسمى العلاج الجديد للفتق الحجابي الخلقي الشديد، الذي يخضع للدراسة حالياً الإغلاق القصبي بالتنظير الداخلي للجنين (FETO). وتُجرى هذه الجراحة للطفل أثناء فترة الحمل. وتهدف هذه الجراحة إلى المساعدة في تحفيز رئتي الطفل على النمو قدر الإمكان قبل الولادة.

يُجرى الإغلاق القصبي بالتنظير الداخلي للجنين من خلال إجرائين:

  • الإجراء الأول. يحدث الإجراء الأول في وقت مبكر من الأشهر القليلة الأخيرة (الثلث الثالث) من الحمل. ويقوم طبيب الجراحة بعمل شق صغير في البطن والرحم. ويقوم بإدخال أنبوب خاص مزود بكاميرا في نهايته، يسمى المنظار الداخلي للأجنة، عبر فم الطفل إلى الرُّغامَى (القصبة الهوائية). ويوضع بالون صغير في القصبة الهوائية للطفل، ثم يُنفخ هذا البالون. يتدفق سائل الرحم الطبيعي أثناء الحمل، الذي يُسمى السائل السَّلَوِي، إلى داخل رئتي الطفل وخارجها ومنهما عبر الفم. يعمل نفخ البالون على إبقاء السائل السَّلَوِي في رئتي الطفل. ويساعد السائل على تمدد الرئتين لتحفيزهما على النمو.
  • الإجراء الثاني. بعد مدة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع تقريباً، ستخضع الأم للإجراء الثاني. يُزال البالون بحيث يصبح الطفل مستعداً لاستنشاق الهواء إلى الرئتين بعد الولادة. يمكن استخدام طريقة خاصة للولادة، إذا بدأ المخاض قبل إزالة البالون وتعذرت إزالة البالون بالمنظار الداخلي. وتسمى هذه الطريقة إجراء العلاج خارج الرحم أثناء الولادة (EXIT). 
    وتُجرى الولادة عن طريق العملية القيصرية مع الدعم المشيمي. ويعني ذلك استمرار الطفل في الحصول على الأكسجين عبر المشيمة قبل قطع الحبل السُري. ويستمر الدعم المشيمي حتى يُستخرج البالون ويُوضع أنبوب تنفس، مما يسمح للجهاز بتولي عملية التنفس.

قد لا يكون الإغلاق القصبي بالتنظير الداخلي للجنين هو الخيار الصحيح لجميع الحالات. ولا يوجد ما يضمن نتائج الجراحة. يقيِّم فريق الرعاية الصحية حالة الأم وحالة الجنين لمعرفة ما إذا كانت مؤهلة للخضوع لهذه الجراحة. وينبغي على الأم التحدث إلى الفريق عن الفوائد والمضاعفات المحتملة لها وللطفل.

الرعاية أثناء الولادة

يمكن للأم عادةً ولادة الطفل ولادة طبيعية أو قيصرية. وستقرر مع الطبيب الطريقة الأفضل لها.

رعاية ما بعد الولادة

سيساعد فريق الرعاية الصحية بعد الولادة، على التخطيط للعلاج الذي يلبي احتياجات الطفل. سيتلقى الطفل الرعاية على الأرجح في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

قد تستدعي حالة الطفل وضع أنبوب تنفس له. ويتصل هذا الأنبوب بجهاز يساعد الطفل على التنفس. ويمنح ذلك الرئتين والقلب الوقت الكافي للنمو والتطور.

قد يحتاج الأطفال الذين لديهم مشكلات رئوية مهدِّدة للحياة إلى علاج يسمى الأكسجة الغشائية خارج الجسم. ويُطلق على هذا العلاج أيضاً اسم دعم الحياة خارج الجسم. يؤدي جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم وظائف قلب الطفل ورئتيه، ما يمنح تلك الأعضاء فرصة للراحة والتعافي.

تعتمد مدة احتياج الطفل إلى دعم التنفس على مدى الاستجابة للعلاج وعوامل أخرى.

يخضع معظم الأطفال المصابين بالفتق الحجابي الخلقي، لعملية جراحية لإغلاق الثقب الموجود في الحجاب الحاجز. ويُحدد موعد إجراء هذه الجراحة بناءً على صحة الطفل وغير ذلك من العوامل. وتتضمن الرعاية التفقدية عادةً تصوير الصدر بالأشعة السينية للتأكد من سلامة الترميم.

قد يحتاج الطفل بعد مغادرة المستشفى إلى دعم إضافي. ويمكن أن يشمل ذلك الأكسجين التكميلي.

يتم توصيل الأكسجين عبر أنبوب بلاستيكي رفيع مزود بحواف تلائم فتحتَي الأنف، أو أنبوب رفيع متصل بقناع يوضع على الأنف والفم. وقد تدعو الحاجة أيضاً إلى دعم للتغذية للمساعدة على النمو والتطور. وقد توصف أدوية للحالات المرتبطة بالفتق الحجابي الخلقي، مثل الارتجاع الحمضي أو فرط ضغط الدم الرئوي.

*هذا المحتوى من "مايو كلينك"

اقرأ أيضاً:

تصنيفات