انتفاخ الرئة.. إذا كنت مدخناً فاحذر خطر الانسداد الرئوي المزمن

time reading iconدقائق القراءة - 7
يقلل الانتفاخ الرئوي من مساحة سطح الرئتين، وبالتالي كمية الأكسجين التي تصل إلى مجرى الدم - Getty Images
يقلل الانتفاخ الرئوي من مساحة سطح الرئتين، وبالتالي كمية الأكسجين التي تصل إلى مجرى الدم - Getty Images
بالتعاون مع مايو كلينك -الشرق

يُعد انتفاخ الرئة مرضاً يصيب الرئة ويسبب ضيقاً في التنفس. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انتفاخ الرئة، يحدث تلف الحويصلات الهوائية في الرئتين (الأسناخ). ومع مرور الوقت، تضعف الجدران الداخلية للحويصلات الهوائية وتتمزق، الأمر الذي يُحدث مساحات هوائية أكبر بدلاً من العديد من المساحات الصغيرة. ويقلل هذا من مساحة سطح الرئتين، وبالتالي كمية الأكسجين التي تصل إلى مجرى الدم.

عند الزفير، لا تعمل الحويصلات الهوائية التالفة بشكل صحيح ويتم حبس الهواء القديم، ولا يترك أي مجال لهواء نقي وغني بالأكسجين للدخول.

ويعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من انتفاخ الرئة من الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن أيضاً. يُعد التهاب الشعب الهوائية المزمن التهاباً في الأنابيب التي تحمل الهواء إلى رئتيك (الأنابيب الشعب الهوائية)، الأمر الذي يؤدي إلى السعال المستمر.

انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن هما حالتان تشكلان داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD). يُعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD). قد يعمل العلاج على إبطاء تقدم داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ولكن لا يمكنه عكس الضرر.

أعراض انتفاخ الرئة

قد تعاني انتفاخ الرئة لسنوات عدة دون ملاحظة أي علامات أو أعراض. ويُعد العرض الرئيسي لانتفاخ الرئة هو ضيق التنفس، الذي يبدأ عادة تدريجياً.

قد تبدأ في تجنب الأنشطة التي تسبب لك ضيق في التنفس، وبذلك لا يصبح العرض مشكلة حتى يتعارض مع أداء المهام اليومية. يسبب انتفاخ الرئة في النهاية ضيقاً في التنفس حتى حين تكون مستريحاً.

متى تزور الطبيب؟ 

اذهب إلى طبيبك إذا كنت تعاني ضيقاً في التنفس لأشهر عدة من دون مبرر، خاصة إذا كان يزيد سوءاً أو كان يتعارض مع أداء الأنشطة اليومية. لا تتجاهله بإخبار نفسك أن ذلك بسبب شيخوخة أو حالة بدنية سيئة. سارع بطلب الرعاية الطبية الفورية. في حال كنت:

  • تعاني ضيقاً في التنفس، لا تسطيع صعود السلالم
  • تحولت شفتاك أو أظافرك إلى اللون الأزرق أو الرمادي مع بذل المجهود
  • لا تشعر بأنك يقظ ذهنياً

الأسباب

السبب الرئيس في الانتفاخ الرئوي هو التعرض للمهيجات المنقولة بالهواء لفترة زمنية طويلة، وتشمل:

  • تدخين التبغ
  • تدخين الماريغوانا
  • تلوث الهواء
  • الأبخرة الكيميائية والتراب

نادراً ما يكون الانتفاخ الرئوي ناتجاً عن نقص وراثي لبروتين يحمي الكيانات المرنة في الرئة. وهو ما يسمى الانتفاخ الرئوي الناتج عن نقص ألفا-1 أنتيتربسين.

عوامل الخطورة

تتضمن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بانتفاخ الرئة التالي:

  • التدخين. يشيع ظهور الانتفاخ الرئوي بين مدخني السجائر، إلا أن مدخني السيغار الفخم والغليون معرضون له أيضاً. تزيد احتمالية الإصابة لكل المدخنين بزيادة مدة التدخين وكمية التبغ التي استهلكوها.
  • العمر. بالرغم من بطء عملية تضرر الرئة في الانتفاخ الرئوي وتقدمها بالتدريج، فإن أغلب المصابين بالانتفاخ الرئوي الذي يسببه التدخين يعانون أعراضه بين سن 40 و60 عاماً.
  • التعرض للتدخين السلبي. التدخين السلبي، ويُعرف أيضاً بالتدخين من الدور الثاني أو التدخين البيئي، هو ما يحدث عندما تستنشق الدخان الناتج عن سجائر أو غليون شخص مدخن. يزيد التدخين السلبي من احتمالية إصابتك بالانتفاخ الرئوي.
  • التعرض للدخان والغبار في أثناء العمل. يزيد احتمالية إصابتك بالانتفاخ الرئوي إن استنشقت أدخنة بعض الكيماويات أو غبار الحبوب، والقطن، والخشب، ومنتجات التعدين. وتصبح الاحتمالية أكبر إن كنت مدخناً.
  • التعرض للتلوث الداخلي والخارجي. يزيد استنشاق العوادم الموجودة في بيوتنا، مثل تلك الناتجة عن وقود المدافئ، وخارجها مثل عوادم السيارات، من احتمالية إصابتك بالانتفاخ الرئوي.

المضاعفات:

يعتبر الأفراد الذين يعانون من انتفاخ الرئة أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

  • رئة مصابة بالانهيار (استرواح الصدر). قد يمثل انهيار الرئة تهديداً لحياة الأفراد الذين يعانون من انتفاخ الرئة الشديد، نظراً لتضرر وظيفة الرئتين لديهم بالفعل. يعد هذا الأمر غير شائع ولكنه يمثل خطورة في حالة حدوثه.
  • مشاكل القلب. قد يؤدي انتفاخ الرئة إلى زيادة الضغط في الشرايين التي تربط بين القلب والرئتين. من الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث حالة تُعرف باسم القلب الرئوي، حيث يتمدد قسم من القلب ويضعف.
  • الثقوب الكبيرة في الرئتين (الفقاعات). تظهر لدى بعض الأفراد المصابين بانتفاخ الرئة فراغات في الرئتين تُعرف باسم الفقاعات. قد يصل حجم الفقاعات المذكورة إلى نصف حجم الرئة. علاوة على تقليل المساحة المتاحة لتمدد الرئة، قد تؤدي الفقاعات العملاقة إلى زيادة مخاطر الإصابة باسترواح الصدر.

الوقاية:

للوقاية من انتفاخ الرئة، لا تدخن وتجنب استنشاق التدخين السلبي. ارتدِ قناعاً لحماية رئتيك إذا كنت تتعامل مع الغبار أو الأبخرة الكيميائية.

إذا كنت تعاني انتفاخ الرئة، فيمكنك القيام بعدد من الخطوات لإيقاف تطوره وحماية نفسك من المضاعفات:

  • الإقلاع عن التدخين. هذا هو الإجراء الأكثر أهمية الذي يمكنك اتخاذه من أجل صحتك بشكل عام وهو الإجراء الوحيد الذي قد يوقف تطور انتفاخ الرئة. التحق ببرنامج توقف عن التدخين إذا كنت تحتاج إلى مساعدة للإقلاع عن التدخين. بقدر الإمكان، تجنب التدخين السلبي.
  • تجنب المهيجات التنفسية الأخرى. وهي تتضمن الأدخنة المنبعثة من الطلاء وعوادم السيارات، وبعض روائح الطهي، وعطور معيّنة، وحتى حرق الشموع والبخور. قم بتغيير مرشِّحات الأفران والتكييفات بانتظام للحد من الملوِّثات.
  • ممارسة التمارين بانتظام. حاول ألا تدع مشاكل التنفس التي تعانيها تمنعك من القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم، ما قد يزيد كفاءة رئتيك.
  • احمِ نفسك من الهواء البارد. قد يسبب الهواء البارد انقباضات للممرات الهوائية، ما يجعل التنفس أيضاً أكثر صعوبة. في أثناء الطقس البارد، ارتدِ وشاحاً ناعماً أو قناععاً للهواء البارد، وهو متاح في الصيدلية، على فمك وأنفك قبل الخروج، لتدفئة الهواء الذي يدخل رئتيك.
  • احصل على التطعيمات الموصى بها. تأكد من الحصول على حقنة الإنفلونزا السنوية والتطعيمات ضد الالتهاب الرئوي كما يوصي طبيبك.
  • احرص على الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي. ابذل قصارى جهدك لتجنب الاتصال المباشر بأشخاص مصابين بالزكام أو الإنفلونزا. إذا كان يجب عليك الاختلاط بمجموعات كبيرة من الأشخاص في أثناء موسم الزكام والإنفلونزا، فارتد قناعاً للوجه، واغسل يديك بشكل متكرر واحمل معك زجاجة صغيرة من مُعقم اليدين الكحولي لاستخدامها عند الحاجة.