حذر خبراء في الأمراض التنفسية، من أن جائحة كورونا قد تفوّت على العالم فرصة القضاء على مرض السل الذي يشكّل "مأساة معاصرة" في العالم.
وقالت الأمينة العامة لـ"الشراكة العالمية لدحر السل" لوسيكا ديتيو، في التقرير السنوي للمنظمة إن "السل يبقى المرض المعدي الأكثر فتكاً، رغم القدرة على تفاديه وعلاجه".
1.4 مليون ضحية سنوياً
ويرى التقرير أن البرامج الرامية إلى تحسين الوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج لمرضى السل الذي يفتك سنوياً بأكثر من 1.4 مليون شخص، تعاني نقصاً بنيوياً في التمويل، فيما تحظى جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد بتعبئة عالمية غير مسبوقة.
ويحذر الخبراء من خطر تقويض التقدم المحرز في السنوات الأخيرة لمنع انتشار السل بفعل جائحة كورونا.
علاجات بالية وطويلة
ولفتت ديتيو إلى أن بلداناً كثيرة ينتشر فيها السل "لا تزال تعتمد سياسات، وممارسات وعلاجات بالية"، ولا يزال نحو 40% من البلدان الـ37 التي شملها التقرير تعالج الأشكال المقاومة من المرض التي لا تنفع معها مضادات السل الاعتيادية، باستخدام أدوية عن طريق الحقن، وهي علاجات طويلة ومضنية وبفعالية عشوائية، كما لا يزال هناك نقص في تشخيص السل المقاوم، مع 5500 حالة جديدة تكتشف سنوياً فقط لدى الأطفال، فيما التقديرات تشير إلى وجود 30 ألف حالة.
وأطلق باحثون في "إنترناشونال جورنال أوف توبركولوسس أند لانغ ديسيسز" الاثنين دراسة ترمي إلى "تحسين فهم سبل الوقاية، والتصدي للآفة المزدوجة" لمرضى السل الذين يصابون بفيروس كورونا.
ورغم وجود صلة مثبتة بين الوفيات الناجمة عن كورونا والسل، وهما مرضان يصيبان الرئتين، إلا أن قلة من الدراسات أجريت بشأن طريقة تفاعل المرضين معاً إذا ما أصابا جسم الإنسان.