فيروس "نيباه" القاتل يعود مجدداً.. والهند تعلن التأهب

time reading iconدقائق القراءة - 6
عاملون صحيون يرتدون ملابس واقية أثناء نقل جثة شخص توفي بعدوى فيروس نيباه في مستشفى في كوزيكود بولاية كيرالا الهندية. 12 سبتمبر 2023 - AFP
عاملون صحيون يرتدون ملابس واقية أثناء نقل جثة شخص توفي بعدوى فيروس نيباه في مستشفى في كوزيكود بولاية كيرالا الهندية. 12 سبتمبر 2023 - AFP
دبي - الشرق

أعلنت الهند حالة التأهب القصوى بعد ظهور فيروس "نيباه" المميت مجدداً، الذي أودى بحياة شخصين على الأقل خلال الأيام الأخيرة، وأدى إلى إخضاع المئات لفحوصات في ولاية كيرالا جنوبي البلاد.

وهذه هي المرة الثالثة خلال 5 سنوات التي يظهر فيها الفيروس الذي يُتلف المخ، وينتقل من الخفافيش والخنازير إلى البشر، في منطقة كوزيكود بولاية كيرالا.

وفي عام 2018، توفي 21 شخصاً أثناء تفشي المرض قبل التمكن من احتوائه، كما سبق اكتشاف الفيروس في دول أخرى من بينها سنغافورة وماليزيا، بحسب "بلومبرغ".

ما هو فيروس "نيباه"؟

"نيباه" فيروس حيواني المنشأ، أي أنه ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن يسبب عدوى حادة في الجهاز التنفسي ويهاجم الدماغ، وفق منظمة الصحة العالمية.

واكتشف الفيروس للمرة الأولى في عام 1999، أثناء تفشي المرض بين مُربي الخنازير الماليزيين، كما اكتشف أيضاً في سنغافورة، وعلى الرغم من عدم حدوث إصابات جديدة في أي من البلدين، كانت هناك حالات تفش دورية في بنجلاديش والهند منذ عام 2001.

كيف ينتقل فيروس "نيباه"؟

يُعتقد أن تفشي المرض في ماليزيا نتج عن انتقال الفيروس من الخنازير المُصابة إلى البشر، ولكن يُعتقد أن مسار الانتقال الأكثر احتمالاً في الهند وبنجلاديش هو تناول منتجات الفاكهة، مثل عصارة النخيل، الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة المُصابة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. 

وقالت منظمة الصحة إنه من المحتمل أن تكون نسبة عالية من حالات التفشي اللاحقة نتيجة لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر.

أعراض فيروس "نيباه"

تبدأ الأعراض عادةً بالحمى، والصداع، وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراض أمراض الجهاز التنفسي، مثل السعال أو التهاب الحلق، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC.

وربما تظهر الأعراض في أي وقت خلال أسبوعين من التعرّض للفيروس، ويمكن أن تصبح أكثر حدة مما يؤدي إلى الإصابة بالارتباك، والنوبات، والتهاب الدماغ، الأمر الذي قد يؤدي إلى دخول المرضى في غيبوبة خلال 24 إلى 48 ساعة.

خطورة فيروس "نيباه"

يموت ما يُقدر بنحو 40% إلى 75% من المرضى المصابين بالفيروس، ويختلف معدل الوفيات من تفشي إلى آخر، وهو ما يبرر مخاوف الهند.

علاج فيروس "نيباه"

لا توجد لقاحات مضادة لهذا الفيروس متاحة للبشر أو الحيوانات في الوقت الراهن، ولا توجد أي علاجات فعَّالة بخلاف تقديم الرعاية والدعم.

ويعمل الباحثون حالياً على تطوير أجسام مضادة أحادية النسيلة، وهي أدوية مناعية قد تحارب الفيروس بشكل مباشر، ولكن لا تتوفر علاجات مُرخصة حتى الآن، بحسب CDC.

وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن الهند تعمل على توفير هذا النوع من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، كما تعمل السلطات في ولاية كيرالا على رصد الأشخاص الذين تعاملوا مع المرضى في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس.

مدى انتشار فيروس "نيباه"

وحتى الآن لم يظهر الفيروس سوى في الدول الآسيوية التالية، الهند، وبنجلاديش، وسنغافورة، وماليزيا، والفلبين.

العلماء يرون أن بعض العوامل مثل تغير المناخ، وإزالة الغابات تزيد من خطر انتقال العدوى بين الحيوان والإنسان، وفي حالة تفشي نيباه في ماليزيا، كان يُعتقد أن التكثيف الزراعي قد خلق مساراً لانتشار الفيروس من خفافيش الفاكهة إلى الخنازير ثم إلى البشر.

وتبدو الأمراض حيوانية المنشأ شائعة، إذ تمثل أكثر من 6 من كل 10 أمراض معدية معروفة لدى البشر، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وفي معظم الأحيان، تُسبب العدوى أعراضاً محدودة، ثم تنتهي دون أن تُحدِث تأثيراً كبيراً. مع ذلك، في أعقاب جائحة فيروس كورونا، وُضعت المزيد من أنظمة التتبع لرصد أي مسببات أمراض جديدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات