تظهر عيوب القلب الخلقية عادة بعد ولادة الطفل أو خلال شهوره الأولى، وتكون بعضها بسيطة ولا تحتاج إلى علاج، فيما تستدعي حالات أخرى منها، إجراء جراحات متعددة وعلى مدار سنوات.
ويمكن أن تساعد معرفة عيوب القلب الخلقية لدى الطفل، على فهم الحالة والتعرف إلى ما يُتوقع وقوعه في الشهور والسنوات المقبلة، فإذا كان الطفل مصاباً بعيب خلقي في القلب، فهذا يعني أنه مصاب بمشكلة في بنية القلب.
أنواع عيوب القلب
- ثقوب القلب: تتكون في الجدران الموجودة بين حجراته، أو بين الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب. وتسمح هذه الثقوب بخلط الدم ناقص الأكسجين مع الدم الغني بالأكسجين، ما يؤدي إلى نقل كمية قليلة من الأكسجين للطفل.
- انسداد تدفق الدم: يحدث عندما تكون الأوعية الدموية أو صمامات القلب ضيقة بسبب عيب في القلب.
- الأوعية الدموية غير الطبيعية: تحدث عندما لا يكون شكل الأوعية الدموية المتجهة إلى القلب والخارجة منه سليماً، أو لا يكون موضعها كما ينبغي أن يكون.
- اضطرابات صمامات القلب: تعد أحد العيوب في حال عدم تأديتها مهامها بالشكل المطلوب، ما يعيق تدفق الدم بسلاسة.
الإصابة وعوامل الخطورة
يتشكل القلب خلال الأسابيع الأولى من الحمل ويبدأ في النبض، كما يبدأ أيضاً بتكوين الأوعية الدموية الرئيسية التي تمتد منه وإليه.
وتعد هذه المرحلة حرجة خلال أشهر الحمل الأولى، إذ يمكن أن تنشأ في أثنائها عيوب القلب. ولا يعلم الباحثون سبب حدوث معظم هذه العيوب على وجه التحديد، لكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية وبعض الحالات الطبية والبيئية، مثل التدخين، قد تلعب دوراً في ذلك.
ومن علامات إصابة الطفل بعيب خُلقي في القلب، التنفس السريع وتورم الساقين أو البطن أو مناطق محيطة بالعين، فضلاً عن ضيق التنفس خلال التغذية، ما يؤدي إلى ضعف في زيادة الوزن.
وقد لا يجري تشخيص العيوب الخِلقية الأقل خطورة على القلب حتى مرحلة مبكرة من الطفولة، فقد لا يُظهر الطفل أي إشارات واضحة عن وجود مشكلة، لكن إصابته بضيق بالتنفس أو إغماءه خلال ممارسة أي نشاط، فضلاً عن تورم يديه أو كاحليه، قد تشير إلى إصابته.
اختبارات
يعد تخطيط صدى القلب وتخطيط كهربية القلب، من الاختبارات التي تسمح بمعرفة المشكلة قبل ولادة الطفل، كما أن الوسيلتين غير جراحيتين.
ويعد التصوير بتقنية الأشعة السينية، التي يتعرض خلالها الطفل إلى الأشعة مباشرة في منطقة الصدر، من إحدى الوسائل التي توضح ما إذا كان القلب متضخماً أو الرئتان تحتويان على دم زائد أو سائل آخر فيهما. فقد تكون هذه علامات على الإصابة بفشل القلب.
ويعتمد الأطباء أيضاً وسيلة قياس التأكسج، التي تقيس نسبة الأكسجين في دم الطفل من خلال وضع مستشعر على إصبعه، إذ يمكن أن يشير القدر الضئيل جداً من الأكسجين إلى مشكلة في القلب.
ويعتبر تصوير قلب الطفل وأوعيته الدموية بواسطة تقنية الرنين المغناطيسي (MRI)، من أهم وسائل التشخيص، لدقتها.
العلاج
قد لا يكون للعيب القلبي الخلقي تأثير طويل الأمد في صحة الطفل، وفي بعض الحالات يمكن أن تُترك مثل تلك العيوب من دون علاج. بل إن بعضها كالثقوب الصغيرة، قد تصلح نفسها بنفسها مع تقدم الطفل بالسن.
ومع ذلك، فإن بعض عيوب القلب خطيرة، وتتطلب علاجاً في أقرب وقت بعد اكتشافها، بواسطة إما القسطرة أو جراحة القلب المفتوح، أو عن طريق زراعة قلب جديد أو تناول بعض العقاقير التي تساعد القلب على العمل بكفاءة أكبر.
* هذا المحتوى من "مايو كلينيك".