أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية لقاحات "كوفيد 19" المحدثة من شركة "فايزر" وشريكتها "بيونتيك" وكذلك من "موديرنا"، الاثنين، إذ تستعد البلاد لبدء حملة تطعيم الخريف في أقرب وقت هذا الأسبوع، علماً بأنَّ هناك لقاح ثالث من "نوفافاكس" لا يزال قيد المراجعة.
يأتي ذلك في وقت ترصد منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، السلالة الجديدة التي عرفت على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "بيرولا" وتحمل الاسم العلمي BA.2.86 وهي سلالة متحورة من السلالة أوميكرون.
من تستهدف الجرعات المحدثة؟
وافقت إدارة الغذرء والدواء على الجرعات لمن تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً وما فوق، وأذنت بها للاستخدام الطارئ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عاماً، بحسب "رويترز".
ولاحقاً قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن مديرتها وقعت، الثلاثاء، على استخدام لقاحات محدثة لكوفيد-19 من شركة "فايزر" وشريكتها "بيونتيك" و"موديرنا" للأشخاص من عمر 6 أشهر فأكثر.
وتمهد التوصية النهائية من المديرة ماندي كوهين الطريق لاستخدام اللقاحات المحدثة على نطاق واسع.
وقالت كوهين الشهر الماضي، إنها تتوقع إعطاء الجرعات سنوياً، لكن لا يتفق جميع الأطباء على أن الجميع يحتاجون إليها كل عام.
ما الجديد في لقاح 2023؟
ابتكرت كل من شركة "فايزر" مع "بيونتيك و"موديرنا" و"نوفافاكس" نسخاً محدثة من لقاحات كوفيد 19 الخاصة بها.
وعلى عكس الجرعة المعززة للعام الماضي التي تضمنت السلالة الأصلية للفيروس ومتحور أوميكرون المهيمن آنذاك، تستهدف جرعة هذا العام متحور XBB.1.5، وهو المتحور السائد خلال معظم عام 2023.
وقالت الشركات إنَّ لقاحاتها المعاد تجهيزها قد ثبت في الاختبارات المبكرة، أنها تعمل ضد المتحورات الفرعية الأحدث من متحور أوميكرون المنتشر الآن، بما في ذلك BA.2.86 شديد التحور.
ما الفئات الأكثر استفادة؟
هناك إجماع واسع وسط الأطباء على أن كبار السن، والمصابون بنقص المناعة، والحوامل يجب أن يتلقوا على الأقل لقاحاً سنوياً لكوفيد-19، للحماية من الفيروس بسبب ارتفاع خطر الإصابة بأمراض وخيمة ودخول المستشفى والوفاة.
على سبيل المثال، قالت لجنة اللقاحات التابعة للحكومة البريطانية، إن كبار السن الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر وبعض الفئات الأخرى سيتلقون اللقاح لأنهم ربما سيكونون أكثر من يستفيد منه.
ماذا عن تطعيم البالغين الأصغر سناً والأصحاء؟
يعتقد العديد من الأطباء أنه يجب التوصية باللقاح سنوياً للجميع، تماما مثل لقاحات الإنفلونزا.
وقال الدكتور ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة "فاندربيلت"، ومنسق اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض، إنَّ توصية بسيطة ومباشرة هي الأفضل على الأرجح.
وأضاف: "إذا كان عمرك 6 أشهر أو أكثر، فيجب أن تحصل على لقاح الإنفلونزا. ويبدو جيداً بالنسبة لي الحصول على لقاح كوفيد أيضاً".
وأوضح الدكتور ديفيد بولوير، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، أنه يوصي بأن يحصل البالغون الأصحاء على اللقاحات.
ووفقاً لبحث نشره، فإنَّ الأشخاص الذين تلقوا جرعات معزَّزة تظهر عليهم أعراض أقل حدة وأقصر أمداً في حالة إصابتهم.
وأفاد الدكتور بول أوفيت، خبير الأمراض المعدية بجامعة بنسلفانيا وعضو اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء، بأنه يعتقد أنه يجب التوصية بالجرعات سنوياً فقط للمجموعات المعرضة للخطر.
وأشار أوفيت، إلى أنَّ الدراسات لم تظهر أن الجرعات المعززة تحمي من المرض لدى الأشخاص الأقل عرضة للخطر.
ماذا عمن يعانون من آثار كوفيد؟
هناك بعض البيانات التي تشير إلى أنَّ التطعيم بعد الإصابة قد يسهم في تقليل أعراض الأشخاص الذين يواجهون مشكلات صحية لمدة طويلة بعد الإصابة بكوفيد 19.
لكن الأطباء قالوا إنَّ إصابة ثانية بكوفيد 19 يمكن أن تعيد إحياء الأعراض السابقة طويلة الأجل للمرض، أو تفاقم الأعراض المستمرة، ويمكن أن يساعد التطعيم في الحماية من ذلك.
هل يتم تطعيم الأطفال هذا العام؟
تختلف الآراء بشأن الحاجة إلى الجرعات بالنسبة للأطفال.
قال عالم الأوبئة بجامعة مينيسوتا مايكل أوسترهولم إنَّ الأطفال يشكلون نسبة أكبر من الوفيات والاستشفاء بين المصابين حالياً بكوفيد19.
وعلى الرغم من أن حالات الاستشفاء بشكل عام منخفضة إلى حد ما، إلا أنه خلال الشهر الماضي، شكل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 17 عاماً أو أقل حوالي 5-6% من حالات الاستشفاء من كوفيد 19، مقارنة بحوالي 4% في المتوسط خلال العامين الماضيين، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض.
وقال أوسترهولم: "إذا أراد الآباء تطعيم أطفالهم، فيجب السماح لهم بذلك".
وذكر ديفيد بولوير، اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، أنه يعتقد أنَّ إعطاء الأطفال جرعات معززة أمر غير ضروري ما لم يكن هناك شخص يعاني من نقص المناعة في الأسرة.
وأفادت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأنها ستقدم توصياتها بعد اجتماع اللجنة الاستشارية لمراكز السيطرة على الأمراض.
اقرأ أيضاً: